|
بوح الياسمين بوح الشعر ....
محمد العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2138 - 2007 / 12 / 23 - 09:58
المحور:
الادب والفن
قراءة لديوان شعري (للشاعرة انتظار الشمري )
بوح الياسمين ديوان شعري صدر عن دار الشؤون الثقافية العراقية ، عام 2003
ليجمل ( د. محمد راضي جعفر ) الصفحة الأولى بعبارة ( كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة )
نعم عندما تتضائل العبارة ، تنبثق الإشارة ويصعب إدراكها وفهمها إلا الذين يقتنصون ، تجربة
الحلم . بوح الياسمين هو نوع من اختطاف واقتناص البصر ، لمفردات حاذقة ناصعة عندما
تقراها تتبين لك أكثر نصاعة .
نحن نعرف أن الوجود الحقيقي للشعر والفن ، هو عندما يظهر المجتمع الطبقي ولهذا جميع أثار
المبدعين المادية والروحية ، تماثيل، فنون ، رسم، أغان،فعاليات لانميل عادة بالفهم فهما جماليا
ولأنها تلعب دورا واضحا ، وعمليا في حياة الفئات الاجتماعية علينا أن نرى ، ماهي العوامل
التي تساعدنا باقتناص الأفكار ، كل الفنون لم تجار الشعر الآن في هذا الأمر ربما حالة التناغم
وحالة الانسجام ، تتوالد بلحظات آنية قد تمارس دون انتظار نتيجة مادية ، وليس الشعر لوحده
ربما يحقق متعة ذاتية وإنما لابد أن يكون هناك تبدل ، في عرض الفنون ومنها الشعر لان الهدف
والتوجه هو الذي يحسم الأمر بالنسبة إلى تكوين الفنون بمعناها العام .
انتظار .... شاعرة شابة تطرح في نصوصها ، ثنائية جميلة الحب والفن صعوبة التوظيف هنا
يبنى على القصدية دون سواها وتضيف عامل آخر هو الموت لتكون ( الحب ، الموت ، الفن )
هذا بحد ذاته والكلام للدكتور محمد راضي هو انجاز فني قبل أن يكون انجاز جديد للشعر
ربما نثير اهتمام القراء والمتلقين ونترك النقاد وشانهم في النقد والتفسير .
أرى إن طرح الموت في الثلاثية ، يحتاج إلى تأثير حتى من قوى الطبيعة ، كونها تعمل خارج
المنظومة الإنسانية ولان هذه المنظومة تحتاج إلى بلوغ نتيجة عملية مباشرة منها ، الغاية من
طرح المفردة المخيفة التي توقض ألوان من المعاناة والتصورات الاجتماعية .
بوح الياسمين يرمي إلى شل إرادة الموت من خلال الحب ،الذي يهدف بالنهاية إلى التأثير على
الفن ويستنهض الأفكار بمشاعر فخر والفرح معا ، هذه إحدى تكوينات الصلة المباشرة
في بوح الياسمين ، ولكن انتظار الشمري تبقي الباب مفتوحا دون نتيجة ، لان هناك تناقض
إشكالي قد يبدو للمتلقي ، وخصوصا في أشعار : احلم إني قنبلة ، لاتجرح صبرك ياوطني
في ليلة عرسي ، دجلة اعتمرت ، عشق سومري ،الحب ، إيماءة حبيب قادم ، صوت الحب
فيها تراها تتبع الحياة بالحب دون الموت ، وتعالج الأقطاب الثلاثة بقوى عقلانية لتصل إلى
مجال الرؤية وهو في الواقع في قيد المراقبة من قبل الشاعرة ، وأنت تقرا تزداد الصعوبة
عندما تنظر إلى الداخل هناك نظام داخلي متبع، وزاوية معدة إلى بناء الثلاثية ، وتطبق
جوهر المادة الفنية وبالرغم من وجود الموت أراها ذات شفافية ولكن من السابق لأوانه
الحكم على شفافية الموت لأننا لانفهم المفردة كونها مثلت في بداية الديوان الشعري
وبأسفاره الاثنين ، وكلمات الموت مثلت بصورة عرضية كون الشاعرة ربما تخشع من حالتها
وتعطيها مجالا للتحرر حتى وان كان نسبيا ، فتارة تبتعد عنها وتقدم الحب وتارة تمزج المفردة
بقوى الشكل الحية ، وجهة النظر المطروحة للحديث الآن ، الاعتماد عن الابتعاد والمزج من
دون إيجاد نقطة وسطى هو عامل شكل جوهرة الوجود ، والشكل الزمني لهذين الأمرين دون
الفن الآن ( الحب والموت ) هذين الواقعين ، هل يستويان أم تطرحه الشاعرة ، للامتحان
أنا أقول هناك حقائق متبعة كانت الشاعرة على تماس بحالات الحب والموت ، وهي حقائق معلقة
بالفن أعطتها حرية في طريقة التعامل مع المفردتين ، وخصوصا فيما يتعلق بالواقع والتفاصيل
دون المساس بالنظام الجوهري الذي تبنته ، البنى اللحنية للقصائد .
لذا نرى نحن المشتغلين بهذا الجانب إن ( أرسطو ) على صواب حين يشير إلى مجال الشعر
بوصفه الشيء الذي كان يمكن أن يحدث على أساس من الاحتمال والضرورة ، ويفضل ماهو
متعذر الحدوث ولكنه محتمل .
لهذا انتظار الشمري في بوح الياسمين ، انطلقت بفكرة ديوان بوح الياسمين وأخذت فكرة الموت
على أسس الاحتمال والضرورة ، دون أن تولد حالة صدام فيما بينها ، وهذه ربما نوع من
الشفافية التي توصلت إليها . نحن الآن أمام محل من المقولات الشعرية ، التي تنتمي إلى ميدان
الشكل ألمضموني وأوقعت المتلقي في تيار الحياة العميق المتمثل بالحب قبل كل شيء ،
وأظهرت مستوى المضمون في نهاية الكتاب على الجلاد الأخير لتقول :
ياحبي الأول والآخر اعشق فيك الحلم
أتوهج مثل اللؤلؤ في السمكة
مثل هديل حمام شق جدار الريح
وشوق الصياد إلى الشبكة ..... انتظار
محمد العبيدي
#محمد_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلم .... كلكامش .... في أكاديمية الفنون الجميلة
-
رندا الحمامصي .... منابع الرؤية الجديدة
-
موسيقى الزمن ...... عزف منفرد في الطبيعة
-
رباعيات ..... قحطان المدفعي
-
شفيق المهدي ... المتفرج الأول في الحارس
-
فيء ناصر .....
-
نشيد شيخ محمد بن راشد أل مكتوم ........
-
دلمون ......
-
إناء الوركاء ألنذري
-
نحات في إيقاع مميز .....
-
الثوابت الأساسية لإعداد الشكل في فخار بلاد الرافدين
-
الأختام الاسطوانية ابتكار في تاريخ
-
الفخاريات السومرية
-
اللبؤة الجريحة ... مشهد صيد الأسود
-
أشكال المثلث الهندسي العنصر البصري المهيمن في فنون بلاد الرا
...
-
مفردات أور ..... قبل الميلاد
-
أور نمو .... زقورة .... بلاد الرافدين
-
محمود حمد يعرض عشتار في سوق الغنائم مغلولة
-
النشيد الوطني ( السومري )
-
مقاماتي مع مدني صالح
المزيد.....
-
السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين
...
-
الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا
...
-
تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر
...
-
كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
-
المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر
...
-
دور النشر العربية بالمهجر.. حضور ثقافي وحضاري في العالم
-
شاومينج بيغشش .. تسريب امتحان اللغة العربية الصف الثالث الاع
...
-
مترو موسكو يقيم حفل باليه بمناسبة الذكرى الـ89 لتأسيسه (فيدي
...
-
وفاة المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد عن 70 عاما
-
بسررعة.. شاومينج ينشر إجابة امتحان اللغة العربية الشهادة الا
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|