أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نارت اسماعيل - يوميات أبو أحمد في الجنة















المزيد.....

يوميات أبو أحمد في الجنة


نارت اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2830 - 2009 / 11 / 15 - 10:59
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد أن انفض الناس من حول القبر، جاء دور التحقيقات الرهيبة على يد أنكر ونكير للتحقق من هويته ودينه وبعد ذلك رفع أبو أحمد الى السماء حيث الحساب النهائي.
في البداية كان أبو أحمد مطمئنآ واثقآ من نفسه ولكن ما شاهده من أهوال ذلك اليوم وصراخ الناس وعويلهم جعلت مفاصله ترتعد خاصة أنه لا يرتدي أية ملابس والسماء باردة ، تساءل : لماذا لا يوزعوا ملابس علينا ؟
أخيرآ جاء دوره وسيق إلى حضرة الله وكان على يمينه ملاك يحمل كتاب حسناته وعلى يساره ملاك يحمل كتاب سيئاته وخلفه ملاك يقوم بالعمليات الحسابية ، يجمع هنا ويطرح هناك
شعرأبو أحمد بالضيق من بطء الاجراءات وتساءل: ألم يسمع هؤلاء القوم بشيء اسمه كومبيتر أو على الأقل آلة حاسبة؟
أخيرآ ظهرت النتيجة، مبروك، قالوا له، لقد فزت بالجنة، خر أبو أحمد على الأرض باكيآ من الفرح يا إلهي ما أعدلك أخيرآ تحقق حلمي بالجنة شكرآ يا ربي
أخذوه مخفورآ الى بوابة الجنة ورموه هناك وأغلق ملكان ضخمان البوابة من الداخل ، تضايق أبو أحمد من هذه المعاملة السيئة وتساءل: لماذا لا يدخلوني بطريقة لائقة؟ إلى أين سأهرب؟ وتساءل أيضآ لماذا الحارسان موجودان في الداخل وليس في الخارج ؟ أليس من المفترض أن يحرسا الجنة من المتسللين من الخارج؟ سألهما هذا السؤال فرد أحدهما مستهزئآ : يا غبي نحن نحرس البوابة لكي نمنع الناس من الهرب من الجنة !
صعق أبو أحمد من هذا الجواب واعتبره مزحة سمجة وانطلق في أرجاء الجنة، ينابيع، أنهار، أشجار مثمرة من كل الأصناف ، عصافير وفراشات، هناك رجل يضاجع حورية وهنا آخر يضاجع غلامآ جميلآ أبيض مثل اللؤلؤ المنثور وهناك رجل يتسلى بحوريتين بنفس الوقت، يشيح أبو أحمد نظره خجلآ ويتمتم استغفر الله على هذا النهار ماذا حل بهؤلاء القوم؟ هل هذه جنة أم دار بغاء؟
أليس عندهم عمل آخر يفعلونه؟ تذكر ما كانوا يقولونه له بأن الرجل في الجنة يمتلك مئة ضعف شهوة الرجل الأرضي للطعام والشراب والجنس
سأل ملاكه المرافق له : أين نهر العسل فأخذه إليه ثم أخذه الى نهر اللبن، طلب أن يريه العين التي تسمى سلسبيلا فقال له الملاك بأن عليه أن يسجل إسمه بالدور لأن الطلبات كثيرة وهذه العين بعيدة في السماء العليا
تعب أبو أحمد من التجول وقرر أن يأخذ قسطآ من الراحة فطلب من الملاك أن يحضر له أريكة ونمارق وطلب كأسآ من الشراب فأحضر له آنية من فضة فيها شراب الزنجبيل، لم يستسغ أبو أحمد الشراب فسأل : ألا يوجد عندكم شاي؟ بيبسي كولا؟ عرق سوس؟
- لا يوجد ولكن عندنا خمر
- حسنآ هات لي ببعض الخمر فاليوم خمر وغدآ أمر
ثم أحضروا له بعض الثريد واللحم فلم يعجبه الطعام فسأل : هل لي بسندويشة فلافل؟ صحن فول مدمس؟ سيخ كباب؟ أي شيء من طعام الأرض
- لا يوجد
بدأ الإحباط يتسلل الى نفسه وطلب من الملاك بعصبية أن يتركه لينام
استيقظ بعد مدة نشيطآ واستأنف تجوله في أرجاء الجنة، لمح من بعيد حورية جالسة على طرف النهر فذهب إليها
- مرحبا
ردت ببرود : أهلين
- أنا أبو أحمد
- تشرفنا
- هل يمكن أن أتعرف على اسمك الكريم؟
- أنا حورية
- أعرف أنك حورية ولكن ما اسمك؟
- رقمي 774
حسنآ يا ملاكي الجميل هل يمكنني أن أدعوك أم أحمد؟
- إفعل ما يحلو لك
- هل لي بقبلة؟
- قلت لك إفعل ما يحلو لك، خلصني، هنا لا أحد يسأل أحدآ شيئآ
قبلها أبو أحمد فتحركت شهوته التي أصبحت تعادل مئة ضعف، فنال منها ثم رمى نفسه في النهر فاغتسل وعاد إليها منتعشآ مسرورآ
- ما أجملك يا وردتي الصغيرة، لماذا أنت حزينة؟
- لست حزينة
- اذن لماذا لا تبتسمين؟
- هل ترى أحدآ مبتسمآ هنا؟
نظر أبو أحمد حوله، فعلآ لا يوجد أحد مبتسم مع أنهم في الجنة
سألها: ما ذاك الشيء المعلق على شجرة هناك؟
- هذا رجل شنق نفسه
صاح أبو أحمد مستغربآ: ولماذا يشنق نفسه؟
- لأنه حاول الهرب من الجنة عدة مرات ولم يفلح فشنق نفسه
- ولماذا يهرب من الجنة؟ هل هو مجنون؟
- لا ولكنه لم يعد يحتمل الملل والرتابة
ازدادت حيرة أبو أحمد من هذا الوضع الغريب وبعد قليل عاد يتأمل وجه حوريته الجميلة
- ما رأيك أن نتزوج؟
- ولماذا نتزوج؟ أنت تستطيع أن تفعل بي ما تشاء ومتى تشاء، لا يوجد زواج هنا في الجنة
- ولكني أريد أن أتزوجك ونبني بيتآ وننشئ أسرة و....
فأكملت الحورية: وننجب أولادآ، ونختار لهم أسماءآ، ونرسلهم الى المدرسة...كم أنت حالم، هل تعتقد نفسك على الأرض؟ نحن هنا في الجنة، لا توجد هنا مثل هذه الأشياء، يجب أن تقبل بالأمر الواقع !
بدأت الأمور تتوضح عند أبي أحمد وبدأ يحن لزوجته أم أحمد ولأولاده، ودكانه، واللحام، وسوق الجمعة، ولسهرات طاولة الزهر مع أصدقائه، والى مسلسل باب الحارة والاتجاه المعاكس ...
تنهد ثم استلقى على الأرض محاولآ التفكير بهذا الوضع الغريب الذي وجد نفسه فيه
بعد قليل سمع أصواتآ من بعيد، أصوات صراخ واستغاثة، سأل ملاكه المرافق عنها فقال له : هذه أصوات سكان الجحيم فسأل أبو أحمد إذا كان بامكانه رؤيتهم فأخذه الملاك الى منطقة مرتفعة قريبة من السور وجلس هناك يراقب الناس المعذبين
قال بنفسه: لا بد أنهم ارتكبوا معاص كبيرة حتى استحقوا كل هذا العذاب
بعد قليل لمح وجهآ مألوفآ بينهم، صرخ: يا للهول هذه أم أحمد زوجتي أم أولادي ورفيقة دربي، يا ويلي لماذا يفعلون بها ذلك؟ لقد كانت زوجة متفانية تهتم بزوجها وأولادها، لم تؤذ أحدآ في حياتها
أمسك بالملاك وصار يهزه بجنون : هذه المرأة زوجتي، من المؤكد أن هناك خطأ ما، رجاءآ اطلب من المسؤولين إخراجها من النارحالآ، ولكن الملاك لم يرتكس لتوسلاته
- إفعل شيئآ أتوسل إليك، طار الملاك الى الإدارة للسؤال عن الموضوع ثم عاد بالخبر اليقين
- أنا آسف يا أبو أحمد ولكن زوجتك كانت قد ارتكبت معصية كبيرة ومرتين
- ما هي؟
- لقد إمتنعت عن تلبية طلبك مرتين
- طلب ماذا؟
- ألا تفهم؟ لم تمكنك من نفسها مرتين
- ولكني لم أتضايق كثيرآ وعلى الأغلب كانت متعبة أو مريضة وأنا أسامحها
- آسف ولكن هناك حق عام وعليها تنفيذ العقوبة
- ولكن أنا أيضآ لم أستجب لرغباتها في مناسبات كثيرة فلماذا لا تعاقبوني مثلها؟
- أنت رجل ويحق لك ما لا يحق لها، أما هي فكان عليها أن تكون جاهزة دائمآ لرغبات زوجها
- ما هذا الظلم؟ هذا لا يجوز
- انتبه لألفاظك وإلا فسوف تخرج من الجنة
- لا أريد جنتكم خذوني إلى أم أحمد زوجتي شريكة حياتي
أخرجوه من الجنة ورموا به في النار وعاد أبو أحمد لزوجته ملاكه واجتمع الشمل ثانية
أم أحمد فرحت بلقاء زوجها
- الله يسامحك يا أبو أحمد كيف بتتركني هيك اتعذب؟
- حقك علي يا أم أحمد
- خبرني عن الجنة
- والله يا أم أحمد هادا أكبر خازوق أكلتو بحياتي، قال جنة قال، لك انتي الجنة ، والله اشتقتلك كتير عطيني بوسي علا حب النبي
- عيب أبو أحمد الناس شايفينا
- بلا ناس بلا بطيخ نحنا بالنار ماحدا شايف حدا

سؤال: من منكم يريد هذه الجنة؟








#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعلنكما زوجآ وزوجة، بامكانك أن تنكحها الآن


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نارت اسماعيل - يوميات أبو أحمد في الجنة