أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - خطورة أن يكون التصدي للتجنيس طائفيا!














المزيد.....

خطورة أن يكون التصدي للتجنيس طائفيا!


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2684 - 2009 / 6 / 21 - 08:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


سيظل ملف التجنيس لدواعٍ سياسية يستحق وقفات، لا وقفة واحدة، لأنه من المعيب أن يجري هذا التجنيس، بالصورة التي يتم بها، وسط صمت المجتمع ولا مبالاته أو تغاضي فعالياته السياسية والاجتماعية عنه.

ويهمنا هنا التأكيد على خطورة أن يكتسب التصدي لملف التجنيس طابعا طائفيا، وفي عبارات واضحة أن يبدو من يعارض التجنيس هم النواب الشيعة أو الجمعيات ذات الطابع الشيعي أو الجمهور الشيعي فقط ، فيما تلوذ الجمعيات السنية والنواب السنة أو حتى الجمهور السني بالصمت إزاء ما يدور.

وقولنا هذا يحمل معنى مزدوجاً، بمعنى أن على الجمعيات السياسية المتصدية للتجنيس، بصورته المريبة، أن تسعى، ما أمكنها، وأن تبذل من الجهود، ما في وسعها، لكي لا يكون التصدي للتجنيس شيعياً، فتبدو المسألة كأن الشيعة يعترضون على تجنيس آسيويين أو عرب لأنهم سنة، وللأسف فان هذا المنزلق قائم ومظاهره ليست قليلة، ومن جهة أخرى تبدو الجمعيات والفعاليات المؤثرة في الجمهور السني تتعاطى مع الأمر وكأنه لا يعنيها، طالما كان هدفه المتداول إحداث "توازن" طائفي في البلد، على نحو ما يشاع.

أي مقاربة طائفية، من هنا أو هناك، ستكون مقتلا ً للتعاطي الصحيح مع ملف التجنيس الذي ورطت الدولة به مجتمعها وفق حساب خاطئ .نحن ندعو للنظر إلى هذا الملف من زواياه المختلفة: السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

سياسيا تخطيء الدولة إذا كانت تفكر أنها بهذا التجنيس تضمن كتلاً موالية تعول عليها في ترجيح كفتها، لا في الانتخابات وحدها، وإنما في الحساب السياسي العام. الدولة ليست مضطرة أبدا لأن تستقوي على مجتمعها الأصلي بسنته وشيعته من خلال هذا التجنيس الخالي من الضوابط ، بل أن المجنسين بالنظر إلى البيئات المحافظة وقليلة الحظ من التعليم والثقافة التي يجري اختيار المجنسين منها يمكن أن يشكلوا قنبلة موقوتة لن تكون الدولة ذاتها بمنجاة من آثارها، وهناك مؤشرات أولية على ذلك.
إن الطريق الأجدى والأسلم على المدى المنظور والبعيد هو في تعزيز التصالح مع المجتمع وتكريس فكرة الشراكة معه.وهذا أمر قلنا فيه الكثير .

اجتماعياً، التجنيس بالصورة التي يتم بها، سيجر تبعات اجتماعية ستظهر آثارها المدمرة بعد حين لن يطول، فالفكرة ليست في منح الجوازات وتوزيع الجنسيات على كل من هب ودب، وإنما في سياسة الدمج الثقافي والروحي في المجتمع، وهذه مهمة صعبة، لكي لا نقول مستحيلة، لأن من يجنسون هم في الغالب الأعم مجموعات خارج السياق المحلي الراسخ ومتنافرة مع نسيجنا الوطني .

اقتصادياً، نحن دولة تشكو من قلة الإمكانيات ومن صغر المساحة ومن الكثافة السكانية العالية ومن نقص الخدمات الضرورية للمواطنين في السكن وفرص العمل والخدمات الطبية، وبدلا من إتباع سياسة تنموية متوازنة قائمة على زيادة الوعي بالحد من التناسل، والارتقاء بالخدمات، واحتواء مظاهر الفقر المدقع، نجدنا نغرق البلاد بقوافل من المجنسين الجدد الذي لا يجمعهم جامع مع المجتمع .

هذه هي الأبعاد التي يجب أن تكون محور أي تحرك مضاد للتجنيس، وهي أبعاد تعني المجتمع كله، سنة وشيعة، فحذار من " تطييف" ملف التجنيس بجعله ملفاً يعني الشيعة وحدهم ، وإن لم يجر تفادي ذلك فلن يعطي أي تحرك أكله المنشود .




#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبواب التغيير في إيران وقد فتحت
- أوباما في خطاب ثقافي
- تسريحات بنك الخليج الدولي
- ما قبل الدولة وما بعدها
- المزيد من الحريات وليس العكس
- الدوائر الخمس والنساء الأربع
- النساء قادمات على الدوام
- كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي في افتتاح المؤتمر العام الخ ...
- صحافة الورق وصحافة الإلكترون
- الجواهري في براغ
- هكذا تكلمت المرأة
- مَن ضد الحوار إذاً؟
- بأي أسئلة يجب أن ننشغل؟
- خطر في ذهني في الأول من مايو
- عن إرث التنوير الخليجي
- « أجراس »
- للتجربة وجوه
- لزوم الفساد تعميمه
- لماذا تضيق الدولة ذرعاً؟
- لماذا تضيق الدولة ذرعاً؟


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - خطورة أن يكون التصدي للتجنيس طائفيا!