أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - ليبيا : الناتو و-حماية المدنيين-..!!؟














المزيد.....

ليبيا : الناتو و-حماية المدنيين-..!!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 17:48
المحور: حقوق الانسان
    


الذريعة "إنسانية" والوسيلة عدوانية..!!


تمكنت الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في حلف الناتو من جر الشرعية الدولية ممثلة بمجلس الأمن الى فخ القرار رقم/ 1937 في 18/3/2011 القاضي بإستخدام القوة المسلحة ضد دولة ليبيا تحت ذريعة "حماية المدنيين"؛ وهي لعمري من الذرائع التي تسكب لها العبرات، لما فيها من "دوافع إنسانية"، وتخرس أمامها الألسن، لما فيها من "حجج وتبريرات منطقية"..!


وهكذا تمكنت أمريكا وحلفائها في "الناتو" من تحقيق نصرهما الأول دون إزهاق روح واحدة من جنودهما في "ساحات الحرب" المفترضة في ليبيا، متجاوزين بذلك تجربتهما في العراق وأفغانستان، وقبلها في فيتنام وكوريا، ليخرج "الناتو وأمريكا" مكللين ب "النصر العظيم"، وليقبر معمر القذافي وولده في عمق الصحراء، دون إشارة أو شاخص دليل، بما مثله ذلك من إستهجان للنفس البشرية وإنتهاك لمباديء حقوق الأنسان..!


القرار الأممي 1937 رغم كل ما شابه من هنات وغموض، وكل ما قيل بصدده من نقد وملاحظات من قبل بعض الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وهذا ما أتت عليه المقالة الموسومة ( ليبيا: بين سندان الشرعية الدولية ومطارق الإحتلال)(1)، فأنه وعلى الصعيد العملي والميداني، يمثل إنعطافاً حاداً في تأريخ الشرعية الدولية، خاصة فيما يتعلق بآليات حفظ الأمن والسلم الدوليين، وفي الموقف من مبدأ سيادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وطرق حل النزاعات بينها وفقاً لأحكام الفصلين السادس والسابع من ميثاق المنظمة المذكورة، وهذا ما تناولت بعضه المقالة المشار اليها في أعلاه، كما وإنه من الجانب الآخر، يعتبر إحد إنعكاسات تداعيات الخلل الذي إنتاب ميزان القوى على الصعيد الدولي بعد إنهيار "الإتحاد السوفييتي"، حيث بات التوازن الدولي على صعيد المصالح المتباينة للدول العظمى، محكوماً من قبل القطب الأقوى، مما أصبحت تأثيراته واضحة في نتائجها السلبية حتى في مضمار نشاط هيئة الأمم المتحدة وفي طبيعة بناء قرارات مجلس الأمن، وهذا ما إنسحب في تأثيره وتداعياته السلبية على نضال الشعوب المناضلة من أجل حريتها كالشعب الفلسطيني على سبيل المثال، أو تلك الرازحة تحت أنظمة حكم إتسمت بالإستبداد والدكتاتورية، وما القرار 1937 في 18/3/2011 بشأن ليبيا، إلا من الأمثلة الحسية على تلك الحقيقة..!


ف "حماية المدنيين"؛ تلك العكيزة التي بنى القرار الأممي المذكور حيثياته عليها، كانت في الحقيقة تحمل في طياتها وفي كل كلمة من جملها المعسولة، كل نذر الموت الزؤام، لأولئك المدنيين الليبيين، سواء من صدقوها أو من نظروا اليها بعين الريبة والتساؤل، أو أولئك الأبرياء من الذين أسلموا أمرهم الى حظهم العاثر الذي أوقعهم بين فكي كماشة الموت، فأحالت قنابل الناتو مدنهم وملاجئهم المتواضعة الى مقابر جماعية، إختلطت فيها جثامين الشيوخ والأطفال والنساء والمحاربين من كل صوب وحدب(2)، لتتحول حقيقة "حماية المدنيين" طوال سبعة أشهر من القصف المتواصل لطائرات الناتو، الى مجزرة دموية وعنوان لتراجيديا ليبيا المدمرة؛ شعباً مطارداً وبنى تحتيةً محطمة، وأملاً ملتبساً ومستقبلاً مهزوزا، وثروةً منهوبة..!


ليس الهدف في هذه المقالة الدخول في تفاصيل الأحداث أو البحث في الدوافع التي تقف وراء إصدار قرار مجلس الأمن، ولا حتى في البحث وراء شرعية أم عدم شرعية أو وطنية طلب التدخل الأجنبي بهدف التغيير الداخلي، فهذا ما أشرنا اليه سابقاً في المقالة المنوه عنها في أعلاه وفي المقالة التي سبقتها حول الشأن الليبي والموسومة ( ليبيا: بين الثورة والتثوير)(3) ، بقدر ما أردنا أن نلفت النظر اليه هو جسامة حجم الضحايا البريئة من المدنيين الليبيين، التي جاوزت اعدادها عشرات الألوف من مختلف الأعمار والأجناس، التي سقطت بفعل قنابل وصواريخ الناتو، ناهيك عن حجم الخراب والتدمير الذي أصاب الهياكل الإقتصادية للبلاد، ما يستثير التساؤل المشروع عن الجهة التي تتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية جراء التطبيق الأعمى والمقصود لقرار مجلس الأمن 1937، بهذا الشكل الهمجي، وعن مدى حدود دور ومسؤولية الشرعية الدولية في تعقيب ومراقبة الجهات التي يناط بها تنفيذ قراراتها الأممية، والتداعيات السلبية لذلك التنفيذ على مصالح الشعوب التي تتعرض الى مثل تلك القرارات، ولعل الأنكى أن تعهد الشرعية الدولية تنفيذ قراراتها الصادرة وفقاً للفصل السابع من ميثاقها، الى نفس الجهات المدعية والجائرة بالشكوى، تحت ذريعة إنسانية، سُخِرت لها أشدُ عناصر الفتك والدمار من الآلة الحربية. فهل يا ترى أخذت الشرعية الدولية في إعتبارها تلك النتائج المأساوية لتنفيذ قرارها بالحسبان..؟!


إنه ومن نافل القول، أن تكون الإجابة بالنفي، طالما كان المتحكم بقرارات مجلس الأمن هي نفسها الدول المناط بها شؤون صيانة الأمن والسلم الدوليين، من الدول الخمس الكبرى، وطالما هي نفسها من يتحكم سياسياً وميدانياً بهذه الشؤون، بما تمليه عليه مصالحها، وبما وفره لها ميثاق الأمم المتحدة من سلاح (حق الفيتو)، الضامن الفعال لتلك المصالح بوجه أي قرار ترى فيه تهديداً لتلك المصالح؛ فلا غرابة والحال، أن تطحن "ماكنة الناتو" الألوف من المدنيين الليبيين الأبرياء، من أجل "حماية المدنيين" من بطش الدكتاتور، فالمصالح دائماً هي فوق أي إعتبار..!!؟
31/10/2011
(1) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=251545
(2) http://www.amad.ps/arabic/?action=detail&id=66913
(3) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=251199



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين: بداية الطريق....!
- فلسطين: في الطريق الى الدولة.....!!
- الشهيد المهدي يتهم...!؟
- اللوم والشجن...!
- فلسطين: من رباعيات النكبة..!
- العراق: الأمان وحدود المسؤولية..!!؟؟
- نتنياهو: يبكي السلام...!!؟؟
- نسائم بغداد..!
- فلسطين: النكبة..الحدث الذي لا ينسى...!؟
- بن لادن: الشخص والظاهرة..!
- فلسطين: لقد حان الوقت...!
- الأول من آيار: تحرر الطبقة العاملة مفتاح تحرر الطبقات الأخرى ...
- البوح...!
- العراق: الإتفاقية الأمنية الأمريكية- العراقية: ملاحظات هامشي ...
- فلسطين : فيتوريو أريغوني الإنسان..!
- العراق: أيُ حالٍ أمرَ من ذي الحالِ...!؟
- العراق:إغتيال المثقفين كارثة وطنية..!
- جوليانو..!(*)
- الفجر..!(*)
- ليبيا: بين سندان الشرعية الدولية ومطارق الإحتلال..!


المزيد.....




- السعودية.. الأمن العام ينشر مقطع فيديو وصورا لاعتقال 4 مواطن ...
- ارتفاع حصيلة المعتقلين في الضفة الغربية الي 8890 فلسطينياً
- المرصد العربي لحقوق الإنسان يدين جرائم إسرائيل بحق الفلسطيني ...
- نتنياهو: الضربة الإسرائيلية على مخيم النازحين في رفح كانت -خ ...
- مقتل جندي مصري في إطلاق نار بمنطقة الشريط الحدودي في رفح، وا ...
- أوروبا تتعهد بأكثر من ملياري يورو لدعم اللاجئين السوريين
- استهداف مخيم النازحين في رفح.. ماذا يقول القانون الدولي؟
- مجزرة رفح.. حماس: الاحتلال استهدف النازحين وهم نائمون فتفحّم ...
- لازاريني من بيروت: تصنيف الأونروا على أنها -منظمة إرهابية- ت ...
- الصفدي: تخلّي المجتمع الدولي عن اللاجئين السوريين وتراجع الد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - ليبيا : الناتو و-حماية المدنيين-..!!؟