أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - بن لادن: الشخص والظاهرة..!















المزيد.....

بن لادن: الشخص والظاهرة..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 14:08
المحور: حقوق الانسان
    


وأخيراً مات أو قتل الرجل الذي كان يكنى "بن لادن" كما يموت أو يقتل غيره من الناس، ولكن دفن لا كغيره من الناس؛ فهو قد مات كشخص قد نفذ فيه "حكم القتل"، وبالمعنى "القانوني" "حكم الإعدام"، والى هنا يمكن أن تنتهي الحكاية، كما أرادتها أمريكا وكما صورها الرئيس الأمريكي باراك أوباما..!!!؟


فالولايات المتحدة الأمريكية، وهي من الدول التي لا يزال تشريعها الجنائي ينص على "عقوبة الإعدام"، رغم دعوة المفوضة العليا لحقوق الانسان في الأمم المتحدة (نافي بيلاي) الى إلغاء عقوبة الإعدام عالميا، مشيرة الى أن 140 دولة ما عادت تنفذ عقوبة الأعدام، في وقت يوجد فيه 72 دولة ممن صدقت على بروتوكول "عقوبة الإعدام" الإختياري الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في العام 1989 ، أصبحت ملزمة بعدم إعدام أي شخص كان وباتخاذ كل الخطوات لإلغاء العقوبة وعدم ترحيل أي شخص إلى بلد يمكنه أن يواجه فيه الإعدام.، ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر نفسها من الدول الراعية لحقوق الإنسان، وهي عضو في مجلس حقوق الإنسان، فالذي يبدو ويا للغرابة، وكأن المقتول بن لادن قد "حالفه الحظ" في أن ينفذ به "حكم الإدارة الأمريكية بالقتل"، وهو أعزل من السلاح، طريح فراش المرض وأمام أنظار عائلته، على يد فرقة عسكرية من الكوماندو المدربة في الولايات المتحدة الأمريكية، وطبقاً لإجراءات إتسمت بموافاتها "الشروط القانونية والشرعية"، على حد وصف السيد وزير العدل الأمريكي أمام مجلس الكونغرس الأمريكي..!!!؟؟


الى هنا يمكن أن تختتم القصة، وأن يسدل الستار على سيناريو " قتل بن لادن"، ولكن الأمر قد خرج عن المألوف في مثل تلك الأحوال، بل جر وراؤه من أذيال الحدث مالا يمكن التكهن بنهايته، أو تخيل معرفة فصل الختام..!؟


فقتل "بن لادن"، أو كما إصطلح عليه البعض تسمية "الإغتيال"، قد فتح أمام المجتمع الدولي والإنسانية، سيلاً من الأسئلة التي تتشعب بإتجاهات كثيرة ومختلفة، ترقى في بعضها حد الإحتجاج على الطريقة التي نفذت بها الولايات المتحدة الأمريكية عملية القتل، واقلها إفتراضاً وعلى المستوى القانوني، ما يتعلق بتكييف الواقعة نفسها من ناحية الشرعية الدولية والعلاقة بين الدول والقانون الدولي العام، ومفهوم السيادة طبقاً لميثاق الأمم المتحدة، ومدى شرعية التصرف الأمريكي من وجهة نظر القانون الجنائي الأمريكي، والقانون الجنائي الباكستاني، والقانون الدولي، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأخيراً الرأي العام الدولي، إذ ليس من المعقول أومن منطق العدالة، تجريد عملية "قتل بن لادن" من كل هذه الإعتبارات، وفي مقدمتها إعتبارات ما تقرره لائحة حقوق الإنسان، حيث وبعكسه لا يمكن توصيف ما جرى في باكستان حيث المكان الذي تمت فيه عملية القتل، أو في واشنطن حيث البهجة والإنشراح ومراسم الإحتفالات أمام البيت الأبيض، بعيداً عن نزعة أو حالة نفسية غلب عليها طابع من الإنتقام..!!!؟


فالحدث من الشائكية والتعقيد، ما لايمكن تمريره شرعياً وقانونياً، على الصعيدين الإقليمي والدولي، لمجرد كونه قد إقترن من الناحية التنفيذية بمقتل الشخص المدعو "بن لادن"، المطلوب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، إرتباطاً بأحداث التاسع من سبتمبر/ 2001 في أمريكا، ومن غير المعروف فيما إذا كان قد صدر حكم غيابي ما بتجريمه من قبل المحاكم الأمريكية من عدمه، وفيما إذا كانت الحكومة الباكستانية على علم مسبق بالعملية العسكرية الأمريكية أو شاركت فيها، أو أن منظمة الأنتروبول الدولية لديها إشعار مسبق بالنوايا الأمريكية أو قد ساهمت أو شاركت بجزء من العملية..الخ من الأسئلة ذات العلاقة، ومنها على سبيل المثال، الأسئلة التي وجهها محققان تابعان للأمم المتحدة، ومعنيان بحقوق الأنسان...!؟(*)


أما إرتباطاً بالمستوى السياسي للحدث، فإن مقتل "بن لادن"، وبالطريقة التي تم بها، فقد أخرج الحدث، في الحقيقة، من أبعاده الشخصية والقانونية، ليضعه في رحاب الفضاء السياسي والإعلامي العالمي، ويخضعه الى مختلف التكهنات والتعليقات والتأويلات والتصورات المتباينة، لإرتباطه من حيث الأصل بأحداث التاسع من أيلول/2001 من جهة، وما إستتبع ذلك من إعلان ما يسمى بحالة "الحرب على الإرهاب" التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية على منظمة "القاعدة" بعد تلك الأحداث في كل أرجاء العالم، والتي تلخصت ترجمتها الفعلية بشن الحرب على أفغانستان عام/2001 ، والتي إستتبعتها فيما بعد، بحربها على العراق في آذار عام/2003 ، تحت نفس الذريعة أو ما شابهها من الجهة الثانية..!!؟


ومن هنا تحولت منظمة "القاعدة" وشخصية "بن لادن" الى الطرف الثاني من معادلة ما يسمى، ["الحرب العالمية الثالثة ضد "الإرهاب"]، ليتحول "بن لادن" نفسه الى حالة جديدة في المعترك السياسي العالمي، حيث إرتبط إسمه وإسم منظمة القاعدة بشكل محدد الى ما يسمى ب "الإرهاب" ، مما جعل من إسميهما "ظاهرة " عالمية لها وجودوها المنتشر في مختلف إرجاء العالم، واليهما بات ينسب أي عمل يشم منه رائحة لمعارضة ضد أي نظام إستبدادي في العالم..!؟ (**)


ولسنا هنا بصدد البحث في تفاصيل الحدث وآثاره على مجمل الحياة السياسية في العالم، وعلى الخصوص في منطقة الشرق الأوسط، أو عن شخصية "بن لادن" ومن تكون، فهذا خارج نطاق المقال، كما وقد كُتب الكثير من التعليقات حول الأمر، ولكل إجتهاده الخاص في النظر الى أبعاد مقتل ( بن لادن ) ومن الزاوية التي يعتقدها، ولكن ومن بدهيات القول هنا، الإشارة بهذه المناسبة الى أمرين ذي دلالة بالنسبة لتداعيات عملية القتل نفسها مستقبلاً؛


فمن جانب، يطرح نفسه التساؤل عن المقدمات والجذور والعوامل والظروف التي إقترن بها خلق شخصية "بن لادن"، ليتبؤ مثل هذا المركز السلبي المثير للإهتمام على الصعيد العالمي، ومدى علاقة ذلك بطبيعة دور الولايات المتحدة الأمريكية في تعاملها ونشاطها السياسي والبراغماتي على الصعيد الدولي مع الشعوب المستضعفة وحركات التحرر الوطنية وإنعكاساته على تلك الشعوب، وطبيعة مواقفها من قضاياها المشروعة، أمام الهيئات الدولية كمجلس الأمن والأمم المتحدة، ومدى تعلق كل ذلك بخلق شخصية (بن لادن) ومنظمة (القاعدة)، ومدى وحدود مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية والقانونية كدولة عظمى، في خلق ما يسمى بمقولة (الحرب ضد الإرهاب)، التي لم تجد لها تعريفاً محدداً في حدود القانون الدولي والشرعية الدولية حتى اليوم، والتي تجد فيها الإدارة الأمريكية، القاعدة والأساس القانوني والفقهي لكل ما أقدمت عليه من شنها للحروب أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وإنتهاك حرمة أراضيها وإحتلالها..الخ، وليس في هذا ما ينفي عن الأفعال وأحداث التاسع من ايلول/ 2001 وسقوط آلاف الضحايا من المدنيين الأبرياء، طبيعتها الإرهابية الإجرامية..!؟


ومن الجانب الآخر، يطرح نفسه، السؤال الأكثر وجاهة وموضوعية، وبعيداً عن التدقيق والتحقيق في تفاصيل عملية قتل بن لادن، وحدود مشروعيتها القانونية على المستويين الدولي والخاص؛ السؤال الذي سيفرض نفسه لوقت طويل، وهو: هل حقاً إن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أحدى الدول العظمى في العالم، من قتلها لإبن لادن بهذه الطريقة المشوبة بغموضها والمطعون بشرعيتها، سوف ينهي ما يسمى ب"الإرهاب"..؟، وهل حقاً يمكننا القول بعد الآن، بنهاية ما تسميه إدارة الولايات المتحدة الأمريكية ب "الحرب على الإرهاب" وإختفاء ظاهرة بن لادن كرمز مطلوب في هذه الحرب، التي قادتها وحشدت لها تلك الإدارة منذ أكثر من تسع سنوات..؟؟!


إنها أسئلة تظل شاخصة أمام المراقب طالما ظلت أسبابها قائمة وبعيدة عن مجال البحث عن حلول إنسانية وعادلة لمشاكل الشعوب؛ ف"الإرهاب" وطبقاً للمفهوم المتداول على الصعيد الأمريكي الرسمي والأوروبي، ليس عالَماً قائماً بذاته، بل هو في الواقع، نتاج عوامل وظروف متداخلة، وأسبابها تغور بعيداً في عمق التناقضات والصراعات الدولية حول مصادر الثروة وأسواق العالم، والتفاوت الشديد بين الدول الغنية والدول الفقيرة، وما تعانيه جموع الفقراء والكادحين الغفيرة في العالم من إستغلال وإنتهاك لحقوقها الإنسانية وإضطهادها المتواصل، ناهيك عن إزدواجية مواقف الدول الكبرى الغنية نفسها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، في طريقة تعاملها مع شؤون العالم، ولعل الموقف المراوغ لها من القضية الفلسطينية، أحد أبرز الأمثلة على إزدواجية تلك المواقف..!!؟


أما ظاهرة بن لادن والقاعدة وما شاكلهما، فهما ليس سوى نتاج كل ذلك، وإن إعادة إنتاجهما وتكرارهما أمر قائم، وإن كان بأشكال مختلفة وأسماء أخرى، طالما ظلت عوامل وأسباب إنتاجهما قائمة دون حلول إنسانية عادلة، فمثلاً أين من كل هذا أعمال القرصنة البحرية في جنوب البحر الأحمر..؟!


إنه وليس هناك مما يدفع للقول أو الحدس، بأن ما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية في زمن الرئيس دبليو بوش الأبن، من حربها على إفغانستان عام/2001 وغزوها للعراق عام/2003، وما أقدمت عليه الإدارة الجديدة في زمن الرئيس الحالي باراك أوباما، في طريقة تصفيتها "بن لادن" يوم الأحد الماضي، بأنهما مختلفتان من حيث الجوهر؛ فهما في الحقيقة، وعطفاً على ما تقدم ، وجهان لعملة واحدة..!!؟
6/5/2011
________________________________________________________
(*) http://ara.reuters.com/article/worldNews/idARACAE7450NH20110506
(**)http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين: لقد حان الوقت...!
- الأول من آيار: تحرر الطبقة العاملة مفتاح تحرر الطبقات الأخرى ...
- البوح...!
- العراق: الإتفاقية الأمنية الأمريكية- العراقية: ملاحظات هامشي ...
- فلسطين : فيتوريو أريغوني الإنسان..!
- العراق: أيُ حالٍ أمرَ من ذي الحالِ...!؟
- العراق:إغتيال المثقفين كارثة وطنية..!
- جوليانو..!(*)
- الفجر..!(*)
- ليبيا: بين سندان الشرعية الدولية ومطارق الإحتلال..!
- ليبيا: بين الثورة والتثوير..!!؟
- لا للإنقسام..!*
- آذارالأعياد....!(*)
- العراق: خطوة في الطريق الخطأ..!!؟
- بغداد تفتخر...!
- العراق: ما الذي يريده الشعب وما تريده الحكومة..!؟
- شياع..!(*)
- فلسطين: الفيتو الأمريكي..!
- طوبى مصر..!
- مصر: لقد تخلى الرئيس..!


المزيد.....




- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - بن لادن: الشخص والظاهرة..!