جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3908 - 2012 / 11 / 11 - 12:23
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لايهم سواء قصدت (التربية) او (الربا) فالمعني الاصلي يستند على الثلاثي (ربو) اي (يزداد) و (ينمو) قارن (ما يربو على المئة) خاصة المال او المطر الذي يزيد الاخضر على اليابس اذا سقط و يطفو (الرابي) الى السطح و الطفل (يربّى) فلذلك (الربوة) هي هضبة او مكان عال. يرد (الربا) في القرآن ثمان مرات بثلاث طرق مختلفة على الاقل مما يدل على تفشي هذا المرض:
اولا الممارسة
ثانيا كسب المال بطريقة غير شرعية
ثالثا القرض.
بعكس ما يعتقده البعض لا تقتصر التربية في العربية على تربية الاطفال بل تتعدى الى تربية الحيوانات و النباتات و صنع المواد الغذائية مثل اكل (المربى) و تربية الدجاج و تربية الاسماك و تربية النباتات. فاذن تستند فكرة (التربية) اساسا على فكرة الزيادة و الكوثر التي كان (محمد) مولعا بها شخصيا و حاول بجميع الطرق الحصول عليها (انا اعطيناك الكوثر) و (لسوف يعطيك ربك فترضى) من ضمنها عمليات الغزو.
هذا يعني ان الخيط الذي يفصل بين التربية و الربا و الفساد لرفيع حقا. ليس هناك فرق بين تربية الاطفال و زرع الفساد لان الفكرة هي الزيادة و النمو في الحالتين. عندما نرى العلاقة الوثيقة بين التربية و الربا و الفساد لا نتعجب من تفشي الفساد في المجتمعات الاسلامية بكثرة لانها من صميم لغة القرآن نفسها. اضافة الى ذلك كانت التربية و التعليم لغاية القرن التاسع عشر في ايدي رجال الدين و مدارس القرآن الى ان وصلنا الى عصر تأسيس الدول و افتتاح المدارس على الطريقة الغربية دون ان تتغير ممارسات الربا و الفساد بل بالعكس تطورت و توسعت الى (الرشوة) كما نجدها متفشية بشكل خطير في جميع المجتمعات الاسلامية بصورة عامة و العراق بصورة خاصة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟