أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن مدن - ضحية العنصرية لا شهيدة الحجاب














المزيد.....

ضحية العنصرية لا شهيدة الحجاب


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2708 - 2009 / 7 / 15 - 08:23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بداية نستفظع بأقصى ما تحمله هذه الكلمات من معانٍ الجريمة البشعة التي ارتكبها عنصري ألماني حاقد، لعله من عناصر النازية الجديدة بقتل سيدة مصرية وإصابة زوجها إصابات بالغة عبر طعنات بالسكين، وجهها إليهما في قاعة محكمة حكمت لصالحهما اثر خلاف بينه وبين الضحية.

وبداية أيضاً نقول انه من الطبيعي أن نعبر نحن العرب عن غضبنا من الطريقة البشعة التي أودي بها بحياة هذه السيدة، وتعاطفنا العميق معها ومع مأساة عائلتها. لكن علينا أن نلفت النظر من جهة أخرى إلى انه من الخطأ تحويل هذه الفاجعة إلى حملة ضد الغرب، ونُصور الأمر كما لو أن هذا الغرب بقضه وقضيضه يشن حملة منظمة ضدنا، فيما الأمر لا يتعدى حدود مجموعات صغيرة من العنصريين وغلاة المتطرفين اليمينيين الذين يكنون الكراهية والبغضاء للأجانب جميعاً لا للمسلمين أو العرب وحدهم.

إن ملايين العرب والمسلمين يقيمون في الغرب، الأمريكي منه والأوروبي على حد سواء، ويحملون جنسيات البلدان التي يقيمون فيها، وعليهم من الواجبات ولهم من الحقوق، ما على وما للمواطنين الأصليين في هذه البلدان، ونشأ أولادهم وتعلموا أحسن تعليم ما كانوا سينالوا أقل القليل منه لو أنهم ظلوا في بلدان أهاليهم الأصلية.
أكثر من ذلك فإنه تتوفر لملايين المسلمين والعرب الكثير من الحريات الدينية ومن الاعتراف بحقوقهم الثقافية، فلهم مساجدهم ودور العبادة الخاصة بهم، ويمارسون حقوقهم السياسية التي تمكنهم من المشاركة بالترشيح والانتخاب في الانتخابات البلدية والنيابية، والفوز فيها، بما في ذلك فوز عدد من النساء العربيات والمسلمات المحجبات بعضوية البرلمانات.

وطالما كان الأمر يدور عن الحجاب فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عَيّن سيدة مصرية محجبة مستشارة له وناطقة باسمه، وفي خطابه الذي ألقاه في جامعة القاهرة عبر عن تفهمه وتعاطفه مع حق المسلمين والعرب في إظهار ما يرونه متصلاً بهويتهم من رموز وتعبيرات، بما فيها حجاب النساء. لذا فإن تحويل مأساة السيدة المصرية التي قتلت غدراً في ألمانيا إلى ذريعة في شن حملة ضد الشعوب الأوروبية والغربية هو نكران لجميل البلدان والشعوب التي تحتضن بين ظهرانيها بني جلدتنا، بما فيهم الإسلاميين الفارين من أوطانهم العربية بسبب ما يلاقونه من مضايقات فيها، ليجعلوا من بلدان الهجرة ساحات حرة لممارسة أنشطتهم السياسية والدينية.

إن السيدة المصرية القتيلة هي ضحية للعنصرية، والعنصريون في الغرب يمكن أن يقتلوا هندوسياً من الهند أو بوذياً من الصين أو اليابان أو أمازيغياً من الجزائر والمغرب أو مسيحياً عربياً من لبنان أو فلسطين لأن سحنته الشرقية تشي بأصله العربي، ويمكن أن يقتلوا عربية أو مسلمة غير محجبة.

يجب أن ندين العنصرية وتجلياتها المختلفة، ونؤكد على أهمية قيم التسامح وتعايش الأديان والثقافات والحضارات كلها، لا أن يجري تسييس مأساة القتيلة، وتوظيفها في أغراض محلية خاصة بمجتمعاتنا، بحصر الموضوع في الحجاب الذي كانت الضحية تعتمره، ففي ذلك اختزال للمأساة، وإساءة لشعوب بكاملها تستوعب ملايين العرب والمسلمين في بلدانها وفي مدارسها وجامعاتها ومصانعها ومختلف مؤسساتها. كأن الأمر يذكرنا ببعض نوابنا الذين طالبوا بطرد كل البنغاليين من البحرين، وهم مسلمون بالمناسبة، لأن أحدهم قتل بحرينياً.







#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «الديمقراطيون» العرب والاختبار الإيراني
- «الديمقراطيون» العرب والاختبار الإيراني
- أمن الخليج: حديث متجدد
- الانشقاق أو الا ندماج
- حكاية من هونج كونج
- تاريخنا لم يبدأ في التسعينات
- خطورة أن يكون التصدي للتجنيس طائفيا!
- أبواب التغيير في إيران وقد فتحت
- أوباما في خطاب ثقافي
- تسريحات بنك الخليج الدولي
- ما قبل الدولة وما بعدها
- المزيد من الحريات وليس العكس
- الدوائر الخمس والنساء الأربع
- النساء قادمات على الدوام
- كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي في افتتاح المؤتمر العام الخ ...
- صحافة الورق وصحافة الإلكترون
- الجواهري في براغ
- هكذا تكلمت المرأة
- مَن ضد الحوار إذاً؟
- بأي أسئلة يجب أن ننشغل؟


المزيد.....




- ناد ألماني يسمح بإقامة حفلات الزواج على ملعبه
- قنبلة موقوتة في بيتك تهدد خصوبة النساء
- تقرير داخلي للشرطة ”كان يمكن إنقاذ عدد من النساء المعنفات من ...
- من هي المغربية وداد برطال بطلة العالم في الملاكمة النسائية؟ ...
- أحصلي على 800 دينار جزائري “طريقة التسجيل في منحة المرأة الم ...
- بثقة متجددة وإصرار.. النساء يدخلن معركة الانتخابات البلدية ف ...
- لوفيغارو: الدور الغامض الذي لعبته النساء في هروب محمد عمرا
- 800 دينار..لينك التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 و ...
- كنيسة تبارك تعدد الزوجات في حفل زفاف جماعي بجنوب أفريقيا
- عائلات بأكملها مهددة بالانقراض!.. دراسة تكشف المعدل الحقيقي ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن مدن - ضحية العنصرية لا شهيدة الحجاب