|
مظاهرات البصرة ..بداية الإنتفاضة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 11:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الذي لم يعش في البصرة لفترة ، لا يُدرك مدى قسوة المناخ فيها ، من شدة الحرارة صيفاً الى الرطوبة المزعجة وخصوصاً إذا ترافقتْ مع العواصف الترابية التي إزدادتْ وتيرتها في الآونة الاخيرة نتيجة التغيرات المناخية . بالنسبة لي خبرت البصرة لمدة اكثر من سنة ونصف في 1981 ، 1982 ، من الفاو وناحية البحار والسيبة وابو الخصيب والشلامجة ، إضافةً الى مركز المدينة حيث سكنتُ في بيت أحد الاصدقاء في البراضعية . ما كان يُخفف عنا قسوة الصيف هو وجود الكهرباء ولو بحدها الادنى التي كانتْ تُشغل المراوح والمبردات " حيث لم تكن هنالك ايركوندشنات على نطاقٍ واسع بعد " ، وتوفر الماء ايضاً ، الضروري لإزالة دبق الرطوبة . أعتقد ان البصرة بزّتْ مدن العراق الاخرى ، في تحملها لنتائج حكم البعث طيلة اكثر من ثلاثين سنة ، ودفعتْ ضريبة مضاعفة من دماء أبناءها ، وتدمير بُناها التحتية منذ بداية الحرب العراقية الايرانية مروراً بحرب الخليج الثانية واحتلال الكويت ، وصولاً الى الانتفاضة الشعبية العارمة في 1991 ، ثم العقوبات والحصار المفروض على الشعب العراقي ، إنتهاءاً بإحتلال العراق في 2003 . لم يهنأ شعب البصرة بزوال حكم الطاغية صدام ، وتحولتْ أمانيهِ في التغيير وإستتباب الامن وتحسن الخدمات والحريات والديمقراطية ... الى أضغاث أحلام !. سبع سنوات عجاف مّرتْ ، وجميع أحزاب الاسلام السياسي وخصوصاً بفروعها الشيعية ، مارستْ السلطة في البصرة : من حزب الفضيلة الاسلامي والتيار الصدري والمجلس الاعلى الاسلامي وحزب الدعوة الاسلامية بفرعيه ، وحزب الله ودزينة من الاحزاب الاسلامية الشيعية الصغيرة والموسمية ، ومعظم هذه الاحزاب كانت تمتلك لفترات معينة "ميليشياتها" المُسلحة التي أذاقتْ البصريين الأمّرَين وسامتهم العذاب وحّددتْ حرياتهم الشخصية حسب مزاج هذه الميليشيات الشبيهة بالمفارز السيئة الصيت " الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر " المنتشرة في الحجاز مملكة آل سعود . لم تكتفي هذه الاحزاب الاسلامية المتنفذة والحاكمة للبصرة ، في تقييد الحريات الشخصية للمواطنين ، بل نهشتْ في الاموال العامة والنفط مثل الوحوش الكاسرة ، وتقاتلتْ فيما بينها على حصص السرقات والنهب المُنظم وكأن النفط والموانيء والابنية الحكومية والمال العام ، كُلها ( غنائم ) حربٍ بين قبيلتين صحراويتين ! . النفوذ الايراني متعدد الوجوه لعبَ دوره السيء في تردي الاوضاع في البصرة ، التدخل الكويتي السافر وبالتعاون مع أذنابه في البصرة أكمل الدورة الجهنمية التي يدور فيها ابناء المحافظة المظلومة !. ذهبتْ حكومات محلية وجاءتْ اخرى مكانها ، تبدل المحافظ ومجلس المحافظة لأكثر من مرة ، والحال من سيء الى أسوأ . بّحتْ أصوات المُنادين الشرفاء بالكف عن إنتخاب منافقي أحزاب الاسلام السياسي ، بعدم دعم نفس الوجوه التي لم تقدم شيئاً غير الوعود الكاذبة ، ولكن الجماهير لُدغتْ من نفس الجُحر مرتين وثلاثة ومن نفس العقارب ! هذه الطبقة الطفيلية ، من المحافظ ونوابه وحاشيته ومجلس المحافظة وحراسهم والمنتفعين ، لاينقطع عنهم الكهرباء دقيقة واحدة ، فالمولدات الكبيرة الجديدة متوفرة لهم دوماً وحتى في بيوتهم وبيوت أقاربهم وليس في مقرات عملهم فقط ، والوقود والديزل موجود وليس فيه اية شحة بالنسبة لهم . ويريدون من الناس " التعقل " ! ، التعقل يعني الخنوع والرضا بهذه الحال التعيسة ايها السادة . هل من الغريب ان يرمي فقراء البصرة ومحروموها الحجارة ويكسروا نوافذ مجلس المحافظة ؟ ماذا تعتقدون اذن ايها الحكام المتعجرفون ؟ هذه هي بداية الانتفاضة ، اليوم في البصرة وغداً يوم الاثنين هنالك مظاهرة كبيرة في الناصرية ضد الفساد وسوء الخدمات والكهرباء خصوصاً ، وسوف تمتد الى كل مكان إذا لم تكن الإستجابة سريعة وفعالة . يجب تقديم الفاشيست الذين أطلقوا النار على المتظاهرين الى المحاكمة .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- ألا يُسبب ضرراً للغنم ؟!-
-
دُمىً مطاطية لقادة العراق ، لتخفيف الغضب !
-
كرة القدم في العراق !
-
العدوان التركي الايراني على إقليم كردستان
-
الادباء الليبيون يرفضون الجلوس مع العراقيين !
-
الرئيس الألماني قال - الحقيقة - !
-
لا بُدّ من التفاهم بين الكُرد و -العراقية-
-
.. حتى يأكل الرز باللبن !
-
- المقارنة - مَصدر كل المشاكل !
-
ساعة في الفضائيات العراقية : بارقة أمل
-
محافظة دهوك : ضُعف الحِراك السياسي
-
إستقالة الساعدي ، هل بدأتْ الإنشقاقات ؟
-
حسن العَلوي يأكلُ من كَتفَين
-
ألحقيقة
-
انقذ العراق يا عمرو موسى !
-
حُكامُ الكويت يلعبونَ بالنار !
-
إنهم لايشترونَ الشعبَ بِعُقبِ سيجارة !
-
المُطلك يحلمُ بصوتٍ عالي !
-
الكونفرنس الوطني للمرأة الكردية
-
المُداهمات وترويع الاطفال والنساء
المزيد.....
-
بريطانيا تعلن استدعاء سفير الصين بعد اتهامات بالتجسس لصالح ج
...
-
مصري يوثق من السماء مشهدا ساحرا لبحيرات الملح في بورسعيد
-
طفلة فلسطينية تنهال بالبكاء متوسلة إخراج مَن تبقّى من عائلته
...
-
بيلاوسوف: المهمة الأساسية أمامي بصفتي وزير الدفاع تلبية حاجة
...
-
كيف تبدو الحياة في -عاصمة التوائم في العالم-؟
-
عشية استضافتها للقمة العربية، كيف تعاملت البحرين مع الحرب في
...
-
أوروغواي تحت وطأة فيضانات جارفة.. أغرقت الشوارع وشرّدت الآلا
...
-
بلينكن في كييف متعهدا بدعم عسكري في خضم تقدم روسي من الشرق
-
الوحدة الشعبية يطالب بالإفراج عن الرفيقة الصحافية هبة أبو طه
...
-
-الوباء الصامت-.. كيف يؤثر انخفاض التستوستيرون على حياة الرج
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|