أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - أشياء من علي الوردي














المزيد.....

أشياء من علي الوردي


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2808 - 2009 / 10 / 23 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعنينا هناك كتب يتعين علينا أن نعود اليها بين الفينة والأخرى، نعود إليها مراراَ، نسأل مؤلفيها النصح والمشورة في أمورنا، رغم معرفتنا بأن الكتب لا تقول كل شيء، فالحياة أكثر تعقيداً من أن تحيط الكتب بما فيها من مستجدات. ولكن الكتب المضيئة أشبه بالمصباح يمسكه أحدنا في يديه وهو يدخل مغارة معتمة. قد لا يكشف ضوء المصباح عن كل دقائق المغارة ولكنه بالتأكيد يقود خطانا إلى الأمام. بين أصحاب هذه الكتب المضيئة يبرز اسم العلامة الكبير المرحوم علي الوردي. في كل عودةٍ إلى كتبه فائدة وإضافة. كل مرة تنبهنا كتبه إلى ما غفلنا عنه، لأن ما فيها من أحكام واستنتاجات تتخطى زمنه، وتتخطى حيز بلده العراق الذي انهمك على دراسة مجتمعه دراسة عميقة نادرة. يعن عليّ أن أعود إلى كتب الوردي متصفحاً ما سبق أن قرأته فيها، في نوع من تنشيط الذاكرة. من ذلك أن الوردي في ختام كتابه “دراسة في طبيعة المجتمع العراقي” يدعو إلى تعويد الشعب العراقي على الحياة الديمقراطية وجعله يمارسها ممارسة فعلية بحيث يتاح له حرية إبداء الرأي والتصويت دون أن نسمح لفئة منه أن تفرض رأيها بالقوة على الفئات الأخرى. هذا الكلام قاله الوردي في عام 1965. لم يكن صدام حسين قد وثب إلى السلطة بعد، ولم تكن القوات الأمريكية قد احتلت أراضيه بعد، ولكن بصيرة الوردي ترنو للبعيد، وهو يرد على المشككين في دعوته بتساؤلهم: كيف يمكن للشعب العراقي أن يترك قيمه المحلية وعصبياته الموروثة ثم ينهمك في حياة ديمقراطية لا عنف فيها ولا اعتداء، فيجيب أن تحقيق النظام الديمقراطي لن يخلو من العنف والصخب أحيانا، فالشعب العراقي ليس في مقدوره أن ينقلب بين عشية وضحاها إلى شعب ديمقراطي رصين كالشعوب التي سبقته في مضمار الديمقراطية. انه يحتاج إلى زمن يمارس فيه النظام الديمقراطي مرةً بعد مرة، وهو في كل مرة سيكون أكثر كفاءة فيه واعتيادا عليه في المرة السابقة. الديمقراطية، حسب علي الوردي، ليست فكرة مجردة تعلم في المدارس أو تلقى في الخطابات والهتافات بل هي اعتياد وممارسة عملية، فإذا بقينا نتظاهر بالديمقراطية قولاً ولا نمارسها فعلاَ فسوف نظل كما كنا يسطو بعضنا على بعض. صعوبات العراق اليوم، كما هي صعوبات بلدان عربية أخرى وبينها وطننا البحرين تكمن في قطع مسار التحول الديمقراطي، كانت هناك إرهاصات جدية لولوج طريق الديمقراطية جرى سحقها فتفاقمت الصعوبات طبقة فوق طبقة، وما كان متيسرا حله بسهولة بات يتطلب تضحيات وآلآماً مضاعفة. ولو أن البحرين، بلدنا، تركت التجربة الديمقراطية التي نشأت في السبعينات تنمو وتستمر وتصحح أخطاءها بنفسها بحيث يتدرب الجميع على شروط الممارسة الديمقراطية وعلاقة أطرافها بعضها بعضا لوفرنا على بلدنا وشعبنا اكلافا كثيرة، فكثير من صعوبات الحاضر هي نتاج القطع الذي حصل يومذاك. علي الوردي إذ يحكي فانه لا يحكي عن العراق وحده، وحين نعود إليه لا نريد أن نعرف أوضاع العراق ماضياً وحاضراً فحسب، وهي أوضاع أكدت دقة ونباهة أحكامه، وإنما لنعرف أشياء تعنينا جميعاً. تعنينا هنا في البحرين أيضاَ.





#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام أحمد الشملان
- عن أي تمييز يدور الحديث
- نوبل: ما فعلته وما تفعله
- فقرات ختامية عن نور حسين
- هكذا تكلم جمال عبدالناصر
- أقوى من الفولاذ وأرق من النسيم
- «لوبي تجاري» بذراع سياسي
- حركات عابرة للحدود
- عن الثقافة الديمقراطية
- لماذا سكتنا كل هذه السنوات؟
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام – 4
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام - 3
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام – 2
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام-1
- من تحت المجهر: الفرد أم الدولة؟
- ضحية العنصرية لا شهيدة الحجاب
- «الديمقراطيون» العرب والاختبار الإيراني
- «الديمقراطيون» العرب والاختبار الإيراني
- أمن الخليج: حديث متجدد
- الانشقاق أو الا ندماج


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-إطلاق نار كثيف بمحيط قصر الشعب استهدف مستشار ...
- -التحالف- يرد على بيان الإمارات بـ-إيضاحات- بشأن السفينتين ا ...
- إيران: التحركات الاحتجاجية تدخل يومها الثالث وتتوسع نحو الجا ...
- إسرائيل تعلّق عمل أكثر من 20 منظمة إنسانية بغزة وسط نقص حاد ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط محاولة دهس وقتل منفذها شمال الضف ...
- اتفاق ميناء بربرة - مكاسب إثيوبية ومخاوف من بؤرة نزاع جديدة ...
- تونس تتعادل مع تنزانيا وترافق نيجيريا إلى ثمن نهائي كأس أمم ...
- 10 دول كبرى تطالب إسرائيل بفتح المعابر الحدودية مع غزة
- صحف عالمية: إسرائيل غير جاهزة للتصدي مجددا لصواريخ إيران
- ترامب ونتنياهو يتفقان على تفاصيل للمرحلة الثانية بغزة


المزيد.....

- صفحاتٌ لا تُطوى: أفكار حُرة في السياسة والحياة / محمد حسين النجفي
- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - أشياء من علي الوردي