أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - وعود قادة العراق .. والمصداقية














المزيد.....

وعود قادة العراق .. والمصداقية


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتورط الزُعماء والقادة والرؤساء ، أحياناً ، بإطلاق تصريحات أو تقديم وعود ، لايستطيعون في الواقع تحقيقها ، ويعجزون بالتالي عن تّحمُل نتائجها ... ناسينَ أو متناسين ، ان " كلامهم " ليس مثل كلام الناس العاديين ، وان كُل حرف مَحسوب عليهم ، وإذا كان العامةُ يقولون " ان الكلام ليسَ عليهِ ضريبة " ، فأن كَلام القادة ، في الحقيقة ، عليه ضريبة ، بل وضريبة كبيرة . ومن النادر ، ان يتورط الساسة المُحنكون ذوي الخبرة والتجربة العملية ، ومن حاملي الشهادات الاكاديمية الرصينة ، ومُكتسبي فنون الحديث والكلام ، من خلال دَورات مُتخصصة وتدريبٍ عملي طويل .. بحيث تجد الواحد منهم ، لا يستعجل الكلام ، بل يُفّكر قبل الإدلاء بأي تصريح .. إنما الذين يلقون الكلام على عواهنهِ ، فهُم رؤساء وقادة بُلدان مثل بلدنا ، وسياسيينا الذين ينفعلون بسهولة في اللقاءات الاعلامية ، وبإمكان أي مُقّدم برامج حوارية مُتمّرِس ، أن يُحرجهم ويجعلهم يطلقون تصريحات إنفعالية أو وعود غير معقولة أو تهديدات مُبطنة أو صريحة ... ويخرجون عن أطوارهم أمام العدسات .. وهذا بالضبط مايبحث عنه الإعلام !.
قبل سنوات صّرَح رئيس الأقليم ، من على شاشة التلفزيون المحلي في دهوك ، أثناء تواجده هناك ، بأنه سَيُحاسب الفاسدين والمُفسدين ، وأنه سيُقدمهم الى العدالة خلال خمسة عشر يوم ، وسيفضحهم من على نفس هذه الشاشة ... وإذا لم يفعل ذلك ، فأنه يدعو الناس الى مُحاسبتهِ هو !. طبعاً لم يستطع الرئيس تنفيذ وعدهِ ، ولم يعرف حتى الذين أرادوا مُحاسبته ، كيف يفعلون ذلك !.
المالكي ، قّدمَ الكثير من الوعود ، خلال السنوات الستة الماضية ، ومعظمها لم يًنّفَذ .. وحتى تأكيدهِ قبل وأثناء وبُعَيد إنتخابات 7/3/2010 ، بأنه لن يرضى بأي حالٍ من الاحوال ، بأسلوب المُحاصصة الطائفية القومية السياسية ، في تشكيل الحكومة الجديدة ، وان الحكومة ستكون رشيقة مُختصَرة من وزراء أكفاء نزيهين .. فأن الذي جرى ، كان عكس ذلك تماماً ، فالحكومة التي شّكلها المالكي نفسه اليوم .. أكثر مُحاصصة وأعظم ترهلاً وأشد هشاشة من الحكومات السابقة .. فكُل تبريرات المالكي لاتنفع في إقناع أحد بحكومة متكونة من 46 شخصاً بدلاً من عشرين ، وجميع أعذاره في تحميل الأطراف الاخرى فقط ، مسؤولية ذلك ، غير مُجدِية ، فهو شخصياً وحزبه ، يتحملان المسؤولية الأكبر في هذه المهزلة .. ولو كان يتحلى بقليلٍ من المصداقية ، لكان يترك تشكيل الحكومة لقائمة العراقية وغيرها ، ويصبح هو معارضة فعالة حقيقية وحكومة ظِل ، تراقب وتحاسب الحكومة من خلال مجلس النواب .
وتورط المالكي ، قبل فترة ، في إمهال الوزارات مدة مئة يوم ، من أجل إثبات جدارتها وإلا فانه سيحاسبها بصرامة .. فهو يدرك تماماً ، انه وسط الفوضى القائمة والفساد المستشري وغياب القانون .. فأن الوزارات عاجزة في الحقيقة ، عن إحداث تغييرات إيجابية كبيرة ، ضمن الترهل الاداري والبيروقراطية والمُحاباة والفساد ... ولهذا فمنذ الايام الاولى ، بعد إعلانه ، فأن المالكي وطاقم مُستشاريه ، منهمكون بإيجاد مَخارج للأزمة التي سوف يواجهها بعد أساسيع قليلة عندما تنتهي مُدة المئة يوم .. ويحاولون منذ الآن إلقاء اللوم على " الآخرين " .. فهو يُمّهِد الطريق من خلال المؤتمرات الصحفية ، الى ان [ الجميع ] سيتحملون المسؤولية عن الفشل ، وليسَ هو وحده .. وأنه [ سيُغرِق ] الكُل معه إذا تعّرَض للخطر ! .. وانه سيسعى حينها لِحَل مجلس النواب والحكومة ، والدعوة الى إنتخابات مُبّكِرة . وبالمُقابِل فأن رئيس مجلس النواب ، رّد عليهِ ، بأن لاأحد يستطيع حَل المجلس ، وان المجلس لايتحمل مسؤولية فشل الحكومة ... " وكأن المجلس برئيسه ونوابه ، مُستقلون ومُحايدون .. ويتناسى ان أكثر من 310 أعضاء من مجموع 325 ، هُم ضمن كُتَل مُمّثلة في الحكومة ، وان ( المُعارضة ) المُعلَنة هم فقط خمسة عشر عضوا ، من حركة التغيير والجماعة الاسلامية وبعض المُستقلين الذين خرجوا من كُتلِهم " . ان المُهاترات الحالية ، تعكس الوجه القبيح لرموز العملية السياسية العراقية ، وإلقاء المسؤولية واللوم ، من هذا الطرف على ذاك ... والأيام تجري ، والمواطن العراقي ، لايشعر بتحسنٍ ملموس في أي جانب .
القادة والمسؤولين العراقيين الكِبار ، هم من أكثر الساسة على مستوى العالم ... الذين ينفونَ ما صّرحوا به ، والتَخّلي عن ما قالوه .. فينبري الناطق بأسمهم أو مكاتبهم ، بان كلام الرئيس قد حُّرِفَ أثناء الترجمة ، او انه لم يكن يقصد ذلك .. أو انه مُجتَزأ ، أو أو ... الخ . وكُل ذلك يؤكِد قِلّة الكفاءة وضُعف الدراية وهزالة المصداقية عندهم !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة .. وكيس التبغ !
- المصيبة الكبيرة ، تُنسينا المصائب الصغيرة
- بعض ما يجري في إيران
- المالكي / التيار الصدري .. التحالف القَلِق
- مخاضات الثورة المصرية : إمبابة وعُمر أفندي
- بغداد والأقليم .. ترابُط السلبيات
- مِنْ أينَ لكُمْ هذا ؟
- في العراق .. كُل شيء طبيعي
- إبداعٌ وإجتهادْ .. في النهبِ والفسادْ
- - هند النعيمي - قائدة المُستقبَل
- المالكي وتحالفاته الشيعية
- أمريكا صنعتْ بن لادن .. أمريكا قتلتْ بن لادن
- الثورة في مصر والتغيير في العراق
- هل يستقبل العراق لاجئين من سوريا ؟
- حكومتنا .. وعُقدة مصطفى الشكرجي !
- المسؤولون .. بأي دينٍ يدينون ؟
- إختلاف الآراء
- الحدود
- لَمْ أرى بِعيني . لكني سمعتُ بأذني !
- الأمطار الغزيرة .. فضحَتْنا


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - وعود قادة العراق .. والمصداقية