|
إتفاقية عراقية امريكية جديدة ، على الطريق
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3367 - 2011 / 5 / 16 - 12:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سبعة صواريخ كاتيوشا ، سقطتْ على بغداد يوم أمس فقط الأحد 15/5، واحدة في الباب الشرقي واُخرى في البياع ، والبقية في المنطقة الخضراء .. والضحايا كُلهم من قتلى وجرحى كانوا من المدنيين ، أي انها لم تكُن مُوّجَهة بِدِقة الى " أهداف " مُنتقاة لقوات أمريكية أو مقرات قوى أمن عراقية من جيش أو شرطة ... بل كانتْ عشوائية ، الغاية منها الترويع وإحداث خسائر وخلق بلبلة ، وإثبات هشاشة الوضع الأمني . وتشهد بغداد إختراقات أمنية مُتصاعدة ، منذ شهر ، ما بين إنفجار قنابل ناسفة ، او إغتيالات بكواتم الصوت أو عبوات لاصقة ، وعمليات سرقة مُنّظمة وإختطاف ... وليس في بغداد فقط ، بل يُمكن القول ، انه بإستثناء المحافظات الثلاثة في أقليم كردستان ، فأن كافة أرجاء العراق الاخرى .. تُعاني من تراجُعٍ في الوضع الأمني ... وهذا الأمر كان [ مُتَوقعاً ] حسب معظم المُراقبين والمُطَلِعين على الشأن العراقي ... بل ان هنالك تكهُنات تقول ، بإحتمال حدوث تصعيدٍ ملحوظ في العمليات الارهابية بمُختلَف أنواعها ، خلال الأشهر الستة القادمة ، التي تسبُق " الإنسحاب الأمريكي " من العراق . والبعض يربط بين التصعيد الحالي وكذلك المُتوقَع في الفترة القادمة ، وبين الانسحاب الامريكي ، بصورةٍ مباشرة او غير مُباشرة .. حيث يُقال ، ان بعض العمليات الارهابية الجارية ، لاعلاقةَ لها بالجماعات الارهابية التقليدية .. بل انها مُفتَعَلة ، ووراءها جهات سياسية متنفذة لاتُريد إنسحاباً أمريكياً كاملاً ، بل تسعى الى إبرام معاهدة جديدة ، تُبقي على جزءٍ من الجيش الامريكي يتراوح عدده ما بين عشرين ألف الى أربعين ألف جندي ، لمدة سنتين على ألأقل . ومن الشائعات المنتشرة في بغداد ، ان رئيس الحكومة نوري المالكي ، والأطراف التي تؤيده ولا سيما الأحزاب الكردستانية ، وبعض أطراف القائمة العراقية والمجلس الاعلى الاسلامي .. يُحّبِذون تمديد بقاء جزء من القوات الامريكية ، من خلال عقد إتفاقية جديدة .. لكنهم بحاجة الى [ مُبررات ] قوية ، تُقنِع عدداً كافياً من اعضاء مجلس النواب ، بحيث يُمكن الحصول على أغلبيةٍ مُريحة ، يستندون عليها ، لإضفاء " شرعية " على الإتفاقية المُزمَع عقدها ... ويتم الترويج في هذه الأيام ، لحقيقة وجود أكثر من 745 قاعدة أمريكية علنية في أرجاء العالم .. من ضمنها قواعد ضخمة في اليابان وألمانيا ، في حين لايستطيع أحد الإدعاء بأن هاتَين الدولتَين الكبيرَتَين ، منقوصَتا السيادة ! .. والتمهيد الى القبول النفسي للإتفاقية الجديدة ، بحجة عدم إكتمال القدرات العسكرية العراقية ، لاسيما في مجال القوة الجوية وحماية الأجواء وكذلك القوة البحرية ، وحاجة العراق الى التقنيات المتطورة للأمريكان ، في هذه المرحلة ... إضافةً الى تصريحات العديد من القادة العسكريين والأمنيين العراقيين ، هذهِ الأيام .. بضرورة " التَرّيُث " وعدم الإستعجال في سحب القوات ، وآخر مثال على ذلك ، طَلَب قائد منطقة البصرة يوم أمس ، عند إستلامه لمُعسكرٍ رئيسي من القوات الامريكية .. طلبهِ من المالكي ، بإبقاء جزء من القوات الامريكية في [ مركز ] مدينة البصرة ، وذلك للحاجة اليها ! .. ناهيك عن تصريح رئيس حكومة اقليم كردستان قبل يومين ، حول إعتقاد حكومتهِ ، بأن إنسحاب القوات الامريكية ، من المناطق المُتنازع عليها أو المُختَلَف عليها ، سيخلق فراغاً أمنياً ، رُبما يُشّكِل خطراً على الوضع الأمني العام ، وطبعاً يقصد بذلك ، كركوك وديالى والموصل .. وفي الواقع ، انه حتى التُركمان والكلدو آشوريين ، يشعرون بالأمان والإطمئنان أكثر ، بوجود القوات الأمريكية ! . يعتقد البعض ، ان إستمرار الإنفجارات في بغداد والمحافظات ، وتزايد الإغتيالات وتساقط الصواريخ .. سيُساعد على [ تشجيع ] المواطنين العاديين ، على المُطالبة ببقاء القوات الامريكية في السنوات القادمة .... والمُحّصِلة النهائية لهذا الوجه القبيح من المعادلة ، هو خسارة المجتمع للأمن والخدمات والرفاهية ، من أجل مصالح الولايات المتحدة وحفنةٍ من السياسيين المُنتفعين .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرئيس ونُواب الرئيس !
-
وعود قادة العراق .. والمصداقية
-
الحكومة .. وكيس التبغ !
-
المصيبة الكبيرة ، تُنسينا المصائب الصغيرة
-
بعض ما يجري في إيران
-
المالكي / التيار الصدري .. التحالف القَلِق
-
مخاضات الثورة المصرية : إمبابة وعُمر أفندي
-
بغداد والأقليم .. ترابُط السلبيات
-
مِنْ أينَ لكُمْ هذا ؟
-
في العراق .. كُل شيء طبيعي
-
إبداعٌ وإجتهادْ .. في النهبِ والفسادْ
-
- هند النعيمي - قائدة المُستقبَل
-
المالكي وتحالفاته الشيعية
-
أمريكا صنعتْ بن لادن .. أمريكا قتلتْ بن لادن
-
الثورة في مصر والتغيير في العراق
-
هل يستقبل العراق لاجئين من سوريا ؟
-
حكومتنا .. وعُقدة مصطفى الشكرجي !
-
المسؤولون .. بأي دينٍ يدينون ؟
-
إختلاف الآراء
-
الحدود
المزيد.....
-
جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ
...
-
الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
-
وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
-
آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/
...
-
غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
-
رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
-
أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
-
شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
-
ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
-
بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|