أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن مدن - الجواهري في براغ














المزيد.....

الجواهري في براغ


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 09:04
المحور: سيرة ذاتية
    


سأعود إلى كتاب الصديق الدكتور عبدالحسين شعبان عن شاعر العراق والعرب محمد مهدي الجواهري الذي أهداني، منذ أيام، منه نسخة، في طبعته الثانية المنقحة، حين التقيته في مؤتمر بمدينة الشارقة، ولكن الكتاب أعاد الى ذهني ذكرى تخص الجواهري وإقامته لسبع سنوات متواصلة في مدينة براغ الجميلة، عاصمة جمهورية التشيك اليوم، وتشيكوسلوفاكيا في تلك السنوات. في عام 1996 قصدتُ براغ سائحاً لأيام. صديقي منذ أيام الأنشطة الطلابية والشبابية رواء الجصاني ابن شقيقة الجواهري، المقيم في براغ أخذني إلى مقهى في قلبها. قال لي انه من المقاهي المفضلة للجواهري في المدينة، فطالما قصده، ولعل فيه لمعت في خياله الخصب مطالع قصيدة أو أكثر من روائعه التي خلدها الزمن. حين عدت إلى الإمارات، وكنت حينها مقيماً فيها، كتبت انطباعاتي عن براغ وعن الجواهري في زاويتي اليومية في جريدة «الخليج»، وبحثت عن هذا المقال بين أوراقي منذ فترة فلم أجده لحظتها. ومنذ أسابيع وربما شهور قليلة كانت الشاعرة الإماراتية خلود المعلا تعد الرحال للسفر في مهمة إلى براغ، فسألتني: هي المرة الأولى التي ازور فيها هذه المدينة، فهل تستحق أن ترى؟ فأجبتها: يكفي براغ مجداً أن الجواهري أحبها. يتذكر دارسو الأدب التشيكيون بفخر ما قاله الجواهري عن مدينتهم الجميلة، التي تكاد تكون مدينة مطلية عن آخرها بماء الذهب، حيث القباب الذهبية التي تعلو الكنائس والمتاحف والمباني، لذلك سموها مدينة الذهب، وهي من المدن الأوروبية القليلة التي نجت من الدمار فترة الجنون النازي، لأن هتلر باغتها بالاحتلال في بدايات الحرب قبل أن تستعد للمقاومة. بُهر الجواهري ببراغ التي اتخذها ملاذاً يوم كان القمع الدموي يطبق على العراق مطالع ستينيات القرن العشرين، وما أكثر ما حياها في العديد من قصائده، بينها تلك التي يقول مطلعها: «أطلتِ الشوط من عمري * أطال الله من عمرك/ وما بُلغت بالسر * ولا بالسوء من خبرك/ وغنتني صوادحك النشاوى * من ندى سحرك/ ولم يبرح على الظل * بعد الظل من شجرك». لكن كما السياب الذي في غربته ظل يهتف: «الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام * حتى الظلام أجمل وهو يحتضن العراق»، فان عشق الجواهري لبراغ، لم ينسه «دجلة الخير»، التي ظلت توق الروح ومقصدها، لأنه مهما أصبح الوطن جاحداً بحق أجمل وأروع أبنائه، فيدفع بهم قسراً الى ما وراء أراضيه، ليس بوسعه أن يحول بينهم وبين حبهم له. ومن براغ بالذات خاطب أبو فرات دجلة: «حييتُ سفحك عن بعد فحييني * يا دجلة الخير يا أم البساتين/ حييتُ سفحك ظمآنا ألوذ به * لوذ الحمائم بين الماء والطين/ يا دجلة الخير يا نبعا أفارقه * على الكراهة بين الحين والحين/ إني وردت عيون الماء صافية * نبعا فنبعا فما كانت لترويني».





#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا تكلمت المرأة
- مَن ضد الحوار إذاً؟
- بأي أسئلة يجب أن ننشغل؟
- خطر في ذهني في الأول من مايو
- عن إرث التنوير الخليجي
- « أجراس »
- للتجربة وجوه
- لزوم الفساد تعميمه
- لماذا تضيق الدولة ذرعاً؟
- لماذا تضيق الدولة ذرعاً؟
- في المسألة الطائفية
- عن البنى التقليدية
- أين الاستراتيجيات؟
- إدانة العنف
- انتفاضة مارس: الدرس الأهم
- استنهاض قوى الحداثة البحرينية
- يوجد بديل !
- لكل النساء السلام
- 54 عاماً على تأسيس جبهة التحرير الوطني البحرانية: تيارٌ وُجد ...
- لماذا نعارض سياسة التجنيس؟


المزيد.....




- قاذفات -B-2- الشبح تقلع نحو -غوام- قبل ضربة أمريكية محتملة ع ...
- المعروف بلقب -أبو علي-.. مقتل المرافق الشخصي لأمين عام حزب ا ...
- بعد الإفراج عنه.. محمود خليل: إدارة ترامب تحاول تجريد الجميع ...
- واشنطن تحرك قاذفات الشبح وسط ترقب لقرار ترامب بشأن ضرب إيران ...
- للمرة الثانية في أسبوع.. تحويل مسار طائرة للخطوط السعودية بع ...
- واشنطن تحرك قاذفات بي-2 مع ترقب موقف ترامب من مهاجمة إيران
- واشنطن تؤكد مغادرة مئات الأميركيين إيران وتحذر من السفر للعر ...
- مسؤول إيراني يهدد بقصف مفاعل ديمونا واستهداف القواعد الأميرك ...
- من التهكم إلى الألم.. ناشطة إسرائيلية تثير الجدل بعد قصف منز ...
- ماذا يمكن لحلفاء إيران في اليمن ولبنان والعراق فعله إذا دخلت ...


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن مدن - الجواهري في براغ