أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - المصيبة الكبيرة ، تُنسينا المصائب الصغيرة














المزيد.....

المصيبة الكبيرة ، تُنسينا المصائب الصغيرة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من طبيعة الحياة ، ان الانسان ينسى مُشكِلته الصغيرة ولو مؤقتاً ، حين يُواجه مُشكلةً أكبر .. وهذا ينطبق ليس على المستوى الفردي فقط ، بل ان " المجتمع " بصورةٍ عامة ، يخضع لهذا الأمر غالباً . لنفترِض ان شخصاً ما ، يشكو من ألمٍ مُزعج في ساقهِ ، وقيلَ له انه مُصاب في قلبهِ وعليه إجراء عمليةٍ جراحية مستعجلة .. فأنه " ينسى " ألم ساقهِ أو لا يعُد يشعرُ بهِ !... وهذا لا يعني ان ساقهُ تعافتْ ، بل ان القلق الناتج عن المشكلة الأكبر ، مرض القلب ، جعلَ الشعور بألم الساق يتراجع الى المواقع الخلفية ، وأصبح شيئاً ثانوياً غير ذي قيمة .
ظاهرة اُخرى ، تؤثر على نظرة المرء الى الأمور ، وتُغّيِر من نفسيتهِ ومزاجه وحتى قناعاته .. تعّرضَ أحدهم الى حادث سَير ، واُصيب بكسرٍ في ذراعهِ ورضوض وكَدمات عديدة وبعض الجروح .. نُقِلَ الى الطواريء ، وكان في حالةٍ سيئة ومعنوياته هابطة ، ويشعر ان حظه التعيس قادهُ الى هذا المصير ، من دون جميع الناس .. وكان يرى في الشوارع والطُرقات ، قبل وصوله الى المستشفى ، مئات السيارات المنطلقة في كافة الإتجاهات ، بإنسيابية ، والكثير من الناس الأصحاء الذين لا يشكون من شيء .. فيزداد حسرةً على نفسهِ !!. بعد ان إستقر في قاعة مستشفى الطواريء ، واُجرِيتْ له الفحوص الاولية وإرتاح بعد ان تناول بعض المُسكنات .. إنتبهَ الى ما يجري حوله ... فرأى مجموعة تحمل مُصاباً وقد تدّلتْ ساقه وكأنها مفصولة عن جسده .. وشاهد آخر والدماء تُغطيه من كل جانب وبعض أحشاءه ظاهرة .. وإمرأة معظم جسدها محروق .. عندها نسى صاحبنا كُل الأصحاء الذين في الخارج ، وإكتشف ان جروحه البسيطة ، لاتُقارَن بما عند هؤلاء الذين في الطواريء ... فغبط نفسه ، على حظهِ الحَسن !!. ينطبق على صاحبنا ، المَثل الشهير : [ بقيتُ أتذمَر من عدم إمتلاكي حذاء ، حتى رأيتُ رجلاً ...بِلا قَدَمَين ] !.
............................................
المصيبة ، ان حكوماتنا ، تعرفُ هذا الأمر جيداً ، وتدرك النجاح الذي سوف تحققه ، عندما تتعمد ، اي الحكومة ، تطبيقه على الشعب . فنظام صدام ، كان يتفنن في هذه الظاهرة ، كانت الجماهير تشكو في البداية من إنعدام حرية الرأي والإعتقاد ، فلجأ النظام الى الإعتقالات والتعذيب ، بحيث ان الناس لم تعد تفكر في هذه الحقوق ، بل أرادت ان تنجو من السجون الرهيبة .. بعدها إفتعلَ الحروب وجرائم الإبادة الجماعية والحصار ... الخ . بحيث ان كُل مصيبة كبيرة " جديدة " كانتْ تًنسينا المصائب " الصغيرة " التي قبلها ! .
لايختلف الأمر اليوم ، كثيراً ، في هذا المجال .. فحكوماتنا أيضاً ، تبتكر الأزمات والمصائب والصعوبات ، واحدة وراء الأخرى .. حتى لاتفسح المجال للناس ، للراحة والتفكير الصحيح وإستجماع الأفكار ... نعم ... فحين يتكرس وضعٌ مُستقر ، ويشعر المواطن بالأمان والحد الأدنى من الراحة النفسية .. حينها تبدأ الخطورة على أهل السلطة الغارقين في مستنقع الفساد ! ، حينها سيُطالب المواطن بصورةٍ أكثر جدية وأرقى تنظيماً .. بالإصلاحات الجذرية ، بالتغيير ومُحاسبة المُقّصرين ومحاربة الفساد والعدالة والمساواة ... أعتقد ان المواطن الذي " يركض " 12 ساعة يومياً حتى في ايام العُطل، وراء خبزه اليومي فقط .. ليس عنده الوقت للإحتجاج والمُعارَضة .. المرأة التي تشقى ليلاً ونهاراً وسط خدماتٍ شُبه معدومة ، لتلبية متطلبات عائلتها ، لاتملك تَرَف الإضراب والإعتصام ، فإضرابها عن العمل ليوم واحد ، يعني جوع أفراد العائلة الصغار ... ان حكوماتنا ، خلال السنوات الماضية ، خلقتْ بسياساتها الرعناء .. هذه الحالة المُزرِية ... بحيث جعلونا ، " ننسى " القتل العشوائي والإغتيالات والمليارات المنهوبة وشحة الخدمات وإنتهاك الحقوق والإعتقالات العشوائية ... الخ ، فكُل مصيبة " جديدة " أدتْ الى التساهل مع المصائب الصغيرة التي قبلها !.
ما أخشاه في الواقع .. هو ان " تفتعل " حكوماتنا ، مصائب جديدة ضخمة .. تُنسينا الوضع المأزوم الحالي !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض ما يجري في إيران
- المالكي / التيار الصدري .. التحالف القَلِق
- مخاضات الثورة المصرية : إمبابة وعُمر أفندي
- بغداد والأقليم .. ترابُط السلبيات
- مِنْ أينَ لكُمْ هذا ؟
- في العراق .. كُل شيء طبيعي
- إبداعٌ وإجتهادْ .. في النهبِ والفسادْ
- - هند النعيمي - قائدة المُستقبَل
- المالكي وتحالفاته الشيعية
- أمريكا صنعتْ بن لادن .. أمريكا قتلتْ بن لادن
- الثورة في مصر والتغيير في العراق
- هل يستقبل العراق لاجئين من سوريا ؟
- حكومتنا .. وعُقدة مصطفى الشكرجي !
- المسؤولون .. بأي دينٍ يدينون ؟
- إختلاف الآراء
- الحدود
- لَمْ أرى بِعيني . لكني سمعتُ بأذني !
- الأمطار الغزيرة .. فضحَتْنا
- أثيل النُجيفي واللعب الخطر
- حكومتنا .. و - المَلا سيسو - !


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - المصيبة الكبيرة ، تُنسينا المصائب الصغيرة