أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - كاظم حبيب - عيد نوروز الخالد... عيد المحبة والسلام .. عيد النضال ضد الطغاة















المزيد.....

عيد نوروز الخالد... عيد المحبة والسلام .. عيد النضال ضد الطغاة


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 17:04
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في 16 آذار من العام 1988, وقبل عدة أيام لا غير من احتفالات الشعب الكردي بعيد نوروز الخالد, تساقطت صواريخ وقذائف النظام الدكتاتوري والعنصري الغاشم الحاملة للسلاح الكيماوي والموت على رؤوس نساء ورجال وأطفال حلبجة الكرد ضمن عمليات الإبادة الجماعية وضد الإنسانية التي سميت بعمليات "الأنفالية", حاملة لهم الموت والخراب, فتسببت في استشهاد ما يزيد عن 5000 إنسان وجرح وتعويق عدد مماثل للقتلى في إطار حملة الحقد والكراهية العنصرية التي كلفت الشعب الكردي خلال تسعة شهور (شباط-تشرين الأول) ما يقرب من 182 ألف كردي وكردية, إضافة إلى قتل العشرات من المسيحيين من أبناء وبنات الإقليم. ومن يدرس هذه العملية بعناية سيجد إنها ذات مضمون مركب, فهي عملية عنصرية من جهة, لأنها موجهة ضد قومية بعينها أو ضد شعب بعينه, هو الشعب الكردي أو الإنسان الكردي مباشرة من منطلق عرقي بحت. وهي في الوقت نفسه عملية ذات مضمون فاشي على وفق النهج والأساليب الوحشية التي مورست في قتل الإنسان وتدمير المنطقة ومحاولة أفناء هذا الشعب المسالم من جهة ثانية. وهذا ما أشرت إليه في مداخلتي التي قدمتها في المؤتمر الأكاديمي الأول الذي عقد في أربيل في العام 2002. لقد نفذت النظام الاستبدادي المطلق هذه الجريمة على مراحل على وفق خطة وضعت سلفاً ونفذت بإصرار وتصميم وتنظيم وتعبئة واسعة جداً واستخدام مختلف الأسلحة التقليدية, إضافة إلى السلاح الكيمياوي. وبالتالي, فالدافع لهذه العمليات إيديولوجي عنصري وفاشي سياسي في آن واحد, وهي بحق عملية إبادة جماعية وضد الإنسانية لا مثيل لها في الربع الأخير من القرن العشرين. ولا بد للمجتمع الدولي أن يعي مخاطر عدم الاعتراف بها باعتبارها إبادة جماعية وبهذا التوصيف, تماماً كما اعترف بها الشعب العراقي ومحكمة الجنايات العليا التي حاكمت مجرمي النظام وعمليات الأنفال, وعلى رأسهم صدام حسين وابن عمه علي حسن المجيد, ومجلس النواب العراقي والحكومة العراقية, رغم إن الأخيرة لم تنفذ التزاماتها التي تنص عليها القوانين الدولية لضحايا الشعب الكردي والإقليم لما تعرضت له من خسائر بشرية ومادية حتى الآن. وقد اعترفت بطبيعة هذه الجريمة في الإبادة الجماعية بعض الدول الأوروبية. إن تأخير دفع التعويضات لذوي الضحايا والإقليم وإعادة إعمار المناطق المدمرة من جانب الحكومة الاتحادية, التي تتحمل رسمياً التبعات المترتبة على التزامات الحكومة العراقية وعواقب ما مارسته من جرائم في تلك العمليات الأنفالية, إذ يترتب عليها دفع الفوائد المستحقة عن التأخير لأصحاب الحق في الحصول على التعويضات.
لقد مرَّ على فاجعة حلبجة الشهيدة ربع قرن. أقيم بهذه الذكرى الأليمة والحزينة في الفترة 14-16/3/2013 حفل تأبيني في إقليم كردستان, في العاصمة أربيل وفي حلبجة, هذا القضاء التابع لمحافظة السليمانية, بحضور عدد كبير من الضيوف والشخصيات السياسية والاجتماعية والدبلوماسية وعشرات الصحفيين من عدد كبير من الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا وغيرها, كما شارك بعض الضيوف العرب من العراق ومن الدول العربية. وكان التأبين مهيباً, إذ وقف الناس بإجلال كبير وحزن عميق أمام نصب ضحايا حلبجة والأنفال مؤكدين إدانتهم الشديدة لهذه العمليات ومصممين على النضال ضد تكرارها أو وقوعها ثانية في العراق أو في أي بلد من بلدان العالم. فحصولها مرة أخرى يعني عودة العنصرية والفاشية والدكتاتورية إلى الحكم ثانية سواء أكان ذلك في العراق أم في أي بلد آخر من بلدان العالم, وهو ما لا يجوز السماح به.
أكدت خطب الضيوف الذين تحدثوا من على منبري أربيل وحلبجة عن الطبيعة العنصرية لهذه العمليات وأكدوا كونها عمليات إبادة جماعية هادفة وموجهة ضد الشعب الكردي وأكدوا تبنيهم لهذه المسألة والسعي لإقناع حكوماتهم بالاعتراف بها باعتبارها جريمة إبادة جماعية ينطبق عليها تماماً توصيف الأمم المتحدة لعمليات الإبادة الجماعية.
لقد كانت مشاركة جماهير الشعب الكردي واسعة جداً, سواء في احتفالات أربيل التأبينية أم في الحفل التأبيني في حلبجة, وكان الحزن والألم يشدان لحمة هذا الشعب ويعبران عن تصميمه لمواصلة النضال في سبيل حقوقه المشروعة والعادلة وهو يدرك حجم التحديات والمصاعب والمشكلات التي تواجه تكريس ما تحقق له من منجزات وما يفترض أن يتحقق له لاحقاً على طريق تحقيق الطموحات المشروعة والتي لا يتنكر لها سوى أعداء هذا الشعب من عنصريين وشوفينيين وكارهين لتمتع الشعوب بحقوقها العادلة والمشروعة.
مر 25 عاماً على أنفلة الشعب الكردي الإجرامية, ولم ينس هذا الشعب ذلك بل تعمقت في ذاكرته وترسخت وتحولت إلى معلم كبير من معالم النضال الكردي والاستعداد للتضحيات الغالية في سبيل حقوقه المشروعة من جهة, ولطخة عار كبيرة لا تنسى في جبين الفاشيين من العرب العراقيين ولمن يرفض الاعتراف بما مارسته الدكتاتورية البعثية الصدامية ضد الكرد من جهة أخرى.
ولكن الشعب الكردي, ورغم الألم والحزن والمرارة, لم يسمح لهذه الذكرى الحزينة أن تحرمه من احتفالات نوروز الخالد. فهو رمز النضال المجيد والمتواصل. فها هم الكرد من بقية أنحاء كردستان الكبرى يقدمون إلى مدن أخوتهم وأخواتهم كرد إقليم كردستان العراق ليحتفلوا معهم في أربيل والسليمانية ودهوك وكركوك وحلبجة وفي كل بقعة من أرض كردستان العراق ويهنئونهم بعيد نوروز وما تحقق لهم من منجزات ويشدون أزرهم في مواجهة التحديات الراهنة والقادمة.
قدم نضال الشعب الكردي في إقليم كردستان العراق نموذجاً يحتذى به لبقية شعوب الأمة الكردية لانتزاع الحقوق العادلة والمشروعة وإقامة فيدراليته ضمن الدولة العراقية. فها نحن أمام منجزات مرتقبة للشعب الكردي في إقليم كردستان تركيا حيث بدأ التفاوض السلمي بين الحكومة التركية والمناضل عبد الله أوجلان, رئيس حزب العمال الكردستاني, لتأمين الخطوات الأولى على طريق الحصول على الحقوق المشروعة وتطويرها وتعزيزها والجميع يترقب النتائج الطيبة لهذه المفاوضات بعد أن طلب أوجلان ومن سجنه من مناضلي الحزب ترك السلاح والابتعاد عن الحدود. وقناعتي الراسخة تؤكد إن شعب كردستان في كل من كردستان إيران وسوريا لن يتأخرا عن مواصلة النضال لضمان الحقوق المشروعة لهما أيضاً. ليكن عيد نوروز فاتحة عهد جديد للشعب الكردي في كردستان تركيا, ونجاحات ملموسة على طريق حل المشكلات العالقة بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان العراق والبدء بالحوار والتفاوض حولها على وفق مبادئ الدستور العراقي.
لا يمكن للحلول الأمنية والعسكرية أن تعالج الخلافات والمشكلات القائمة وعلى الحكومة الاتحادية أن تتخلى عن سياساتها الراهنة والتصور الخاطئ والقاتل بقدرتها على حل المشكلات بالقوة العسكرية وبالأساليب الأمنية ليس مع الكرد فحسب, بل ومع بقية أطراف القوى السياسية العراقية ومع مطالب الشعب العادلة.
21/3/2013 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 19 آذار ... يوم بغداد الدامي والدامع والمريع..
- رسالة مفتوحة إلى السيد نوري المالكي رئيس مجلس وزراء العراق
- سياسة جرَّ الحبل ببغداد وعواقبها المريعة
- الحكام الراقصون على أنغام التفجيرات الإرهابية وأشلاء الضحايا ...
- المثقفون العراقيون اليهود قبل التهجير
- السياسة الاقتصادية والبنية الطبقية للنخبة الحاكمة بالعراق
- اهتزاز النظم السائرة صوب الإسلام السياسي والطائفية في الدول ...
- هل أبقى نوري المالكي شيئاً من سمعة وحرمة السلطات الثلاث في ا ...
- هل هناك من منافسة غير مشروعة بين رئاسة الإقليم والحكومة الات ...
- جرائم بشعة ترتكب بالعراق ...من يرتكبها؟
- لا للأستبداد .. لا للطائفية .. لا لقتل المتظاهرين .. نعم لمط ...
- أفرج عن الدكتور مظهر محمد صالح بكفالة, ولكن..!
- محنة الشعب والسجناء في نظام المحاصصة والقهر السياسي بالعراق
- مخاطر ظاهرة إعادة إنتاج الاستبداد في دول المحيط الرأسمالي وم ...
- تباً لكم أفلا تستحون من اعتقال وإساءة معاملة الدكتور مظهر مح ...
- الدفاع عن د. مظهر محمد صالح واجب كل المثقفين والقوى الديمقرا ...
- الفكر الطائفي السياسي واختلاف المذاهب فكرياً والمحنة العراقي ...
- الصراعات السياسية والطائفية المستقطبة والعوامل المسببة لها
- دكتاتور السودان يسير على خطى دكتاتور العراق السابق صدام حسين
- تشبث المالكي بالحكم وعواقبه المحزنة!


المزيد.....




- نداء من أجل التعبئة لصد الهجوم على حقي التقاعد والإضراب
- تركيا توقف مسؤولا في حزب العمال الكردستاني بعد وصوله من ألما ...
- مباشر: مهرجان تضامني مع المعتقلين السياسيين
- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - كاظم حبيب - عيد نوروز الخالد... عيد المحبة والسلام .. عيد النضال ضد الطغاة