جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3895 - 2012 / 10 / 29 - 21:53
المحور:
كتابات ساخرة
كلما شاهدت برنامجا دينيا اسلاميا في قنوات زاد عددها في السنوات الاخيرة لاسباب مجهولة ابدأ بدعائي و بشكر الله مرارا و تكرارا (على عكس عاداتي) لانه ابعدني عن كل هذا الجهل المطبق. كلما رأيت برنامجا دينيا اسلاميا يتهيأ لي و كأني ارجعت الى الوراء مئات السنين. كلما سمعت مسلما يستشهد بالايات القرآنية اشكر ربي على عدم ضياع وقتي بهذه الترهات - كلما سمعت الاذان اشكر ربي على حفظ آذاني من ضجيجه.
و لكني بدأت ايضا بالتدريج اشبه المسلم في دعائي المستمر و عيوني تتجه الى سماء اوربا الصافية رغم الغيوم آملا ان استرق النظر و لو لثانية واحدة لاني اخاف ان يغضب الله تبارك و تعالى عليّ لكثرة دعائي: اللهم اابعدنا عن نار الاسلام - اللهم لا تؤاخذنا على انفتاح افكارنا – اللهم انصرنا على شر الجاهلين – اللهم ابعد المرأة عن التحجب و العبودية.
احيانا اقوم عمدا بمشاهدة برامج آيات و سور القرون المظلمة لكي لا انسى نعمة الحرية و الانفتاح و العلم في حياتي. ارى ان على الانسان ان لا يشكو و يعاتب فقط بل يعبر ايضا عن حمده و شكره و هنا لا اعني فقط الصحة و السلامة الجسدية و النعمة المادية بل الصحة و السلامة العقلية اي القابلية الفكرية و الانفتاح على جميع الاديان الاخرى و الثقافات. اللهم انصرنا على قوم المسلمين – اللهم اهدنا صراط الشرفاء – اللهم ان كنت اذنبت .. اليك المشتكى...
اخيرا ارى ان الله يفهم بالتأكيد ما اريد ان اقوله لانه اقرب اليّ من حبل الوريد فاسكت عن الدعاء و ادخل في نوم عميق و ارى كيف ان الله استجاب لدعائي في مجمتع يعتمد على نفسه و لا يثقل كتف الله الا عند المحنة في مجتمع خال من الدعاء – اللهم لك الحمد على كل نعمة انعمت بها علينا في قديم او حديث.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟