أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نارت اسماعيل - إن شاء الله














المزيد.....

إن شاء الله


نارت اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2884 - 2010 / 1 / 10 - 07:30
المحور: كتابات ساخرة
    



في البداية أود أن أعترف بأن عنوان المقال مسروق من مقال للأستاذ نادر قريط في موقع جسور، وفي الحقيقة قلت لنفسي: سأكتب المقال وانشالله لن يمر عليه الأستاذ نادر ولن يدري به، ولكنني آثرت في النهاية أن أكون صادقآ وأعترف بالسرقة، فالصدق منجاة وإنشالله لن يغضب مني.
ولكنني أقسم بالله العلي العجيم ( كما يحلو لأمي الشركسية التسعينية أن تقسم ) بأنني لطالما فكرت بكتابة مقال بهذا العنوان حتى قبل أن أقرأ مقالة الأستاذ نادر بزمن طويل.
جاءتني الفكرة أول مرة عندما كنت في يوم من الأيام في مطار جدة أستعد للسفر وكان بقربي رجلان يتكلمان بالفرنسية ولم يخطر ببالهما أنني أفهم لغتهما، كانت كلمة انشالله محور حديثهما وكم من المرات سمعا هذه الكلمة من الموظفين العرب في الشركة التي يعملان فيها.
تحركت عندي تلقائيآ روح التجسس وحب الاستطلاع واقتربت منهما وأرهفت سمعي لحديثهما، فعلآ إنها متعة كبيرة أن تسمع للناس يتكلمون بعفوية وبدون تحفظ وبدون أن يعرفوا أنهم مراقبون، إنها تعادل شعور الإنسان الذي يضع نظارات شمسية داكنة ويراقب الناس بدون أن يعرفوا ذلك، وتذكرت الخليفة عمر بن الخطاب الذي كان يسترق السمع قرب بيوت الناس (حتى يطمئن على أحوالهم) على ذمته !!
كانت بقربنا سيدة منقبة وهي تخفي ما تبقى من وجهها بنظارات شمسية داكنة كبيرة ومتطاولة الى الخلف فأصبحت وكأنها ترتدي خمارآ كاملآ وهكذا يكتمل الإيمان والعفة وتفوز بأعلى الدرجات وتصبح حورية من حوريات الجنة جاهزة تحت الطلب.
قال أحد الفرنسيين للآخر أنظر ما رأيك بهذه النظارات؟ أليست فكرة تجارية ممتازة؟ يمكن أن نبيع عددآ كبيرآ منها هنا في السعودية، فرد الآخر مازحآ: إنشالله، فضحكا وأنا أخفيت إبتسامتي التي كادت تفضحني.
عملت في الخليج فترة طويلة وسمعت انشالله ملايين المرات وأكلت بسببها آلاف الخوازيق ولم أتعظ وما زلت أصدق زوجتي عندما تقول لي: يالله حبيبي أنا جاهزة روح حمي السيارة وانشالله بلحقك بعد دقيقتين
وأنا مثل المسطول أذهب للسيارة وأشغلها وأنتظر عشرة دقائق ثم أفتح المسجل على أغنية أم كلثوم أنا بانتظارك مليت وقبل أن تنتهي الأغنية بقليل تحضر زوجتي وهي مبتسمة كعادتها: انشالله ما تأخرت عليك؟ أهز برأسي وأنطلق.
كم مرة يسمع الإنسان العربي هذه الكلمة كل يوم؟ وصل الحال إذا سألت أحدهم مااسمك؟ يجيب : عبد الباسط انشالله
ماعمرك؟ خمس وعشرين سنة انشالله
إلى أين أنت مسافر؟ إلى الإمارات انشالله
هل أنت متزوج؟ متزوج انشالله
أنا كلما قال لي أحدهم انشالله أقول له في قلبي: الله ياخدك انشالله (ما عدا زوجتي طبعآ) ..
لا أذكر أحدآ قال لي انشالله وصدق في كلامه، أصبحت هذه الكلمة مرادفة للاستهتار والكسل والتسيب.
ترجمة انشالله الى الانكليزية هي Forget it أي إنس الأمر، فإذا قال لك موظف: تعال بعد يومين وستكون معاملتك جاهزة انشالله، فأنصحك أن تذهب بعد أسبوعين لتذكيره بالمعاملة
وإذا سمعت حاكم البلاد يقول إن الإزدهار سوف يعم البلاد انشالله، فأنصحك بالتوجه إلى أقرب قنصلية أجنبية وحاول الحصول على تأشيرة هجرة، وغطيني يا صفية مافيش فايدة .
وإذا قال راصد الأحوال الجوية إن أمطارآ غزيرة سوف تهطل غدآ انشالله، وسيعم نفعها أرجاء البلاد، فاترك الشمسية في البيت لأنك لن تحتاج إليها.
وإذا قال لك ربك: أطعني يا عبدي، أطعني أنا وحدي وسأمنحك الجنة والحوريات انشالله، فلا تصدقه بل أطع زوجتك بدلآ منه فهي تملك من أمرك أكثر منه.
وإذا قال أحد المرشحين لمجلس الشعب إنه سيعمل على إصلاح البلد انشالله إذا تم انتخابه، فانتخب غيره لأنه غير قادر على اصلاح بالوعة مطبخه بدون إذن الحاكم.
المشكلة أنني أخذت معي هذه العادة السيئة إلى كندا، فعندما ذهبت إلى هناك مع أسرتي بغرض الهجرة، سألتني موظفة الهجرة في مطار تورونتو عن المكان الذي سأستقر فيه فأجبتها بكل ثقة:
I am going to live in Toronto inshallah
فقطبت جبينها وهزت رأسها وأكيد قالت في سرها: الله ياخدك انشالله
في كندا كنت خائفآ ومرتبكآ من كثرة المعاملات التي علينا إنجازها: كرت الإقامة، كرت الصحة، كرت الضمان الاجتماعي، فتح حساب بالبنك وإيجاد شقة لاستئجارها، ولكننا أنهينا كل هذه المعاملات خلال أسبوع وكنا خلاله نقوم بجولات سياحية وترفيهية، لم أسمع أحدهم يقول لنا : انشالله
نلقاكم قريبآ انشالله



#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات فتاة محجبة رغمآ عنها
- مذكرات قلب – الجزء الثاني
- مذكرات قلب
- إنشاء طائفة جديدة
- قصة قبرين
- الخنساء والشهداء الأربعة حقيقة أم خيال؟
- يوم الحساب ودفتر بوزقندة
- يوميات أبو أحمد في الجنة
- أعلنكما زوجآ وزوجة، بامكانك أن تنكحها الآن


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نارت اسماعيل - إن شاء الله