أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - هكذا تكلم جمال عبدالناصر














المزيد.....

هكذا تكلم جمال عبدالناصر


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2785 - 2009 / 9 / 30 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أكثر من ربع قرن ألقى إدوارد سعيد أول خطاب له باللغة العربية في القاهرة. حين أنهى الخطاب دنا منه أحد أقربائه معبراً له عن خيبة أمله، لأن المحاضر لم يكن فصيحاً بما فيه الكفاية. يقول ادوارد سعيد انه سأل قريبه الشاب بصوت يحمل أنة الشكوى: هل فهمت ما كنت أريد قوله؟ فأجاب الشاب بـ "نعم"، فهو فهم كل شيء، ثم أعاد القول: "لكنك لم تكن فصيحاً خطابياً". هذه الملاحظة ظلت تلاحق ادوارد سعيد فيما بعد، عندما يتكلم بالعربية أمام جمهور واسع، وبعباراته هو نفسه: "أنا عاجز عن التحول إلى خطيب فصيح، لأني أخلط الاصطلاحات واللهجات المحكية والكلاسيكية بأسلوب براجماتي". ويعقد ادوارد سعيد مقارنة بين الطريقة التي يتحدث بها بعض المثقفين العرب، اليساريين منهم خاصة، وبين طريقة زعماء ذوي نفوذ مثل جمال عبدالناصر وياسر عرفات. برأيه أن الاثنين يستعملان في جلساتهما الخاصة اللهجة المحكية أفضل من المثقفين. كان عبدالناصر يتحدث إلى الجماهير باللهجة المصرية مع جمل مؤثرة بالفصحى، فكان لخطبه وقعها القوي على الآذان والنفوس والأذهان، لكنه يرى أن شهرة ياسر عرفات كخطيب هي دون الوسط بسبب أخطائه اللغوية وموارباته وتعميماته الكلامية. هذه التقييمات جاءت في مقال عميق، يجمع بين الجدية ودقة التحليل وبين الطرافة، كتبه ادوارد سعيد، يناقش فيه السؤال التالي: "كيف نتكلم العربية ونكتبها؟"، منطلقاً من تجربته الخاصة. لكنه، إلى ذلك، يقدم أحكاماً جديرة بأن تقرأ، منطلقاً من ملاحظة أن العرب جميعاً يستخدمون لهجة محكية تتنوع جداً من منطقة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر. هو شخصياً كبر في عائلة كانت لهجتها المحكية، مزيجاً مما كان مستعملاً في فلسطين ولبنان وسوريا، لكنه يعتبر اللهجة المصرية الأكثر سرعة وأناقة من كل ما تعلمه من لهجات من أفراد عائلته، فضلاً عن أنها كانت أكثر انتشاراً فبسبب السينما والتلفزيون والمسرح والتمثيليات الإذاعية والأغاني باتت تعابيرها مألوفة لدى العرب جميعاً. منذ نحو ألف سنة، أقام كتّاب بغداد كالجاحظ والجرجاني وغيرهما منظومات معقدة إلى أعلى حد ومدهشة بعصريتها. لكن اللغة كائن حي ينمو ويتطور، ولساننا العربي اليوم هو، أيضاً، نتاج مسيرة التحديث التي بدأت في أوائل القرن التاسع عشر بجهود رواد النهضة في مصر وبلاد الشام الذين أدخلوا مفردات وتراكيب جديدة. العامية أو اللهجات المحكية لا تموت، والفصحى لا تسود، ولكن يتشكل اليوم خليط بين الاثنتين، العامية تطوع نفسها لتصبح أقرب إلى اللغة الفصحى، فيما تتخلى الفصحى عن قاموسيتها الصارمة لتأخذ من المحكي بعض أوجهه. هذا من جهة، ومن جهة أخرى ينشأ هجين محكي على ألسنة الجيل الجديد من الجنسين، فيه بعض المحكي من اللهجات وفيه الكثير من المفردات والتعابير باللغة الانجليزية. حتى سنوات قليلة كنا نلحظ هذا الأمر عند العدد المحدود من العرب الذين أنهوا تعليمهم العالي في الغرب، لكن التعليم الخاص بالانجليزية في بلداننا الذي يستوعب أكثر فأكثر أعداداً لا من أبناء الأثرياء فحسب، إنما من أبناء الشرائح الوسطى أيضاً عمم هذه الظاهرة، التي ستترتب عليها مفاعيل قادمة في الطريقة التي بها سوف يتكلم ابناؤنا وأحفادنا، وعلى طريقة وعيهم ومعرفتهم، إذا تذكرنا أن اللغة هي وعاء المعرفة.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقوى من الفولاذ وأرق من النسيم
- «لوبي تجاري» بذراع سياسي
- حركات عابرة للحدود
- عن الثقافة الديمقراطية
- لماذا سكتنا كل هذه السنوات؟
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام – 4
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام - 3
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام – 2
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام-1
- من تحت المجهر: الفرد أم الدولة؟
- ضحية العنصرية لا شهيدة الحجاب
- «الديمقراطيون» العرب والاختبار الإيراني
- «الديمقراطيون» العرب والاختبار الإيراني
- أمن الخليج: حديث متجدد
- الانشقاق أو الا ندماج
- حكاية من هونج كونج
- تاريخنا لم يبدأ في التسعينات
- خطورة أن يكون التصدي للتجنيس طائفيا!
- أبواب التغيير في إيران وقد فتحت
- أوباما في خطاب ثقافي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - هكذا تكلم جمال عبدالناصر