أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نارت اسماعيل - مضارب البدو في جبال القوقاز














المزيد.....

مضارب البدو في جبال القوقاز


نارت اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 00:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يوجد تباين في سرعة انتشار الأفكار الغيبية والظلامية بحسب تباين الشريحة المستهدفة من الناس، كمثال على ذلك موقع الحوار المتمدن حيث تشكل مجتمع إنساني من كتّاب وقرّاء في ظل سقف حرية عال عند طرح المواضيع ومناقشتها وبدون أية قيود ماعدا تلك المتعلقة بمنع الإساءة الشخصية واستخدام ألفاظ بذيئة والشتم، في ظل هذا الجو ومع وجود نخبة من الكتّاب المرموقين، نما مجتمع إنساني على درجة عالية من الوعي والادراك، وأنا من الناس الذين استفادوا كثيرآ من هذا الموقع وتطورت كثيرآ منذ اليوم الأول الذي اكتشفت فيه هذا الموقع
في ظل هذا المناخ، فإنه من الصعوبة أن تمر وتسكن أفكار ظلامية لأنه سوف يتم بسهولة التصدي لها من قبل الكتاب والمعلقين وبالتالي يتم تحجيمها وإزاحتها، لاحظوا كم من الكتاب والمعلقين جاءوا ببضاعة فاسدة ورحلوا ولم يبقى في النهاية إلاّ الأصلح
العكس صحيح في مواقع أخرى حيث سقف الحرية فيها منخفض وتوضع قيودآ على الكتاب والمعلقين، ففي مثل هذا الجو تعربد الأفكار الغيبية ويطيب لها العيش والازدهار
ما ينطبق على مواقع الانترنت ينطبق أيضآ على المجتمعات والدول، فالمجتمعات الغربية وصلت إلى درجة عالية من الوعي والادراك إن كان على مستوى نخبها المثقفة، أو على مستوى الشارع العادي، بالإضافة إلى وجود هامش حريات واسع يصونه الدستور، كل ذلك جعل من الصعوبة أن تنتشر الأفكار الغيبية والظلامية في تلك المجتمعات
بالمقابل، في المجتمعات الصغيرة التي مازالت تتلمس طريقها، ونخبها المثقفة غير مؤهلة للتصدي لهذه الأفكار الظلامية، وشعوبها تنوء بهمومها اليومية، وفي ظل انحياز واضح من الحكومات وتضييقها على المتنورين لأنهم وبشكل مواز هم دعاة إصلاح سياسي داخلي ويشكلون خطرآ على الأنظمة الحاكمة، فإن هذه المجتمعات تصبح فريسة سهلة لكل ثرثار أفّاق من دعاة الدين الذين نشاهدهم في الفضائيات والمحافل العامة والذين يتاجرون بالدين لتحقيق مكاسب مادية على حساب مستقبل هذه المجتمعات
ما يدعوني لهذا الكلام هو وصول هذا الخطر الذي تحدثت عنه إلى مجتمعي الشركسي الذي أنتمي إليه والذي هو جزء من المجتمع الإسلامي، كما أن جزءآ من المجتمع الشركسي صار هو نفسه جزءآ من المجتمع العربي بعد الهجرات التي حدثت في القرن التاسع عشر
المجتمع الشركسي صغير نسبيآ ونخبه المثقفة محدودة العدد والعدّة، في ظل هذه الظروف سيكون من السهل على المتاجرين بالدين التسلل إلى هذا المجتمع والعمل على تدمير هويته وثقافته وحضارته الممتدة لآلاف االسنين
قد يقول قائل: ولكن الإسلام دخل إلى القوقاز منذ عصور الدعوة الأولى وصار جزءآ من هويتهم وثقافتهم وهم تعايشوا معه كل تلك المدة بدون أن يؤثر ذلك على عاداتهم وتقاليدهم وفنونهم ، فلماذا تثيرون هذه الضجة الآن؟
جوابي على ذلك هو:
الإسلام الذي دخل القوقاز في السابق هو غير الإسلام الذي يروّج له اليوم، كما أن الظروف مختلفة
في السابق عندما قدم الدعاة الأوائل إلى القوقاز وبشّروا بالدين الجديد، فإنهم لم يظهروا الدين كله بل أظهروا بعضآ منه أي ( وجه البسطة) وأخفوا كثيرآ منه، لا نعرف إذا كانوا فعلوا ذلك عن قصد أو عن غير قصد، المهم أن ما عرضوه كان أشبه بالبروشور الدعائي الجميل الذي يقدمه مندوبوا شركات الأدوية للأطباء حيث يظهرون محاسن الدواء ويخفون آثاره الجانبية والضارة، كان كل همّ الدعاة أن يدخلوا أكبر عدد ممكن من الناس إلى الإسلام ولتخرب البصرة بعد ذلك
الشراكس فهموا الإسلام في ذلك الوقت على أنه دعوة للأخلاق الحميدة والمعاملة الحسنة وبعض الطقوس البسيطة فوافق ذلك هواهم واعتنقوه، بقي تأثير الإسلام سطحيآ عندهم ولم يغوصوا في العمق وساعد على ذلك جهلهم باللغة العربية في ذلك الوقت، لذلك فإنهم لم يغيروا عاداتهم ولا تقاليدهم أو فنونهم مع أنها مخالفة لتعاليم الدين، ولم يتخلوا حتى عن شرابهم الوطني( الباخسمة) الذي يحتوي على الكحول
اليوم الوضع مختلف تمامآ، فنسبة كبيرة من الشركس صارت تتقن اللغة العربية بسبب الهجرات إلى الدول العربية وبالتالي صار بإمكانهم الغوص في الأعماق ، هذا أدى لظهور متزمتين ومتطرفين بين الشركس لم يكونوا موجودين في السابق
كما أن ما يروّج له اليوم هو إسلام بنسخته الكاملة بدون تزيينات، إسلام لا يعرف الحلول الوسط ولا يعرف إجتزاءآ ولا اقتطاعآ، انسوا البروشور الدعائي المزيّن السابق، الآن يريدونك أن تتجرع الدواء كله بكل آثاره الضارة والسميّة وبدون أي حساب لخصوصية هذا الشعب العريق وحضارته وملاحمه وعاداته وتقاليده وتاريخه الذي يمتد آلاف السنين
إسلام اليوم وراءه دول غنية وآبار بترول لا تنضب
كم يؤلمني هذا الوضع، كم يؤلمني انتشار الحجاب عند أعداد كبيرة من الفتيات الشركسيات الصغيرات
كم يؤلمني أن أمد يدي لمصافحة سيدة شركسية فتمتنع عن مصافحتي حتى لا يفسد وضوؤها، هذا لم يكن موجودآ في السابق
وضع الشراكس في القوقاز أفضل من الشراكس في المهجرولكن إلى متى؟ هل سيأتي يوم نشاهد فيه عمرو خالد يقدم محاضرة في مدينة شركسية في القوقاز؟
القوقاز من أجمل بقاع العالم بطبيعته الساحرة، والشراكس عاشوا هناك منذ آلاف السنين وطوروا ثقافة وحضارة وفنونآ راقية وعادات وتقاليد جميلة تعتبر إرثآ إنسانيآ وحضاريآ جميلآ
لا يمكنني أن أتخيل انتشار مظاهر القبح والتخلف من نقاب ولحى ومسواك في تلك الربوع الجميلة
لا يمكنني أن أتصور أن يستبدل هذا الشعب ملاحمه وقصائده الجميلة بكتب ابن تيمية وابن باز
سيكون الوضع مثل رؤية مضارب للبدو في جبال سويسرا



#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن صناعة الغباء
- أقوال خالدة لعمرو خالد
- علموا أولادكم احترام المرأة
- البيئة- الإله- المرأة
- رأي شخصي في الختان عند الذكور
- سامحها يا أبو هشام
- عن أي إرهاب يتحدثون؟
- ما هو الحل مع هؤلاء الناس؟
- الحل قادم من الغرب
- إن شاء الله
- تساؤلات فتاة محجبة رغمآ عنها
- مذكرات قلب – الجزء الثاني
- مذكرات قلب
- إنشاء طائفة جديدة
- قصة قبرين
- الخنساء والشهداء الأربعة حقيقة أم خيال؟
- يوم الحساب ودفتر بوزقندة
- يوميات أبو أحمد في الجنة
- أعلنكما زوجآ وزوجة، بامكانك أن تنكحها الآن


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف هدف حيوي صهيوني ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن قصفها هدفا حيويا في إيلات ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف هدف حيوي إسرائيل ...
- استقالة -مدوّية- لموظفة يهودية بإدراة بايدن لدعمه إسرائيل
- المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان: منع الرموز الدينية بالمدارس ...
- -إف بي آي- يستجوب -مؤرخا يهوديا-!
- الفيلسوف الإيطالي أندريا زوك: الحرب على غزة وصمة عار والإسلا ...
- الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تعلق على اتهام وزير الداخلية الإ ...
- دولة إسلامية أكبر مستثمر في جمهورية تتارستان الروسية
- بناء أول كنيسة للمسيحيين الأرثوذكس الإثيوبيين في الإمارات


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نارت اسماعيل - مضارب البدو في جبال القوقاز