أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نارت اسماعيل - مذكرات قلب















المزيد.....

مذكرات قلب


نارت اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2855 - 2009 / 12 / 11 - 18:31
المحور: سيرة ذاتية
    


كنت في المرحلة الابتدائية عندما خفق قلبي للمرتين الأولى والثانية، قد تقولون إنه لهو أطفال، صدقوني كان حبآ حقيقيآ، أليس الحب خفقان قلب وشوق لرؤية المحبوبة وسعي لإرضائها؟ كل هذه العناصر كانت متوفرة
المرة الأولى كانت صديقة أختي الكبيرة وكانت تكبرني بعشر سنوات!! وكانت شقراء جميلة عيونها خضراء، كنت أصنع لها عقدآ من الياسمين أقطفه من حديقتنا ومن حدائق الجيران، لا تتخيلو كم من الجهد كان يتطلب مني تحضير طوق ياسمين واحد
من قال إن نزار قباني هو من اخترع طوق الياسمين؟ ما دام هناك قلب يخفق و ياسمينة تتسلق على الجدار وهناك فتاة جميلة في الجوار، ستجد عاشقآ يصنع أطواق الياسمين
كنت أحيانآ أكتب لها على ورقة أقتطعها من دفتر المدرسة كلمات إحدى الأغنيات العاطفية التي كانت أختي الكبيرة تساعدني بكتابتها أوأحصل على كلماتها من كتيبات صغيرة تباع في السوق أشتريها من تجميع مصروفي البسيط ، كنت أحب أغاني عبد الحليم حافظ مثل: سواح وانا ماشي ليالي ، أو جانا الهوى جانا وغيرها
كنت أذهب لبيتها، أقرع الباب، أعطيها العقد أو الورقة ثم أهرب بدون أن أقول كلمة واحدة، كانت تضحك وتقول لي: تعال لا تخف ثم تعطيني حلوى أو بسكويت
أختي كانت تصلها الأخبار فتضحك مثل المجنونة وتساعدني بعد ذلك على تحضير عقد الياسمين الجديد أو الورقة الجديدة
في إحدى المرات أردت أن أكتب كلمات أغنية كامل الأوصاف فتني لعبد الحليم فكتبت: كمال الأوصاف فتني، فلم أنتهي من تعليقات وسخرية إخوتي إلى اليوم

في الصف الخامس الابتدائي عشقت واحدة أخرى ولكنها هذه المرة كانت قريبة من عمري وتجمعنا قرابة بعيدة وكانت تأتي مع أهلها من الأردن لزيارتنا في الصيف، وكانت ترتدي تنورة قصيرة غير متناسبة مع جو حينا المحافظ، وكنت ألعب معها لعبة الخمس أحجار على أرض باحة بيتنا المزدانة بالورود على أطرافها
صرت أحتال على والدي الذي كنت أساعده في عمله في أشهر الصيف حتى يسمح لي بالعودة باكرآ الى البيت لكي ألعب مع صديقتي الأردنية الراقية ذات الشعر القصير الكاريه.
كتبت لها مرة رسالة وجعلت أختي الكبيرة تدققها لي ثم أرسلتها الى الأردن وانتظرت طويلآ ولكن للأسف لم يأت أي جواب منها
في أحد الأيام لجأت إلى بيتنا شابة قريبة لنا للاحتماء من إخوتها الذين هددوها لأنها هربت مع شاب من غير طائفتها وبقيت في بيتنا عدة أشهر حتى تم حل المسألة وكانت شقراء جميلة ممتلئة قليلآ
وفي إحدى المرات أردت الاستحمام وعندما دخلت الحمام تفاجأت بأنها موجودة هناك تستحم، صرخت علي فهربت، بعد أن إنتهت من حمامها جاءت إلي وخاطبتني بطريقة لطيفة لكي تخفف من روعي : أعرف أنك لم تفعل ذلك عن قصد ثم سألتني ببعض الخبث: هل أعجبك ما رأيته؟ لم أجب على سؤالها لأنني كنت خجلآ وخائفآ ولكنني فعلآ كنت مذهولآ من هول ما رأيت، كان اكتشافآ وعالمآ جديدآ في حياتي أكتشفه للمرة الأولى

طردتني من جنتها من أجل تفاحة :
أختي الكبيرة كانت بمثابة أمي لأن والدتي كانت منهمكة بأعباء البيت الكثيرة وتربية سبعة أولاد لذلك تولت أختي الكبيرة بعض المسؤوليات بالإضافة الى دراستها ومنها اهتمامها بي فكانت تحبني وتأخذني معها في مشاويرها
في إحدى المرات التحق مدرس جديد بمدرستنا وكان يعرفني ويعرف أهلي ، أعطاني مرة تفاحة وطلب مني أن أعطيها لأختي وقال لي إياك أن تأكلها، وأنا بالطبع أكلتها ، لو أعطاني الأحمق وردة ما كنت أكلتها، كيف سيقاوم طفل تفاحة في نهاية اليوم الدراسي؟
عندما عدت إلى البيت أسرعت لعند أختي لأفرحها بالخبر
- المدرس فلان أهداك تفاحة
- أين التفاحة؟
- أكلتها
- يا غبي لماذا أكلتها؟ (تضرب شو ماعندك ذوق)
-أجبتها: كانت تفاحة عادية، ألم تري تفاحة في حياتك؟ المهم أنه أهداك تفاحة
كان بامكاني أن أحضر لها تفاحة من المطبخ وأدعي أنها تفاحتها
غضبت مني ولم تكلمني لعدة أيام وأنا لا أفهم كيف تطردني من جنتها من أجل تفاحة ؟

صمت عن الحب مدة من الزمن كنت منشغلآ أثناءها بالدراسة وبمراقبة التغيرات التي بدأت تطرأ على جسدي وكنت منهمكآ بكيفية تصفيف شعري وأستعجل ظهور لحيتي حتى أستطيع عمل سوالف طويلة حسب موضة تلك الفترة، تأخرت لحيتي عن الظهور وراجعت سرآ أحد الأطباء الأخصائيين والذي فحصني بشكل كامل وطمأنني بأنني طبيعي ولا داع للقلق

حبي الحقيقي الأول كان عندما نجحت في الثانوية وقررت أخواتي إقامة حفلة في بيتنا على شرفي، أختي التي تصغرني قالت لي إنها سوف تدعو(م) وهي أجمل فتاة شركسية معروفة في وسطنا وبالصدفة كانت هناك جريدة محلية وضعوا في صفحتها الأخيرة صورة لفتاة شقراء جميلة طويلة الشعر وقالت لي أختي أنها تشبه (م) كثيرآ
عشقت (م) من صورة شبيهتها حتى قبل أن أتعرف عليها وفعلآ عندما حضرت إلى بيتنا عرفتها فورآ وصار قلبي يخفق وبصعوبة أستطيع لجمه، تقربت منها وأحببتها حبآ جنونيآ استمر عدة سنوات، صرت أكتب الشعر، أسهر الليالي وأنام في باحة البيت المكشوف لأفتش عن صورتها على سطح القمر اوبين النجوم المتلئلئة
صرت أتقلب في نومي أتعذب وصرت أحتضن الراديو الصغير وأنا أستمع إلى فريد الأطرش وهو يغني: الحب من غير أمل أسمى معاني الغرام
صرت أزورها في الكلية أطاردها في الحفلات والأعراس وإذا لم تكن موجودة أعود أدراجي
جربت كل تكتيكات العشاق الشرقيين، واستمعت إلى كل النصائح المتوفرة مثل عدم الاتصال بها لفترة طويلة، اظهارعدم الاهتمام بها وتصنع الاهتمام بغيرها لتحريك غيرتها، لم ينفع شيء
أدركت في النهاية أنه كان حبآ من طرف واحد، لملمت شظايا قلبي وتركتها لسبيلها

الحب القدر
أصابني الإحباط واليأس وقلت لأخواتي إنني أفكر بالذهاب إلى فرنسا لتكملة دراستي وعلى الأغلب سأتزوج في النهاية من فتاة فرنسية ولن أعود لبلدي، أختي الصغيرة ذكرت لي إسم فتاة تعرفها ونصحتني بشدة أن أتعرف عليها كفرصة أخيرة قبل أن أنفذ تهديدي
كان العيد قد اقترب ومن عادة الشراكس أن الشباب يستطيعون زيارة الفتيات في أيام العيد وعادة يذهبون بشكل مجموعات مؤلفة من أثنين أو أكثر وفي أيام العيد لا يفتح الرجال الباب حتى لا يحرجوا الضيوف الشباب بل تقوم الفتيات بفتح الباب
راجعت مع صديقي الحميم(ص) قائمة الفتيات اللاتي ننوي زيارتهن في العيد وقمت بإضافة(ن) إلى القائمة، لم أكن أدري وقتها أن قدري سوف يتغير إلى الأبد بسبب إضافة(ن) للقائمة
جاء العيد وبدأت مع صديقي بالزيارات وجاء دور(ن) ، ذهبنا إلى بيتها، قرعنا الباب وفتحت لنا
لن أنسى ما حييت تلك اللحظات، ابتسامتها رقتها بساطتها أناقتها حمرة خجلها والاشراق الذي يشع من وجهها
هالة كبيرة من الأنوثة والعذوبة أحاطت بي من كل جانب، شلتني كبلتني، لم أشعر بتلك المشاعر من قبل مع أية فتاة أخرى، عرفت من لحظتها أنها هي، هي قدري، منتهاي، الشاطئ الذي سأرسو عليه والذي سأحرق سفني عنده
- كل عام وأنتم بخير قالها (ص) أما أنا فلم أكن أقوى على الكلام، كنت مسحورآ مشلولآ، قلبي كان يخفق بطريقة مختلفة عن المرات السابقة
- وأنتم بخير تفضلوا
أرشدتنا إلى غرفة الضيوف ثم استأذنت لبضعة لحظات لتخبر أهلها عن ضيوفها وربما لتتأكد من هيئتها
في اللحظة التي تركتنا التفت إلى صديقي وقلت له
- (مشي الحال يا صاحبي)
فرد صديقي معك كل الحق فهي حقآ رائعة أين كانت مختبئة؟ كيف لم نعرفها سابقآ؟

إلى اللقاء





#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنشاء طائفة جديدة
- قصة قبرين
- الخنساء والشهداء الأربعة حقيقة أم خيال؟
- يوم الحساب ودفتر بوزقندة
- يوميات أبو أحمد في الجنة
- أعلنكما زوجآ وزوجة، بامكانك أن تنكحها الآن


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نارت اسماعيل - مذكرات قلب