السفرات المَدرسية

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 12:42
المحور: المجتمع المدني
    

السفرات المدرسية ، في جميع المراحل ، ضرورية ومُهِمة .. تُوّفِر فُسحة للطالب والمُعُلم أيضاً .. لتبديل الروتين اليومي ، وتكريس العلاقات الانسانية ، والإستمتاع بالطبيعة ، وإظهار المواهب والجوانب الرياضية والفنية ... الخ . وفي نفس الوقت ، يُشكِل تنظيم هذه السفرات مسؤولية كبيرة على عاتق الإدارة . ولكن للأسف .. ومثل كل الأشياء الاخرى ، عندنا .. تُعاني هذه السفرات ، من سلبيات كثيرة ، ينبغي التفكير فيها جِدياً ، بُغية إيجاد حلول معقولة .
- هنالك أمور مُشتَرَكة الى حدٍ ما ، في كافة المراحل الدراسية بالنسبة للسفرات ... وهي الإهتمام المُبالَغ فيهِ ب " الطعام " ! ، حيث تتراجع الأهداف التربوية والترفيهية للسفرة المُتعلقة ب " العقل "، الى المواقع الخلفية ، مُفسحةً المجال للقضايا المُرتبطة ب " المعدة " ! . فترى الطلبة قبل يوم او يومين من موعد السفرة ، يَلحون على أهاليهم بتحضير مُختلف انواع الاطعمة ، فتقترح الأم مثلاً ، الدولمة .. لكن الابنة تعترض ، لأن صديقتيها ستجلبان الدولمة .. وتطلب الكُبة حامض . عموماً أعتقد ان جزءاً مُهما من يوم السفرة ، يُستَهلَك في الأكل .. لاسيما وان المناسبة تمتد لأكثر من عشرة ساعات ، وتتطلب وجبتين على الأقل . في كثير من الحالات ، تُشكِل هذه السفرات عبئاً على العائلة من ناحية ، وتُقَدِم مثلاً سيئاً للطالب وممارسةً عملية للتبذير .
- تلجأ بعض الطالبات خصوصاً ، الى إرتداء أغلى الملابس في هذه المناسبات ، والمصوغات الذهبية والمجوهرات .. وهي عادة سيئة ، تُكَرِس إظهار الثراء والفوارق الطبقية .. مِما يكون له آثار سلبية . ينبغي على مُنظمي السفرات ، منع هذه الظاهرة المُستهجنة بصورةٍ جدية .
- من المفروض ، ان تقوم الادارة والمعلمين واللجان المُكلفة بتنظيم وإدارة السفرة المدرسية .. بجميع واجباتها بصورةٍ فعالة ومدروسة وصحيحة .. فتختار " المكان " الملائم مُسبَقاً ولا تهمل جانب إحتياج الطلبة الى المرافق الصحية ... وتهيئة برنامج ترفيهي مُنَوع يجمع بين التسلية والرياضة والمعرفة والتنافس ... وتشجيع الطلبة على تقديم مواهبهم الأدبية والفنية وخلق جوٍ من المرح والتفاؤل ... وينبغي إيلاء الاهتمام الكُلي بتوعية الطلبة وإستغلال هذه المناسبة ، بالنسبة الى رعاية وصيانة " البيئة " والمحافظة على نظافتها ...الخ . عموماً ان مسؤولية الادارة واللجان ، مُضاعَفة في السفرات المدرسية ، ولا ينبغي لها الركون الى الإستراحة وإصدار الأوامر فقط !.
- في بعض السفرات المدرسية ، لمتوسطات وثانويات البنين ... يُلاحظ تدخين الطلاب للسجائر بصورةٍ علنية .. بل ان بعضهم يجلب المشروبات الكحولية ايضاً .. وتحدث الكثير من المشاكل والمُشاجرات جراء ذلك .. مما يؤَشِر الى خللٍ في تنظيم وإدارة العملية وضُعف الإشراف عليها .
- إحدى أهداف السفرات المدرسية ، هي التفاعل والتصالح مع الطبيعة ، وإفساح المجال الرحِب للحركة وإفراغ الشحنات السلبية ، والشعور بالحُرية ... إلا ان المُلاحَظ هو " الصخب " و " الضجيج " الكبير ، الذي يفتعله الكثير من الطلاب والطالبات في المركبات التي يستقلونها ، أثناء مرورها في شوارع المُدن والمحلات السكنية .. في صراخٍ وصياحٍ غير مفهوم !.
- نحن بحاجة الى مُراجعة جادة ، لمسألة السفرات المدرسية .. بُغية الحصول على الفوائد الجّمة الناتجة عنها .. وإعتبارها مُكّمِلاً للعملية التربوية التعليمية . والإرتقاء بها عن طريق التخطيط السليم ووضع برامج هادفة وترفيهية ورياضية وثقافية وفنية .. وتخصيص أموال كافية من الحكومة ، للقيام بهذه النشاطات الضرورية ، وتخليص الطلبة وعوائلهم من الأعباء .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل