أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - الفخاخ الطائفية














المزيد.....

الفخاخ الطائفية


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2826 - 2009 / 11 / 11 - 11:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في كل قضية من القضايا الماثلة أمامنا يكمن فخ طائفي. أنها ظاهرة آخذة في التمدد الأخطبوطي بحيث باتت تطال كل شيء. والأمثلة أكثر من أن تحصى. يمكن لمشروع إسكاني أن يتحول بقدرة قادر إلى موضوع تنازع طائفي، أيذهب للسنة أم للشيعة. الإسلام السياسي عندنا بارع في تحويل الأمر بهذه الصورة، حين يتبارى المتبارون من قادته على المكاسب الانتخابية، فيحولوا الموضوع من قضية معيشية وحياتية حيوية إلى نزاع بين أصحاب المذاهب.

يمكن أيضاً لإجراءات إدارية، أياً كان موقفنا منها، كما حدث في التسريحات التي تمت في شركة ألمنيوم البحرين"ألبا"، وطالت عدداً من كبار المدراء أن تتحول، هي الأخرى، إلى قضية مذهبية وطائفية بامتياز، فينحرف النقاش عن جوهره الأساس، من حيث هو إجراء إداري خاضع للمجادلة، أصحيح هو أم خطأ، إلى نقاش فحواه أن الموضوع يستهدف أبناء طائفة بعينها، وفي هذا تُغيب كل الملابسات والتعقيدات المحيطة بالموضوع.

الأمر نفسه يصح على ملف اجتماعي كبير ومعقد هو موضوع التجنيس، ورغم موقفنا النقدي الواضح والمعروف من هذا الموضوع، الا أننا ما انفكينا نحذر من تحويل الموضوع إلى مسألة طائفية صرفة، بحيث لا يسلط الضوء المطلوب على الأبعاد الاجتماعية والتنموية، وحتى الأمنية، للظاهرة.

متى يدرك المتصدون لهذا الملف أنهم سيظلون عاجزين عن إقناع المواطن السني بالموضوع، إذا كان المدخل المطروح في المعالجة هو إظهار الموضوع على انه انتصار للشيعة ضد مساعي زيادة أعداد السنة، بدل أن يقال له أن التجنيس يحمل أضرارا على الجميع وبدون استثناء، وأن القضية ليست في الغلبة العددية لهذه الطائفة أو تلك، وليست، في المقابل، توكيد على عروبة البحرين، كما قال الأخ النائب غانم البوعينين، كأن البحرين ناقصة العروبة، وبحاجة لاستكمالها، وكأن البحرينيين من مختلف التحدرات والانتماءات لم يقفوا وقفة واحدة منتصرين لعروبة البحرين واستقلالها وسيادتها على أراضيها.

للأسف الشديد هناك جهات تغذي هذه الميول وتشجع عليها وتدفع بها، وتريد لها أن تتحول إلى نسق عام في التفكير والسلوك يسود المجتمع برمته، فيصبح كل ملف من الملفات التي نتناولها ملغوماً بقنبلة طائفية أو مذهبية ما.

سقى الله تلك الأيام التي وحدت الجميع سنة وشيعة في الانتفاضات والتحركات الشعبية والعمالية، ومنها تلك التي كانت ضد تسريحات شركة النفط، حين التحم العمال في المصانع، والطلبة في المدارس، سنة وشيعة كتفاً إلى كتف في النضال الوطني والطبقي بأبعاده الاجتماعية الواضحة بين فقراء محرومين وشركات احتكارية أو أصحاب أعمال يستغلونهم، ويومها لم يقل أحد للشيعي كُف عن أن تكون شيعياً، وبالمقابل لم يقل للسني كُف عن أن تكون سنياً، لكننا والجيل الأسبق منا من الوطنيين والتقدميين دأبنا على توعية الجميع بأن هناك قضية أكبر وأوسع وأشمل توحدهم في مسار وطني – اجتماعي واحد يترفع على تخندقات الطوائف والمذاهب.

هاهنا نحن اليوم شهود عيان على الفخاخ الطائفية التي نصبت في كل زاوية و"داعوس"، وما من قضية الا ومستها يد الطائفيين والمذهبيين الذين حولوا المجتمع إلى ساحة مبارزة بينهم. كم من الفخاخ علينا أن ننزع، كم من الجهد علينا أن نبذل لنعيد للبلاد بعض عافيتها التي كانت؟






#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة العربية تراث أيضاً
- هل هو صراع للأجيال؟
- في الشرق ما يمكن تعلمه
- أشياء من علي الوردي
- أيام أحمد الشملان
- عن أي تمييز يدور الحديث
- نوبل: ما فعلته وما تفعله
- فقرات ختامية عن نور حسين
- هكذا تكلم جمال عبدالناصر
- أقوى من الفولاذ وأرق من النسيم
- «لوبي تجاري» بذراع سياسي
- حركات عابرة للحدود
- عن الثقافة الديمقراطية
- لماذا سكتنا كل هذه السنوات؟
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام – 4
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام - 3
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام – 2
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام-1
- من تحت المجهر: الفرد أم الدولة؟
- ضحية العنصرية لا شهيدة الحجاب


المزيد.....




- تراشق كلامي بين ترمب وبايدن وحشد على أفواه البنادق
- -إنها تمطر علينا-.. ركاب طائرة يصلون وجهتهم مبللين كليا 
- -عدم وجود فرنسا انحراف-.. رئيسة جورجيا تدعو ماكرون لزيارة بل ...
- على وقع مظاهرات حاشدة.. نتنياهو يواجه مهلة غانتس ودعوة لبيد ...
- -صندوق أسود مظلم-.. عائلة في تكساس تكشف مصير -الأب- في سوريا ...
- بالفيديو.. الأمطار تتساقط داخل طائرة متجهة إلى نيويورك
- ما تأثير الحيوانات الأليفة على الإصابة بالخرف؟
- أطعمة ومشروبات تسبب التورم
- استخباراتي أمريكي سابق يحلل ما سيفعله ترامب بعد فوزه لرأب ال ...
- تركيا.. أردوغان يصدر عفوا عن جنرالات متقاعدين مدانين في انقل ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - الفخاخ الطائفية