أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - 9/4 يوم تحرلال العراق














المزيد.....

9/4 يوم تحرلال العراق


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3331 - 2011 / 4 / 9 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنالكَ مَثلٌ يقول " صوت الطبل والمزمار مُمتِعٌ .. ولكن من بعيد " ، حيث ان الأنغام التي تصل الى مسامع البعيدين ، تكون هادئة وشَجِية ... بعكس ما تُسّبِبه من إزعاجٍ وتَوّتر للمتواجدين قريباً . فعلى الرغم من تضامن عراقيي " الخارج " مع معاناة عراقيي الداخل منذ نهاية السبعينيات ولغاية 9/4/2003 ... فأن هذا التضامن لم يكن يتجاوز ، الدعم المعنوي وجمع بعض التبرعات في المناسبات .. وليكن واضحاً للجميع ان إمكانية الإفلات من قبضة النظام الفاشي والهروب الى الخارج أو الإلتحاق بفصائل المقاومة المُسّلَحة " لم يكن مُتوفراً ومُتاحاً للجميع ، لكثيرٍ من الاسباب العائلية والصحية والمعيشية والجغرافية ... الخ " .. إذن كانتْ الغالبية العُظمى من الشعب العراقي مُجْبرة على البقاء في الداخل وتَحّمل أنواع الضغط .. ولجأ الكثير منهم الى الإنتماء الشكلي لحزب البعث الحاكم ، لكي يستطيع الإستمرار في العيش لا أكثر .
لاأعتقدُ ان الشعب العراقي قد إستكانَ لظُلم وإستبداد النظام البعثي الفاشي ، بصورةٍ تامة ، في أي وقتٍ من الأوقات . حيث تعددتْ أشكال المُقاومة المُنّظَمة منها وغير المنظمة ، وعلى المستوى الفردي والاجتماعي . فمنذ بداية السبعينيات وبعد ان تكشفتْ تدريجياً ، التوجهات الإجرامية للنظام والسياسة الفاشية لصدام ... بادرتْ الاحزاب والمنظمات التي كانت لاتزال موجودة في الساحة ، الى الإعتراض والمُقاومة .. إلا ان السلطة إستخدمت القوة المُفرِطة لإسكات تلك الاصوات ، ولجأتْ الى أساليب الإرهاب كافةً ، من إغتيال وخطف وتعذيب وتمثيل بالجُثث ... و" إنكار كُل هذه الجرائم " وتقييدها ضد مجهول ، ضحكاً وإستهانةً بعقول الناس !. فكان ان خرجَ مَن إستطاع وتشكلتْ المقاومة المُسلحة للنظام ، وسط ظروفٍ صعبة وتوازنات أقليمية وإستغلال دُول الجوار في كثيرٍ من الحالات ، لفصائل المقاومة العراقية المُجبَرة على التواجد على أراضيها المُحاذية للحدود ، لمصالح وسياسات تلك الدول .
طيلة الثمانينيات والتسعينيات ، لم تخلو الساحة العراقية في الداخل ، من المقاومة بأشكالها المُختلفة .. والتهرب من الخدمة العسكرية وقواطع الجيش الشعبي والمنظمات الرديفة للحزب الحاكم ومحاولة عدم الإلتزام بتعليمات الأجهزة القمعية ، وبث النكات المُعادية للنظام وتزويد المقاومة المُسلحة بالمعلومات ...الخ . وبالمُقابل لم يتوانى النظام الفاشي ، في إستخدام أعنف الوسائل وأشّد الطُرق في محاربة الشعب وسحق كُل محاولات الإعتراض في مهدها .. فكانتْ الجرائم المُرَوعة من إبادة جماعية وجرائم حرب وإستعمال الاسلحة الكيمياوية والمُحرمة دوليا وكافة الاسلحة الثقيلة ... كُلها ضد الشعب العراقي وثوراتهِ وإنتفاضاتهِ التي لم تهدأ في يومٍ من الأيام ... نعم كان الشعب العراقي الشجاع ، السَباق للإنتفاض والثورة قَبْلَ كل الشعوب في المنطقة ... لكن التواطؤ المُخزي للشرق والغرب والدول العربية والاسلامية ، مع النظام الفاشي البعثي ، وإنكار الجرائم الكُبرى التي إقترفها بحق الشعب العراقي ، وسكوت الامم المتحدة المعيب ، على النتائج الكارثية للحصار " على الشعب " وليسَ على النظام من الناحية العملية ... كُل هذه الاسباب وغيرها .. كانتْ مُقدمات لما جرى في 9/4/2003 ... ان سياسات النظام الفاشي طيلة عقود ، هي التي أدتْ في النهاية الى الإحتلال .
من السهل توجيه الانتقادات المجانية ، وإطلاق الشعارات " الوطنية " و" القومية " ...من قِبَل هؤلاء المقيمين في الخارج ، ومن كُل " الآخرين " في الدول الاخرى .. بصدد خطأ اللجوء الى الإستعانة بالأجنبي . متناسين ان الشعب العراقي وفصائل المقاومة الاساسية .. لم يكن لها خَيارٌ في ذلك ، وان الكُل كان يُفّضِل ان يزول نظام صدام بدون إحتلالٍ أمريكي ... لكن هل كان ذلك مُتاحاً حقاً ؟. كُل هذه المُقدمة .. فقط لإثبات شيئين : ان الشعب العراقي عامةً ، كان يُقاوم قدر المُستطاع في كل الفترات ... ان عنف وإجرام النظام كان إستثنائياً على مستوى العالم .. وان الشعب العراقي لم يكن مُخَيَراً في قبول التدخل الامريكي من عدمهِ .
لو حصلَ التدخل الأمريكي في السبعينيات على سبيل المثال ... لِما ترددتُ في تسميتهِ " إحتلالاً " ... عندما جرى إسقاط النظام في 9/4/2003 فرحنا جميعاً وتصورنا ان ذلك كان " تحريراً " ... اليوم وبعد مرور ثمانية سنوات .. أعترف بأنني مُتردد ، لكنني أميل الى كون ما جرى " رغم سقوط النظام الفاشي " .. يشبه الإحتلال أكثر ... لأنه ببساطة ، لم يكتفي الامريكان بإسقاط النظام وتدمير الجيش فقط .. بل دمروا البُنية التحتية للبلد بالكامل عن سبق إصرار وترصد وفككوا مؤسسات الدولة جميعاً " في الوقت الذي كانوا يستطيعون ان لايفعلوا ذلك " .. وسمحوا بصورةٍ متعمدة .. لتسلط سياسيين فاسدين على مقاليد الأمور في العراق الجديد ، وأسسوا لتحكم طبقة من المنتفعين المتعاونين الذين لازالوا مسيطرين على الإدارة . سوف تزول " مظاهر " الإحتلال قريباً كما أعتقد .. لكن تأثيراته السيئة سوف تبقى لفترة أطول على الساحة العراقية .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السفرات المَدرسية
- الإرهابيين العَرب في العراق
- دولة قَطَرْ العُظمى
- على هامش حرق القرآن
- أقليم كردستان .. بين السُلطة والمُعارَضة
- التربية والتعليم ... ثانيةً
- البَديل
- كِذبة نيسان
- تحية للحزب الشيوعي العراقي
- إرهاصات عراقية
- أردوغان في كردستان
- - الأحمر - واللعب في الوقت الضائع
- أفكارٌ سورية
- ديكٌ وحِمار .. في مكتب الوزير
- عُطلة بين عُطلتين
- ألله كريم !
- الذي يَملُك والذي لا يَملُك
- حكوماتنا وبُطلان الوضوء
- - نوروز - مَصدر إلهام الثُوار
- سُفراء المُحاصصة الطائفية والسياسية


المزيد.....




- البرتغال تخطط لطرد نحو 18 ألف مهاجر غير شرعي من البلاد
- -التحالف الدولي- يجري تدريبات ومناورات في محيط أكبر قواعده ب ...
- استطلاع: ثلثا الألمان يعتبرون حزب -البديل من أجل ألمانيا- مت ...
- الاحتلال يعتدي على فلسطينيات بأريحا والمستوطنون يصعّدون عدوا ...
- قطر ترفض تصريحات -تحريضية- لمكتب نتنياهو حول دورها في الوساط ...
- موقع عبري يكذّب رواية مكتب نتنياهو بخصوص إلغاء الزيارة إلى أ ...
- فرقة -زيفربلات- الأوكرانية تغادر إلى سويسرا لتمثيل بلادها في ...
- -كيماوي وتشوه أجنة-.. اتهام فلسطيني لإسرائيل بتكرار ممارسات ...
- قطر ترد بقوة على نتنياهو بعد هجومه العنيف والمفاجىء على حكوم ...
- موسكو تؤكد.. زيلينسكي إرهابي دولي


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - 9/4 يوم تحرلال العراق