أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - على هامش ميزانية أقليم كردستان














المزيد.....

على هامش ميزانية أقليم كردستان


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3372 - 2011 / 5 / 21 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سنة 79/80 ، كُلِفتُ بالإشراف على حسابات بعض المكائن والسيارات ، حيث كنتُ أعمل في مشروع بناء 500 دار ، في مفرق ديانا / راوندوز . عند التدقيق الاولي ، لاحظتُ ان مصاريف إحدى المكائن الانتاجية ، خلال الثلاثة أشهر الأخيرة ، تتجاوز مصاريف عدة مكائن شبيهة بها وللفترة ذاتها ، وان مجموع ساعات عملها الفعلي أقل من الاخرى .. إكتشفتُ ان جميع المصاريف المُدرَجة ، أصولية من الناحية الشكلية ، وان الوصولات موَقّعة ومطموغة ، ولكن هنالك مثلاً " تبديل جام " مرتين في يومَين مُتتاليين ، وبعد شهر يتكرر الأمر بصورة غريبة ، حيث هنالك تبديل جام أيضاً مرتين في يومين ! . عند سؤال سائق الماكنة ، أجاب ضاحكاً وبكل ثقة : تَصّوَر ، بدّلت الزجاج في المرة الاولى ، وعند عودتي الى موقع العمل ، مّرت سيارة مُسرعة وتجاوزتني ، وتطاير حجرٌ منها وكسر الجام .. فإضطررت ان أبدله في اليوم التالي ، وللغرابة ، تكّررَ نفس الشيء في الشهر التالي !... طبعاً من الناحية النظرية ، هذا مُمكن ، ولكنه يدعو الى الشك والإرتياب على أية حال . " بعد فترة إكتشفتُ مُصادفةً ان صاحب مَحل الجام إبن عم السائق وأخو زوجتهِ ! " . عند سؤالهِ عن قلة إنتاجهِ مقارنةً مع الاخرين ؟ قال : هنالك بعض الامور ، لا ندرجها في جدول العمل ، فانا أقضي الكثير من الوقت ، في مزرعة المسؤول الفلاني ، وكذلك في الاعمال الشخصية للمهندس المُشرِف ! . " بعد فترة عرفت انه نتيجة هذه ( الأعمال ) ، فان صاحبنا السائق ، مُهم وكلمته مسموعة في الموقع وخارج الموقع !" . أما عند سؤالهِ عن تأخره عن الدوام وعدم إلتزامه بالمواعيد والكميات الكبيرة من الوقود التي يصرفها ؟ أجاب بتبرُم : أنا أقوم بالكثير من الأشغال الإضافية ، التي لايُمكنني البوح بها لك ، ولا يمكنك ان تُحاسبني ! ، ثم خرجَ ببساطة . عند مُحاولتي شرح الأمر للمسؤول عن العمل .. لم يدعني اُكمِل ، بل قال : اُترك هذا الشخص .. فالمسألة أعقد مما تظُن !.
ميزانية أقليم كردستان ، تشبه كثيراً ، حسابات سائق الماكنة اعلاه .. فالغموض يلف المصاريف ، والشكوك تحوم حول الإيرادات .. وفي التفاصيل أشياء غريبة لاتحدث إلا وِفق ظروفٍ فريدة وصُدَفٍ عجيبة ! .. تشبه تكسر الجام لأربعة مرات متتالية ... وحينَ يُسأَل السائق او المُكلف بتنظيم الميزانية وحين يُحاصَر بأسئلةٍ مُحرِجة ، فانه يتهرب ويُلّمِح بان لا احد يستطيع محاسبته !.. هنالك هدرٌ للمال ... هنالك إسرافٌ في بعض المواقع الثانوية غير المُهمة .. هنالك تقتيرٌ في الأماكن الحيوية ... في الوقت الذي ، ينبغي ان تكون ، جميع الارقام مكشوفة وواضحة ومُعلَنة وحميع الحسابات شفافة ومُتاحة للجمهور ، فأن التعتيم والغموض المُتعمد ، هو الصفة الأبرز لميزانية الأقليم !.
قبل بضعة سنوات ، لم يكن المواطن العادي في اقليم كردستان العراق ، يهتم ب " ميزانية " الاقليم ، ويعتبر بأن لا شأن له بذلك ... طبعاً كان المواطن العادي مُخطئاً تماماً .. وكانت السُلطة مُرتاحة لذلك الوضع !. أما اليوم ، فان الاوضاع إختلفتْ .. فمن طراطيش الديمقراطية التي أصابتْنا ، ومن الأعراض الجانبية لحرية الحصول على " المعلومة " ، ومن جراء إزدياد الوعي النسبي عند الجماهير ... فلم يعد مقبولاً اليوم ، تمرير الميزانية في البرلمان .. بسهولة مثل السابق .. وباتَ من الضروري ، تشديد الرقابة ، وفرض التخطيط السليم للميزانيات المُقبلة ، بما يتلائم مع متطلبات التنمية الحقيقية في الأقليم .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماهير الأقليم في إنتظار الحلول
- مُقارِنة بين الرؤساء
- صعوبة فهم السياسة .. نصرالله نموذجاً
- حاجتنا الى تَطّور حقيقي في الأقليم
- إتفاقية عراقية امريكية جديدة ، على الطريق
- الرئيس ونُواب الرئيس !
- وعود قادة العراق .. والمصداقية
- الحكومة .. وكيس التبغ !
- المصيبة الكبيرة ، تُنسينا المصائب الصغيرة
- بعض ما يجري في إيران
- المالكي / التيار الصدري .. التحالف القَلِق
- مخاضات الثورة المصرية : إمبابة وعُمر أفندي
- بغداد والأقليم .. ترابُط السلبيات
- مِنْ أينَ لكُمْ هذا ؟
- في العراق .. كُل شيء طبيعي
- إبداعٌ وإجتهادْ .. في النهبِ والفسادْ
- - هند النعيمي - قائدة المُستقبَل
- المالكي وتحالفاته الشيعية
- أمريكا صنعتْ بن لادن .. أمريكا قتلتْ بن لادن
- الثورة في مصر والتغيير في العراق


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - على هامش ميزانية أقليم كردستان