أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - العراق: الأمان وحدود المسؤولية..!!؟؟














المزيد.....

العراق: الأمان وحدود المسؤولية..!!؟؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3386 - 2011 / 6 / 4 - 03:28
المحور: حقوق الانسان
    


لا أريد بهذا العنوان أن أستعرض حصيلة الأحداث الأمنية التي إجتاحت العراق من شماله حتى جنوبه لهذا اليوم 2/6/2011، فهي لكثرتها وتماثلها، ما عادت تستوقف المراقب للبحث في تفاصيلها، أو سبر أسبابها والتعرف على بواعثها، فيكفي المرء أن يستعرض بيانات الناطق الرسمي لقيادة عمليات بغداد حول تلك الأحداث، ليحدد طبيعتها وكيفية التعامل معها من قبل الحكومة، ولكن حدثاً أمنياً محدداً من الأحداث الأمنية لهذا اليوم، توقفت أمامه ملياً، لا لتميزه من حيث النتائج أو الدوافع، ولكن لما يعكسه الحدث نفسه من مدلولات بالغة الأهمية من حيث الواقع الأمني السائد في البلاد من جهة، وما يمثله الحدث بالنسبة للمواطن العراقي نفسه على الصعيد الحياتي..!!


يشير الحدث وطبقاً لمتحدث بإسم الجهات الأمنية من قيادة عمليات بغداد: [[أفاد مصدر في الشرطة العراقية، الخميس، بأن امرأتين قتلتا بهجوم مسلح استهدف صالونا لحلاقة السيدات غرب بغداد، مبينا أن المسلحين أضرموا النار بالصالون قبل أن يفروا إلى جهة مجهولة. ]](*)


فما الذي يعنيه هذا الحدث الأمني، وهو مجرد حدث أمني كسائر الأحداث الأخرى التي تحصل كل يوم، على مستوى العامل النفسي للمواطن العراقي العادي، الذي يغادر بيته صباح كل يوم متوجهاً الى مكان عمله لإكتساب قوت يومه وقوت عائلته، وهو يحيط نفسه بهالة من "الإطمئنان النفسي"، مبعثه الشعور المفترض بالأمن والأمان، الذي يدفعه مع كل هذا الهدوء للذهاب الى مكان عمله، مقنعاً نفسه بأن فوق رأسه مظلة واقية، تحميه من كل ما يقلقه من مخاطر تحول بينه وبين مصدر رزقه، وبالنتيجة فهو يستمر دائباً في الذهاب الى هناك كل يوم، مع كل الإطمئنان والسكينة المفترضة من الناحية النفسية..!؟


فالحدث بطبيعته السايكولوجية، يختلف في جوهره، عن غيره من الأحداث الأمنية الأخرى، مثل تفجير المفخخات والسيارات المتفجرة والأحزمة الناسفة، التي يغلب عليها طابع المفاجأة، أو الصدفة، حيث أن مكان العمل لا يختلف في جوهره عن مكان السكن، بإعتباره المكان الوحيد الذي يمنح المرء شعوراً بالإطمئنان والسكينة، وهو المكان الوحيد الذي يمنح صاحبه حالة من اللجوء الآمن عن غيره من الأماكن الأخرى ، كالأماكن العامة والشوارع والساحات العامة والأماكن الأخرى التي يجد المرء نفسه موجوداً في محيطها لأي سبب من الأسباب ..!


ومن هذه الزاوية، يمكن النظر الى حادث قتل الأمرأتين العاملتين في صالون الحلاقة للسيدات في منطقة أبي غريب في 2/6/2011، ثم حرق صالون الحلاقة فيما بعد، وبدم بارد يغادر بعده القتلة مكان الجريمة بأسلحتهم الرشاشة، يمكن النظر اليه لا بإعتباره حدثاً أمنياً عابراً كغيره من الأحداث الأمنية الأخرى التي تطال العراقيين كل يوم حسب، بل هو من الأحداث التي يمكن النظر اليها من زاوية أكثر خطورة وأكثر أهمية على مستقبل حياة الإنسان الإقتصادية والإجتماعية، بما يعنيه ذلك من فقدان الأمن الإجتماعي كلياً، ولا أريد هنا الخوض في دوافع هذا النوع من القتل، فهو يذكرنا بالفواجع التي تعرضت لها فئات محددة من الشعب العراقي، في السنوات 2005_2006، ومنها ما يتعرض له أصحاب محلات الصاغة من الطائفة المندائية بين آونة وأخرى، من تصفيات جسدية، وتدمير ونهب لموجودات تلك المحلات، ناهيك عن مداهمة محلات المشروبات الكحولية من قبل نفس المافيات الإجرامية..!؟


إن كل ذلك لا يمكن وضعه خارج إطار العجز الأمني ولاأبالية الأجهزة الأمنية الحكومية، في توفير الأمن والحماية لأصحاب هذه المحلات، بل والأنكى من كل ذلك، أن يجري إستهداف أصحاب هذه المهن الحرة، تحت شعائر لا تمت للدين والأخلاق بصلة، بقدر ما تسيء للأعراف الشعبية والعقائد الدينية والتحضر المدني، في نفس الوقت الذي تعتبر فيه تهديداً خطيراً لأمن المواطنين المسالمين في حياتهم وأرزاقهم، بنفس القدر من إنتهاكها للشرائع الإنسانية والقانونية، وخرقاً فضاً لأحكام للدستور، الذي أناط بالحكومة وأعتبره من أولويات واجباتها، تأمين حماية المواطنين في مساكنهم وأماكن أعمالهم؛ فالى أي مدى تمكنت الأجهزة الأمنية للحكومة من توفير الحماية الكافية لأصحاب تلك المهن، مثل الصاغة والحلاقين وباعة المشروبات الكحولية، وهل أن الحكومة جادة حقاً في توفير هذه الحماية، بمواجهة التهديدات المتواصلة التي يتعرض لها أصحابها بين الحين والآخر..؟؟!!

إنه من السابق لأوانه القول؛ بأن السلطات الحكومية الأمنية قد وفرت ما يكفي من وسائل الحماية لأصحاب تلك المهن، حيث إن مجرد تكرار حدوث جرائم القتل والسلب والحرق ضد هذه الفئات من المواطنين من إصحاب المهن الحرة، وعدد غير قليل منهم هم من أبناء الأقليات الدينية، إنما يمثل تحد صارخ للحكومة والسلطة التشريعية والقضائية، من قبل عصابات القتل والجريمة، التي ما أنفكت تواصل إجرامها دون الشعور بأي رادع من الخوف والحيطة..!!؟؟


فالدستور يلزم الحكومة وجميع السلطات الأخرى مسؤولية ضمان توفير الأمن والأمان للمواطنين، وكما ورد فيما تقدم؛ في مساكنهم وأماكن عملهم، وهو إلزام بحكم الواجب، فالحماية هنا ترقى لدرجة الألزام بوضع حماية خاصة من الأجهزة الأمنية لكل محل أو دكان صياغة، أو صالون حلاقة أو محل لبيع المشروبات الحكومية، وتوفير كل ما يشعر أصحاب هذه المحال بالإطمئنان والسكينة طيلة وجودهم في أعمالهم، وهذا في الحقيقة ما يعبر عن الحد الأدنى من المسؤولية الحكومية في توفير ضمان وسلامة المواطنين في أعمالهم، وسكناهم إن تطلب الأمر؛ فهل في هذا يا ترى، ما يثقل على الحكومة وهي ملزمة دستورياً في توفير تلك الحماية للمواطنين..؟؟!!
3/6/2011


________________________________________________________________
(*)http://www.alsumarianews.com/ar/2/22652/news-details-.html



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو: يبكي السلام...!!؟؟
- نسائم بغداد..!
- فلسطين: النكبة..الحدث الذي لا ينسى...!؟
- بن لادن: الشخص والظاهرة..!
- فلسطين: لقد حان الوقت...!
- الأول من آيار: تحرر الطبقة العاملة مفتاح تحرر الطبقات الأخرى ...
- البوح...!
- العراق: الإتفاقية الأمنية الأمريكية- العراقية: ملاحظات هامشي ...
- فلسطين : فيتوريو أريغوني الإنسان..!
- العراق: أيُ حالٍ أمرَ من ذي الحالِ...!؟
- العراق:إغتيال المثقفين كارثة وطنية..!
- جوليانو..!(*)
- الفجر..!(*)
- ليبيا: بين سندان الشرعية الدولية ومطارق الإحتلال..!
- ليبيا: بين الثورة والتثوير..!!؟
- لا للإنقسام..!*
- آذارالأعياد....!(*)
- العراق: خطوة في الطريق الخطأ..!!؟
- بغداد تفتخر...!
- العراق: ما الذي يريده الشعب وما تريده الحكومة..!؟


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - العراق: الأمان وحدود المسؤولية..!!؟؟