أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نارت اسماعيل - ما هو الحل مع هؤلاء الناس؟














المزيد.....

ما هو الحل مع هؤلاء الناس؟


نارت اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 20:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظهرت منذ فترة عدة مقالات لكاتبات في الحوار المتمدن تدور فكرتها الرئيسية حول تبرئة نصوص الدين الإسلامي مما تحمله من سلبيات ومنها على سبيل المثال تلك النصوص التي تسيء للمرأة ونصوص أخرى تدعو بشكل صريح لمحاربة غير المسلمين، وتضع تلك الكاتبات اللوم على تفسير تلك النصوص وترى أن المشكلة هي بالمسلمين والمفسرين وليس بالإسلام نفسه.
هل تحتاج نصوص مثل: للذكر مثل حظ الأنثيين، الرجال قوامون على النساء، نساؤكم حرث لكم فأتوا نساءكم أنى شئتم، انكحوا ما طاب لكم من النساء... إلى مترجمين ومفسرين؟ لماذا الأمور لبعضنا واضحة وضوح الشمس وهن لا تستطعن رؤية الشمس في عز النهار؟!
نتساءل بحيرة كيف تقبل إمرأة عندها كرامة إمرأة وعندها رقة وأنوثة إمرأة بمثل تلك النصوص الجائرة وتضع اللوم على المفسرين والذين بدورهم يبررون تلك النصوص بالدورة الطمثية وكثرة النسيان عند النساء؟!
نتساءل لماذا لا يرى بعض الناس الذين ما زالوا يؤمنون بوجود إله رحمن رحيم ودود لطيف سميع مجيب .. ما فعل هذا الرب بسكان هاييتي؟!
لماذا لا يستغرب هؤلاء الناس كما نستغرب نحن من إرسال هذا الإله لجبريل وهو نازل طالع من السماء إلى الأرض حتى أحدث ثقبآ بطبقة الأوزون، كل ذلك ليخبرنا بمعلومة خطيرة جدآ وهي أن أنكر الأصوات لصوت الحمير؟
هذا النوع من الأسئلة التي يطرحها بعضنا على نفسه، لا تخطر على بال معظم الناس المغيبين، فالمشكلة أن جيلآ كاملآ من الناس فقد إمكانية التفكير بطريقة عقلانية حرة، أصبحت عقولهم مبرمجة وتعمل فقط لإثبات قناعات مسبقة تم غرسها في عقولهم منذ طفولتهم، بدلآ من يطلقوا العنان لتلك العقول فيكتشفوا الحقائق بأنفسهم.
المسألة أنه لم يعد هناك أمل بتغيير قناعات هؤلاء الناس ويبقى الأمل معلقآ بالأجيال القادمة بشرط أن لاينقل إليها بدورها فيروس الدين منذ اليوم الأول من الحياة.
علينا بالمقابل أن نعي أن هؤلاء الناس يشكلون الأغلبية العظمى في بلادنا فهم يمثلون أكثر من 80% من المجتمع، وأعتقد أن معظم هؤلاء الناس لم يسمعوا بتلك النصوص المسيئة، وحتى لو سمعوها فإنها لم تتعدى الأذن الخارجية عندهم، وهؤلاء الناس يتبعون دينهم بحكم الوراثة والتقليد وليس عن قناعة مكتسبة بإعمال العقل والتفكير.
شئنا أم أبينا الإسلام موجود بيننا وسيبقى لمدة طويلة، ليس لأنه الأفضل ولكن لأن ظروف الصراع حوله ما زالت لصالحه.
شئنا أم أبينا هؤلاء الناس هم أصدقاؤنا وأهلنا ومنهم أناس رائعون قدموا خدمات جليلة لوطنهم وأهلهم.
فما العمل مع هؤلاء الناس؟
هل نتركهم ونهاجر إلى الغرب؟ حتى من استطاع الهجرة منا وجد نفسه في النهاية وسط جالية عربية حملت معها كل أمراضها وعقدها.
هل ننبذ هؤلاء الناس ونحتقرهم ونسخر منهم ونتسبب بصراع داخلي مرير ونقوض السلم الأهلي؟
لن نستطيع ذلك ليس فقط لأنهم الأغلبية ونحن الأقلية، ولكن أيضآ لأن هذا ليس أخلاقيآ، إنه مثل من يدعو لقتل مريض الإيدز أوالسرطان بحجة أن لا أمل من شفائه، يجب أن نفهم أن هؤلاء الناس هم ضحايا وليسوا أشرارآ، هم ضحايا حقن مستمر بجرعات دينية متواصلة من جهات خبيثة منتفعة من استمرار وجود الدين بمستويات عالية في المجتمع، هذه الجهات الخبيثة هي التي تجب محاربتها.
علينا أن نفهم طبيعة الصراع وأنه يحتاج إلى نفس طويل وإلى الصبر والحكمة واختيار الأدوات المناسبة وأن نحدد العدو من الصديق، ويجب أن نميز ما بين أناس طيبين بسطاء نعيش بينهم ويشكلون أغلبية مجتمعنا وهم أهلنا وأصحابنا، والذين سيلقون بجزء كبير من حمولتهم من الدين عند أول مفترق طريق وما بين رؤوس الفتنة المتمثلين بالذين يتاجرون بالدين ويشوهون الحقائق ويتلاعبون بمصير وطنهم ومستقبل أولادهم ويقبضون أجورهم من حكام وجهات فاسدة.
يجب أيضآ أن نوجه جهودنا لتوعية الغرب حول أكاذيب جهات مغرضة حكومات أم أفراد أم مؤسسات، نعم يجب توعية الغرب والذي وبكل أسف فإنه على الرغم من كل إمكانياته العلمية ومؤسساته الجامعية والثقافية والمخابراتية ما زال يجهل أو يتجاهل خطورة هذه الجهات.
يجب أن نوعّي الغرب بأن المشكلة ليست بالمسلمين بل بالإسلام وهذا عكس ما يدعيه الكثير من الناس، بعضهم يردد هذا الكلام عن خبث وهو يعرف أنه غير صحيح ولكن الأكثرية يرددونه مثل الببغاء بعد أن سمعوه أو قرؤوه في مكان ما.
يجب توعية العالم بأنه لا يوجد شيء إسمه إسلام معتدل، وأن الفرق بين المسلم المعتدل والمتطرف هو بالجرعة فقط، فالمسلم المعتدل هوالذي تأنف نفسه أن يطبق تعاليم دينه بشكل كامل وإذا ما طبق الإسلام بحذافيره فإنه سيتحول إلى مسلم متطرف يضطهد زوجته وأولاده وخاصة البنات وربما يؤذي غيره من الناس، وهنا الخطورة الكامنة بهذا الدين الذي يمكن أن يستيقظ بأية لحظة ويقلب الدنيا رأسآ على عقب.
يجب توعية الغرب أيضآ بأن عليهم حماية مجتمعهم، وأن يساعدونا في صراعنا بسن قوانين دولية تمنع الدول الإسلامية من إنتهاك حقوق مواطنيها وأطفالها باسم الدين، وأن يمنعوا رؤوس الفتنة من أن يجدوا ملاذآ آمنآ في ديارهم، وأن يمنعوا النقاب على أرضهم ويفعِّلوا قوانينهم العلمانية ويصروا على تطبيقها وأن يحموا أطفال المسلمين الذين يعيشون عندهم من أهلهم ويضمنوا تنشئتهم بطريقة علمانية تصون حقوقهم.أليس من المؤلم أن نرى فتاة عمرها خمس سنوات ترتدي الحجاب في باريس أو تورونتو؟
إذا كان الغرب لايستطيع حماية هؤلاء الأطفال في بلادهم فكيف نستطيع نحن حماية أطفالنا في بلادنا؟ ما مستقبل هذه الفتاة البريئة عندما تكبر؟ أي ظلام ستعيش فيه؟ ألن تصبح بدورها آلة تفريخ لظلاميين جدد؟ وهكذا تصبح الضحية جلادآ وتدور الدائرة ونستمر نعيش في حلقة معيبة.
من سيكسر تلك الحلقة المعيبة؟



#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل قادم من الغرب
- إن شاء الله
- تساؤلات فتاة محجبة رغمآ عنها
- مذكرات قلب – الجزء الثاني
- مذكرات قلب
- إنشاء طائفة جديدة
- قصة قبرين
- الخنساء والشهداء الأربعة حقيقة أم خيال؟
- يوم الحساب ودفتر بوزقندة
- يوميات أبو أحمد في الجنة
- أعلنكما زوجآ وزوجة، بامكانك أن تنكحها الآن


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نارت اسماعيل - ما هو الحل مع هؤلاء الناس؟