أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - بغداد والأقليم .. ترابُط السلبيات














المزيد.....

بغداد والأقليم .. ترابُط السلبيات


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3359 - 2011 / 5 / 8 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل نستطيع في أقليم كردستان ، أن نُعالج مشاكلنا وأزماتنا .. بِمَعزلٍ عن ما يجري في العراق عموماً ؟ أعتقد ، ان إمكانية ذلك كانتْ مُتاحة أكثر ، قبلَ 9/4/2003 . حيث كان الأقليم يتمتع بحمايةٍ دَولية وِفق قرارٍ من الامم المتحدة ، وكانت حدوده أو منطقة نفوذهِ التي يُديرها ، محدودة وأصغَر مساحةً ، وكانتْ الموارد أقل والطموحات أكثر تواضعاً... أي ان إدارة الاقليم " لو توفّرَتْ لديها نِيّة حينها ، لتحسين الاوضاع الداخلية " لاسيما بالنسبة الى وضع اُسُس للعدالة الاجتماعية ، لكانتْ تستطيع ذلك ، لكنها لم تفعل . أما الآن ، فأن الأمور إختلفتْ جذرياً ... فأن الأقليم بأحزابه المتنفذة وإدارتهِ ، لعبَ دوراً أساسياً في عملية ما بعد التغيير في بغداد .. وأصبح الكُرد رُكناً مُهماً من الوضع في العراق الجديد ... هذهِ الحالة ، جلَبَتْ معها ، ظروفاً مُختلفة ، ومَهاماً جديدة ، ومسؤوليات أكثر على عاتقهم ... ولكن أثبتتْ السنين المنصرمة ، ان القائمين على الامور في الاقليم ... لم يكونوا بمستوى التغييرات الجارية ... ولم يُحسِنوا التصّرُف مع المُستجِدات .. ولم يستّغلوا الفُرصة التأريخية النادرة ، لتسويق " المشروع الكردي " إذا جاز التعبير ... ولم يرتقوا الى مُستوى الحَدَث ، بحيث يضعوا جانباً خلافاتهم الداخلية ، وصراعاتهم على السلطة والمال والنفوذ .. بل انهم في الحقيقة ، فّرَطوا في هذهِ الفُرصة حتى في " كركوك " التي ناضلَ الشعب الكردي من أجلها لأكثر من نصف قرن .. " وكانتْ كُل الظروف مؤاتية في الايام الاولى بعد 9/4/2003 للسيطرة الكاملة عليها " ... لكنهم أي الحِزبَين الحاكِمَين .. وببساطة ووضوح ، لم يكن لديهما : تَصّوُر واضح أو رؤية ناضجة أو خطة مدروسة .. للتعامل مع مَلف كركوك والمناطق الاخرى ذات الغالبية الكردية !... نعم .. طيلة أكثر من عشر سنوات من الحُكم شُبه المُستَقِل في اقليم كردستان ، من 1992 ولغاية 2003 ... عجزَتْ الاحزاب الحاكمة ، عن الإتفاق على خطة دقيقة وسياسة مُوّحَدة واضحة المَعالم ، لكيفية التعامل مع الاحداث " والتي كانتْ مُتوَقعة " في العراق ... أي انهم لم يكونوا متهيئين في الحقيقة بصورةٍ مناسبة ، لتحمُل مسؤولية إدارة مدينة كبيرة مثل كركوك أو الموصل .
عموماً .. إستغّلتْ كُل الأطراف الاخرى ، ضُعف الأداء الكُردي وإنشغالهِ بصراعات جانبية ومصالح حزبية ضيقة ... فسحَبتْ البِساط من تحت أقدام الكُرد ، لاسيما في الموصل التي سيطروا عليها ... وباتوا ليسَ فقط ينازعون على حصةٍ من السلطة في كركوك ، بل انهم يعملون بِكُل جد ، للإستحواذ على المكاسب الثانوية أيضاً ، التي في يد الكرد .. وهًم أي الاطراف الاخرى ، ناجحون لحد اليوم في مساعيهم . وفي بغداد ، فأن نفوذ الكرد ، كما أرى .. قد تَراجعَ اليوم ، مُقارنةً مع السنوات السابقة .. وتَقّلصتْ المساحة التي يستطيع المناورة فيها .. وأصبحتْ الأوراق التي يلعب بها ، أقل قيمة وتأثيراً ... النقطة الأهم ، ان الاقليم يستلم غالبية " موارده " من الحكومة الاتحادية .. أي انه عَملياً لايستطيع الإستمرار ، بدون حصتهِ من الميزانية التي يأخذها من بغداد .. وليس خافياً على أي مُراقب ، الصعوبات التي تكتنف عملية تمرير الموازنة ، في كل سنة .. والإعتراضات المُتصاعدة من كثير من الأطراف ، حول " حصة " الأقليم .. والعراقيل التي تضعها نفس الاطراف في طريق إجراء الاحصاء السكاني العام ، وإصرارها على إعتبار المادة 140 منتهية الصلاحية ... والدعوات الصريحة ، الى تعديل الفقرات الدستورية ، التي وّفرتْ الأرضية للشكل الفيدرالي للعراق الجديد .
أعتقد ، ان تفشي الفساد على نطاقٍ واسع في بغداد ، ومَيل الطبقة السياسية المتنفذة في عموم العراق ، الى إحتكار السُلطة قَدَر الإمكان ... قد أثّرَ سلباً على الوضع في اقليم كردستان .. فبعدَ 2003 ، كان شعب الاقليم ، ينتظر بفارغ الصبر ، التغيير الجذري الحاصل في بغداد وزوال النظام السابق ، و" الديمقراطية " الحقيقية التي ستظهر ، والنزاهة التي ستبزغ ، والعدالة التي سوف تسود .. وإنعكاس كُل ذلك ، على أقليم كردستان إيجابياً ! . لكن الذي حصل .. كان بعيداً جداً عن ذلك .. فكُل أمراض الحُكم الفاسد واللاعدالة في توزيع الثروات وإنتشار المافيات المتنوعة في بغداد والمحافظات وهشاشة الوضع الأمني وضعف الخدمات ... وّفَر حُجةً وذريعة ، لإدارة أقليم كردستان .. للتملص من القيام بإصلاحات جذرية ، طالما وَعَدَتْ بها .. بل وتشجعَتْ في الإنغماس أكثر في مستنقعات الفساد ... متباهيةً ان الوضع الأمني أفضل من بقية أجزاء العراق !.
أرى ، ان الأوضاع في الاقليم ، مُرتبطة اليوم .. بما يجري في بغداد ، وان التأثير مُتبادل .. بل ان الشعب العراقي عموماً .. ينظر الى تجربة الأقليم ولا يرى إلا الجوانب الايجابية ، ولا سيما .. الاوضاع الامنية المقبولة والإستقرار النسبي ... بينما جماهير الأقليم ، تتطلع الى المزيد من العدالة ، وحرية التعبير ومحاربة الفساد ... وكما يبدو ورغم كُل شيء .. فأن تجربة الاقليم ، مُتقدمة بخطوةٍ على بغداد ... وهذا لا يعني إعفاءها من ضرورة القيام بإصلاحات جذرية .
ان السياسيين المتنفذين في الجانبَين : بغداد والأقليم ... يتكأون على بعضهم البعض ، في إخفاء سلبياتهم ، وإنكار نواقصهم ، وإبتكار الأعذار والذرائع لإخفاقاتهم ، وإطلاق الوعود المتكررة بالقيام بإصلاحات ، والإنخراط في الفساد بأنواعهِ .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِنْ أينَ لكُمْ هذا ؟
- في العراق .. كُل شيء طبيعي
- إبداعٌ وإجتهادْ .. في النهبِ والفسادْ
- - هند النعيمي - قائدة المُستقبَل
- المالكي وتحالفاته الشيعية
- أمريكا صنعتْ بن لادن .. أمريكا قتلتْ بن لادن
- الثورة في مصر والتغيير في العراق
- هل يستقبل العراق لاجئين من سوريا ؟
- حكومتنا .. وعُقدة مصطفى الشكرجي !
- المسؤولون .. بأي دينٍ يدينون ؟
- إختلاف الآراء
- الحدود
- لَمْ أرى بِعيني . لكني سمعتُ بأذني !
- الأمطار الغزيرة .. فضحَتْنا
- أثيل النُجيفي واللعب الخطر
- حكومتنا .. و - المَلا سيسو - !
- ماذا ينقص - ديمقراطيتنا - ؟
- مبروك .. عيد رأس السنة الإيزيدية
- حكومتنا .. والحَرُ والبَرد
- رؤساءنا لا يلعبون ولا يُغَنون !


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - بغداد والأقليم .. ترابُط السلبيات