أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - ماذا ينقص - ديمقراطيتنا - ؟














المزيد.....

ماذا ينقص - ديمقراطيتنا - ؟


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3343 - 2011 / 4 / 21 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما يبدو ، فأن ( الديمقراطية ) ليستْ مثل الأطعمة الجاهزة أو السريعة ، بحيث يُمكن إستيرادها فوراً، أو تقليد صناعتها محلِياً خلالَ فترةٍ قصيرة... بل انها عملية تراكمية ، متعددة الأوجه ، وبحاجة الى رِعاية وتطوير وإنماء طويل الأمَد .. والتخَلي التدريجي عن ثقافات تَعّوَدَ عليها المجتمع لفترات طويلة ، والإبتعاد عن عادات وتقاليد بالية مُكتَسبَة ... وتَعّلُم التَقّيد بالقانون وتطبيقهِ على المسؤول قبلَ المواطن . فلقد أثبتتْ أحداث المئة يوم الأخيرة في المنطقة العربية ، وسقوط نِظامَين وإحتمال السقوط المُتوَقَع لأنظمة اُخرى قريباً .. وقبلَ ذلك سقوط نظام صدام قبل ثمانية سنين ... أثبتتْ هذه الأحداث الكبيرة .. بأن " الديمقراطية " ليستْ صفحة في كتاب ، تُفْتَح بِمُجّرد قيام ثورة أو إندلاع إنتفاضة وسقوط نظامٍ إستبدادي ..
ولو رَكَزنا على تجربة أقليم كردستان العراق بالذات.. ستتوضح الفكرة التي اُريد التطرق اليها أكثر ... فلقد مّرتْ عشرين سنة ، على الخروج من تحت هيمنة صدام وحكومة بغداد في 91 وثماني سنوات منذ تغيير النظام في 2003.. وتلك فترة ليستْ بالقصيرة ، بل ان الذي وُلِدَ في بداية التجربة ، يكاد اليوم يتخرج من الجامعة .. وفي المُقدِمة ، أوُد التأكيد على نقطتين هامَتَين : الأولى هي ان ولادة تجربة أقليم كردستان ، جاءتْ بعد مخاضٍ عسير وصعب ، وتضحيات جّمَة دفعها الشعب العراقي عموماً والشعب الكردي خصوصاً ، ولا تنحصر التضحيات والنضال ، في حزبٍ واحد أو إتجاهٍ مُحّدَد .. والثانية هي المعارك الداخلية المريرة بين القوى السياسية الرئيسية والتي إستمرت على نحو مُتقطع لعدة سنوات كصراعٍ على السُلطة والنفوذ ، والتحديات الصعبة الناتجة عن ضغوطات دول الأقليم .. عِلماً انه لاتوجد تجربة في العالم ، يكون طريقها مفروشاً بالورود على طول الخَط ، بل ان جميعها تَمُر في بداياتها بظروف صعبة وتُواجه مُقاومة شرسة من القوى المُضادة للتغيير .
فماذا نتجَ عن تجربة الأقليم لحَد الآن ؟ طبعاً لاأعني الإستقرار والوضع الأمني والخدمات ... بِقدر ما أعني واقع " الديمقراطية " في الأقليم .. إذا كانتْ الإنتخابات هي أحد مظاهر الديمقراطية ، فلقد جرتْ عدة إنتخابات ... إذا كانتْ تعني تعدد الأحزاب ، فهي موجودة .. لو تحدثنا عن حرية الصحافة والإعلام ، نستطيع القول بانها متوفرة الى حدٍ ما .. ولكن هل ان " الديمقراطية " المطلوبة ، هي هذه الاشياء فقط ؟ بالتأكيد الجواب هو : كلا !. فالديمقراطية الحقيقية ، تتطلب [ تكافؤ الفُرَص ] بين مُختلف الأطراف السياسية المتنافسة ، حيث ينعكس ذلك فيما بعد ، على تكافؤ الفرص بين المواطنين بصورةٍ عامة ... وهذا الشيء مفقود ٌ في الواقع .. لأن هذهِ المسألة مُرتبطة مُباشرةٌ بكون [ القانون ] يسري على الجميع بشكلٍ متساوٍ .. وهذا ايضاً غير متواجد في الأقليم . فمنذ بدايات التسعينيات سيطرَتْ مجموعة صغيرة من قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني .. على مقاليد الأمور بصورةٍ مُحكَمة ، " وفّصَلتْ " القوانين والتشريعات حسب مقاسِها الذي يُناسبها ، وقامتْ هي نفسها بخرق هذه القوانين تحت حجة " الظروف الاستثنائية " التي ساهَمَتْ هي بخلقِها !. فبدأتْ بالتَحّكُم والتصرف بواردات الأقليم لمصالحها الحزبية أكثر من صرفها على المصالح العامة للشعب الكردستاني ... وطيلة سنين .. وسط غياب الشفافية ، وتواطؤ الحزبَين في التَسّتُر على إنتهاكات بعضهما البعض .. فتكونتْ طبقة طفيلية ، تضخمتْ ثرواتها بصورةٍ كبيرة عن طريق الكسب غير المشروع .. عن طريق " الإحتكارات " و ما يُسمى " الإستثمارات " والإستيلاء على الأراضي وحتى التصرف بموارد الاقليم المختلفة بصورةٍ مباشرة ... الخ . هذه السياسات الخاطئة ، أدتْ الى بروز ظاهرة التفاوت الطبقي الصارخ ، في الاقليم .. والفساد بجميع أنواعهِ ولا عدالة توزيع الثروة .. وما يتبع ذلك من إنتشار البطالة والبطالة المُقّنَعة .. وقلة كفاءة الخدمات بصورةٍ عامة ... وبالتأكيد فأن طبقة المستفيدين من الوضع الراهن .. يميلون الى " المُحافَظة " عادةً ، والتضييق على الحُريات العامة ويلجئون الى التعنُت ومقاومة أي " تغيير " دفاعاً عن مصالحهم وإمتيازاتهم . نستطيع القول .. ان " ديمقراطيتنا " عرجاء ، وتُعاني الكثير من الترهل والركود ...
معظم ما ذكرته يتعلق بالسلطة وأحزابها وأحزاب المعارضة كذلك .. لكن ما ينقصنا أيضاً كشعبٍ ومجتمع وأفراد .. هو الشعور الحقيقي ب " المُواطَنة " .. فلا زُلنا في إعتقادي ، نفتقدُ الى حس المُشاركة والمسؤولية ، ونميل الى السلبية ، ونتجه الى الإنتماءات والولاءات الفرعية الصغيرة .. بينما " الديمقراطية " تتطلب لممارستها [ مواطنين ] وليسَ أفراداً متعصبين لعشيرة او مَذهب او مدينة !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبروك .. عيد رأس السنة الإيزيدية
- حكومتنا .. والحَرُ والبَرد
- رؤساءنا لا يلعبون ولا يُغَنون !
- صناعة الحرب
- ثورات المنطقة .. بعض الدروس
- أعمدة الفساد الأربعة
- وعود الحكومة العراقية
- علاوي والهاشمي ..مثل الساعة السويسرية !
- ألمالكي وبَرْهَم .. تَرَكا القراءة !
- العراقيون في سوريا .. في خطر
- قنابل موقوتة بأمرة مُقتدى
- 9/4 يوم تحرلال العراق
- السفرات المَدرسية
- الإرهابيين العَرب في العراق
- دولة قَطَرْ العُظمى
- على هامش حرق القرآن
- أقليم كردستان .. بين السُلطة والمُعارَضة
- التربية والتعليم ... ثانيةً
- البَديل
- كِذبة نيسان


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. رئيس إيران يوجه -طلبا- إلى محمد بن زاي ...
- نظريات المؤامرة: كيف أصبح مروجوها خطراً على من حولهم؟
- حلم -تغيير النظام- الإيراني - تجارب الشرق الأوسط الفاشلة نذي ...
- إنقاذ الحياة والثروة السمكية في المتوسط.. مهمة تنتظر تعاون ا ...
- النجم الهندي سلمان خان يفاجئ الجمهور بحقيقة وضعه الصحي الخطي ...
- خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفل ...
- نواف سلام يؤكد من الدوحة على الدور المحوري لقطر في استقرار ل ...
- الترجي.. هل تواصل تونس صناعة التاريخ للكرة العربية بالفوز عل ...
- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - ماذا ينقص - ديمقراطيتنا - ؟