أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - الانشقاق أو الا ندماج














المزيد.....

الانشقاق أو الا ندماج


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2700 - 2009 / 7 / 7 - 09:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


هناك آفتان تهددان الفرد في عالم اليوم. الآفة الأولى هي قوة الامتثال للعادة، الامتثال للسائد. في "مقالات امرسون" فصل أسماه: "الاعتماد علي النفس"، خص فيه هذه الآفة بالذات بكلام كثير، حين لاحظ أن الطبيعة نفسها لا تتلكأ في تزويدنا ببدلة السجن العائد للجماعة التي نشايعها أو ننتمي إليها.

الإنسان لكي يكون إنساناً عليه أن يكون مُختلفاً، غير خانع لما يملى عليه دون التبصر في أمر هذا الذي يُملى، رغم أن العالم يعاقبك على انشقاقك عنه بالجلد بسوط استيائه، لكن على المرء أن يمارس حرية اختياره لما يراه صائبا طالما اطمأن أن نطاق هذه الحرية مسؤول.

هذه الآفة ناجمة عن ذلك التناقض بين ما نظنه صائبا وبين ما يظنه المحيط الذي يحتوينا غير ذلك، فنقع في مأزق التوفيق المستعصي بين ما نراه نحن وما يراه الآخرون، ويتعين علينا حينها إما الانحياز الجسور لما نظنه صائبا، أو الانسياق إلى ما يراه الآخرون، إما الانشقاق أو الاندماج في القطيع.
والناس فيما يذهبون إليه مذاهب، فمن أُعطي من القوة والجسارة ما هو كافٍ لتحمل تبعات ذلك التمرد فعل، أما من اختار طريق السلامة، فهو ميسر له بإعلان ذلك الاندماج الذي من ضروراته أن نخسر ذواتنا.

لكن ثمة آفة أُخرى كامنة في ذواتنا، هذه المرة، هي الثبات، وعلى المرء بالطبع إن تكون له في هذه الحياة ثوابت، لكن التمسك ببعض ما قلناه أو فعلناه حتى لو كشفت الحياة عدم صوابه هو من قبيل العتة. عن ذلك يقول مقال امرسون المشار إليه أعلاه: الثبات الأحمق هو بعبع العقول الصغيرة، حيث يقدسه صغار السياسيين والفلاسفة، إن الروح العظيمة لا شأن لها بالثبات. انه بالنسبة لها مثل الانشغال بظل المرء على الجدار. هذا كلام كتب في القرن الماضي، لكنه كلام يصح على الحاضر كما صح على الماضي وكما سيصح على المستقبل أيضاً، بمعنى أن على الإنسان أن يضع أفكاره دائما على محك الاختبار في الحياة، يطورها ويضيف إليها ويتخلص من الزوائد فيها، أن تكون للمرء جرأة في أن يقول لا للمحيط حين يعجز عن التآلف مع هذا المحيط، وان يقول لا لنفسه أيضاً حين يشعر أن هذه النفس تخونه فيما يراه صائبا.




#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية من هونج كونج
- تاريخنا لم يبدأ في التسعينات
- خطورة أن يكون التصدي للتجنيس طائفيا!
- أبواب التغيير في إيران وقد فتحت
- أوباما في خطاب ثقافي
- تسريحات بنك الخليج الدولي
- ما قبل الدولة وما بعدها
- المزيد من الحريات وليس العكس
- الدوائر الخمس والنساء الأربع
- النساء قادمات على الدوام
- كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي في افتتاح المؤتمر العام الخ ...
- صحافة الورق وصحافة الإلكترون
- الجواهري في براغ
- هكذا تكلمت المرأة
- مَن ضد الحوار إذاً؟
- بأي أسئلة يجب أن ننشغل؟
- خطر في ذهني في الأول من مايو
- عن إرث التنوير الخليجي
- « أجراس »
- للتجربة وجوه


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - الانشقاق أو الا ندماج