أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - هل هو صراع للأجيال؟














المزيد.....

هل هو صراع للأجيال؟


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 4 - 22:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


يوم كانت فرنسا تعيش ربيع باريس الشهير في عام 1968 حيث ثورة الطلاب التي أجبرت الجنرال ديجول على الاستقالة، وقادت إلى «ربيعات» مشابهة في بقاع مختلفة من الأرض، قال الكاتب ادغار موران إن الثورة كانت في أحد وجوهها تعبيرا عن تمرد الشبان التواقين إلى الحرية. حينها ثار جدل طويل عن مفهوم صراح الأجيال، وعما إذا كان يمكن له أن يكتسب مثل هذا الطابع العنيف الذي اكتسبه في ربيع باريس رغم أن حججا قوية وقفت ضد هذا المفهوم من زاوية أن الصراع كان في جوهره تعبيرا عن تناقضات اجتماعية أعمق ليس بين الأجيال وإنما بين دعاة العدالة من جهة وخصومهم من جهة أخرى. وما يصح على فرنسا يصح على المجتمعات الأخرى بدون استثناء، ويبدو مفهوما أن طاقات الشباب هي الرافعة الحيوية لدعوات التغيير كما تدل على ذلك تجارب عديدة آخرها ما حدث مؤخرا في ايران، حيث كان الشبان والشابات هم القوة المحركة والفاعلة في المسيرات الحاشدة التي ملأت شوارع طهران، وهو ما يتكرر في بلدان عديدة، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار حقيقة أن التركيبة السكانية في البلدان النامية هي في غالبها تركيبة شابة، من حيث غلبة الشبان على سواهم ممن هم في المراحل العمرية الأخرى. بيد أن هذه الوقائع لا تحجب حقيقة ذلك التفاوت القيمي والسلوكي العميق بين الأجيال الجديدة والأجيال الأقدم، وهو تفاوت صائر إلى التعمق والتجذر لا إلى التلاشي أو الاضمحلال بسبب التطورات المذهلة في المعارف والعلوم ومناهج التربية والتعليم وتأثيرات وسائل الإعلام والاتصال، حيث لدى الأجيال الشابة أو الجديدة بالذات قابليات أكثر للتعاطي معها والتأثر السريع بما تضخه من مواد. وإذا كان مصطلح «صراع الأجيال» يثير قدراً كبيراً أو صغيراً من التحفظ لدى الكثيرين لأنه يشي بالعدائية والتنافر الشديد في الطبائع والميول بين أبناء الأمس وأبناء اليوم، مما قد يستدعي التفكير في تعبير أكثر ملائمة، فان ذلك لا يمكن أن يحملنا على تجاهل أن ثمة سوء فهم قائم بين هذه الأجيال. ففي الوقت الذي تبدو فيه الأجيال الأقدم متعالية في نظرتها لمن هم أصغر منها، وميالة للاعتقاد بأن هؤلاء تنقصهم الخبرة ولم تعركهم الحياة بعد في أتونها، وإن اهتماماتهم أبعد ما تكون عن الجدية، يبدو الجيل الجديد ميالا للشكوى من سطوة السلطة الأبوية التي يمارسها الكبار الذين لا يقدرون حق التقدير أن جيل اليوم ينشأ وسط معطيات حياتية وثقافية مختلفة جذريا عن تلك التي عاشها الآباء. وإن ثمة حاجة ماسة من الحرية والاستقلالية يجب أن تمنح لهذا الجيل كي يتدبر أموره بنفسه. وفي مجتمعات فتية قيد التشكل كمجتمعات الخليج لم تعبر برزخا طويلا وبطيئا من التحولات، وإنما شهدت قفزة سريعة واحدة من حال إلى حال تزداد هذه المسألة حدة. ثمة جيل جديد يتشكل وسط مؤثرات وقيم جديدة غير تلك التي عهدناها نحن، فما بالنا بمن هم أكبر منا، ولا يمكن الحكم على سلوك وتفكير هذا الجيل بالمعايير التي اعتمدناها نحن في الحكم على أنفسنا، ومن الناحية النظرية يبدو هذا القول سهلاً وجذاباً، لكننا عندما ننتقل إلى التطبيق سرعان ما نكتشف أننا أسرى التصرف الأبوي الذي شكونا من تعامل الجيل الأسبق معنا نحن أنفسنا عندما كنا شباباً.

صحيفة الايام
3 نوفمبر 2009



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الشرق ما يمكن تعلمه
- أشياء من علي الوردي
- أيام أحمد الشملان
- عن أي تمييز يدور الحديث
- نوبل: ما فعلته وما تفعله
- فقرات ختامية عن نور حسين
- هكذا تكلم جمال عبدالناصر
- أقوى من الفولاذ وأرق من النسيم
- «لوبي تجاري» بذراع سياسي
- حركات عابرة للحدود
- عن الثقافة الديمقراطية
- لماذا سكتنا كل هذه السنوات؟
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام – 4
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام - 3
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام – 2
- تيارنا الديمقراطي: هموم ومهام-1
- من تحت المجهر: الفرد أم الدولة؟
- ضحية العنصرية لا شهيدة الحجاب
- «الديمقراطيون» العرب والاختبار الإيراني
- «الديمقراطيون» العرب والاختبار الإيراني


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - هل هو صراع للأجيال؟