أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - لَمْ أرى بِعيني . لكني سمعتُ بأذني !














المزيد.....

لَمْ أرى بِعيني . لكني سمعتُ بأذني !


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" قالَ القاضي للشاهدِ : قُل لي هل رأيتَ المُتَهم وهو يُطلق النار على الضحية ؟ ، أجاب الشاهد : ياسيدي لم أشاهدهُ وهو يطلق النار .. لكنني سمعتُ صوت إطلاق النار . قال القاضي : ان شهادتكَ لا يُمكن الاعتماد عليها . إنصرف !. إستدار الشاهد ومشى ، ثم ضحك بصوتٍ عالٍ . فقال القاضي : قف ، لماذا ضحكتَ ؟ إجاب الشاهد : وهل رأيتني أضحك ياسيدي ؟ قال القاضي : كلا .. ولكنني سمعتُك تضحك ، وانا متأكدٌ من ذلك !!" .
في كثيرٍ من المواقف ، تكون المقاييس المُعتَمَدة في إتخاذ القرارات ، أو حتى التي تُشّكِل الإنطباعات ... مُلتَبسة وربما تفتقر الى العدالة والمنطِق .. فعلى سبيل المثال : أنا أعتقد ان الإعتصامات الجارية في مدينة الموصل منذ أسبوعَين ، والتي تُرّوِج لها قنوات إعلامية ، كتلفزيون " الرأي " لصاحبها مشعان الجبوري ، وتلفزيون " الرافدين " العائدة لهيئة علماء المسلمين بزعامة حارث الضاري ، وتلفزيون " البغدادية " لصاحبها الخشلوك ... وكذلك العديد من المواقع الالكترونية الناطقة بأسم ما يُسمى " المقاومة " ... أنا أعتقد ان مثل هذه الاعتصامات ، هي " كلمة حق يُرادُ بها باطل " ، فمن حيث المبدأ ، فأن المظاهرات والاعتصامات والإضرابات ، كلها حقٌ مشروع للمواطنين ، ووسيلة للتعبير عن آرائهم ومطالبهم .. وهؤلاء المعتصمون في ما يُسمى ساحة الأحرار في الموصل ، هم مواطنون طبعاً ، ولهم مطالب يريدونها وشعارات يرفعونها ... فمن حيث الشكل ... هذا مَظهرٌ من مظاهر الديمقراطية ، وممارسة عملية لِحَقٍ طبيعي ...
ولكن المسألة تشبه ، ما جرى بين القاضي والشاهد أعلاه ... فأنا لم " أشاهد " بطاقات إنتماء المعتصمين لحزب البعث ، ولم " أرى " الشيوخ وهُم يستلمون التعليمات من تنظيمات ما يُسمى بدولة العراق الاسلامية ، ولم اُسجل بالصورة والصوت ، تنسيق المجاميع الارهابية فيما بينها ، وبالتفاهم مع المحافِظ وقسم من اعضاء مجلس المحافظة ... ولهذا فمن الممكن ان تكون " شهادتي " غير مَقبولة !. ولكن بالمُقابل ... فأنا مُتأكدٌ من ان المعتصمين في الموصل ، لايتجاوزون المئات في أفضل الفترات ، وليسَ كما يّدعي المروجون لها بأنهم عشرات الآلاف .. وان أسماء " الشيوخ " وبالطريقة التي تُعلَن بها ، تُذّكِرنا تماماً بعهد صدام ، فهاهو شيخ العشيرة الفلانية يلتحق بالمُعتصمين في ساحة الاحرار ، مُخترقاً الحصار المفروض مِنْ قِبَل " جيش المالكي " ... وإذا جمعنا عدد المشايخ الذين اُعلنِ انهم وعشائرهم حضروا الى الساحة ، فانهم سيبلغون مئات الآلاف !. وطبعاً ان الأَعلام المرفوعة هي الأعلام البعثية القديمة ذات النجوم الثلاثة ، والتي ألغاها مجلس النواب بقانون منذ سنوات . أما الشعار الرئيسي للإعتصام ، فهو : الإفراج عن المُعتَقَلين " الأبرياء " ... فهل يستطيع أحد ان يقول ان هذا الشعار سيء أو خطأ ؟ طبعاً ، الجميع يدْعونَ الى إطلاق سراح " الأبرياء " ، وبل وتعويضهم أيضاً مادياً ومعنوياً عن الفترة التي قضوها في المعتقلات ، بدون ذنب . ولكن معظم المتواجدين في الساحة ، في الواقع ، هُم أقرباء لِسُجناء محكومٌ عليهم في قضايا إرهاب خطيرة ، وِفقَ مُذكرات قضائية أصولية ، وبعد إجراء محاكمات رسمية ، أثبتتْ تورطهم في تفجيرات وعمليات أدتْ الى قتل مواطنين عراقيين من بينهم العديد من النساء والاطفال ... تَصّوَر ان الحكومة إنصاعتْ لأهالي هؤلاء المعتقلين ، وأفرجَتْ عن المحكومين ... فماذا سيقول أهالي الضحايا ؟ وهُم يجدون في اليوم التالي ، ان المجرم الذي أدانتْهُ المحكمة ، والذي قام بقتل أبناءهم بدمٍ بارد ... يتجول في شوارع الموصل .. حُراً طليقاً مرفوع الرأس ؟!
ان الضغط الذي يُمارسهُ التحالف المشبوه ، ما بين المجاميع الإرهابية وفلول البعث وبعض شيوخ العشائر الشوفينيين والمحافظ ... على حكومة بغداد ، من أجل إطلاق سراح المعتقلين المُدانين في جرائم إرهابية .. غير مقبول ، ويُشّكِل سابقة في منتهى الخطورة ، قد تمتد الى مناطق اُخرى ، إذا تهاونتْ السلطات في الوقوف بحزم ضدها . وكذلك إصطفاف المُحافظ المُنتخَب ، مع المشبوهين أمثال " عُدي الزيدي " مسؤول ما يُسمى بالحركة الشعبية لإنقاذ العراق ، والذي يتنقل مابين سوريا والاردن والموصل وكركوك ، وتنظيمات ما يسمى دولة العراق الاسلامية ... والداعين الى عدم قبول تسنم اللواء " صبيح الغراوي " لمنصب مدير عام شرطة نينوى ، وتحشيد العداء لقائد الفرقة الثانية من الجيش العراقي " ناصر غنام " .. كُل ذلك يثبت .. وجود حركة كبيرة ، من أجل إسقاط الحكومة الإتحادية في بغداد ، وإفشال العملية السياسية برمتها .. مع ظهور ملامح سقوط أحد أكثر داعمي ، هذا الإتجاه ، أي النظام السوري . وان من بوادر هذا التحرك ، هو تصعيد " اسامة النجيفي " لخلافاتهِ مع المالكي ، والدعوات المحمومة في الموصل ، من أجل إستنهاض العشائر في الوسط والجنوب ، للقيام بإعتصامات ومظاهرات .. ضد الحكومة .
ان الانتفاضات الشعبية التي تجري في المنطقة عموماً ، يقوم بها الشباب ، والجماهير الداعية الى التغيير والثورة والاصلاح ... بينما الاعتصام في الموصل ، يتزعمه بعض شيوخ العشائر ، وأهالي المحكومين في قضايا إرهاب ، وقادة قائمتَي الحدباء وعراقيون ، أمثال اثيل النجيفي واسامة النجيفي ... والذين يحظون بدعمٍ مكشوف من فضائيات " المقاومة " الارهابية ، كالرأي والرافدين !.
لم أشاهد القاتل وهو يطلق الرصاص ... لكنني مُتأكد ، من انني سمعتُ صوت إطلاق النار !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمطار الغزيرة .. فضحَتْنا
- أثيل النُجيفي واللعب الخطر
- حكومتنا .. و - المَلا سيسو - !
- ماذا ينقص - ديمقراطيتنا - ؟
- مبروك .. عيد رأس السنة الإيزيدية
- حكومتنا .. والحَرُ والبَرد
- رؤساءنا لا يلعبون ولا يُغَنون !
- صناعة الحرب
- ثورات المنطقة .. بعض الدروس
- أعمدة الفساد الأربعة
- وعود الحكومة العراقية
- علاوي والهاشمي ..مثل الساعة السويسرية !
- ألمالكي وبَرْهَم .. تَرَكا القراءة !
- العراقيون في سوريا .. في خطر
- قنابل موقوتة بأمرة مُقتدى
- 9/4 يوم تحرلال العراق
- السفرات المَدرسية
- الإرهابيين العَرب في العراق
- دولة قَطَرْ العُظمى
- على هامش حرق القرآن


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - لَمْ أرى بِعيني . لكني سمعتُ بأذني !