أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - اللبؤة الجريحة ... مشهد صيد الأسود














المزيد.....

اللبؤة الجريحة ... مشهد صيد الأسود


محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2111 - 2007 / 11 / 26 - 08:12
المحور: الادب والفن
    



إنها سهام الصيادين ، قد أصابت مؤخرة اللبؤة من شدة الألم تحاول
سحب رجليها الخلفية ، ومؤخرتها المصابة .
الدولة الآشورية كانت دولة حربية إلى فترة سقوطها ، هذا اتجاه في حياة تلك السلطة تجد هناك تأثير مباشر ، وواضح على الأشكال الرسمية في الفنون الأشورية ، بل انعكس على كل نتاجاتهم الفنية وبالمقابل وان كانت هناك نوع من القسوة ، أخذت الفنون تعبير واقعي وحقائق قصصية ، لحوادث معبر عنها بشكل درامي لتكون واحدة من أهم التقاليد في الفنون الآشورية .
يعرض متحف لندن واحدة من ا روع المنحوتات الجدارية ، لفنون بلاد الرافدين ، إنها صورة أعطت تمام الإدراك لواقعية التعبير وسمة أعطت نقطة انطلاق الفنون الآشورية وإظهار قسوتها للحيوان هذا يبدو لي هو ليس تناقض ، بين المجتمع الآشوري والطبيعة التكوينية أو التكوين البيئي بإظهار القوة والعنف والإثارة
وبما أن الفنان الأشوري ، يتميز بأفعال ذات مستوى عال من الوعي ، اخذ يبرز نفسه على السطح بإصرار متزايد حينما يظهر أفعال القادة والحروب والقتل على انه مصدر للقيمة ، القتالية الذي تميز به الإنسان الأشوري .
ولكي ننطلق من هذا الفعل الواقعي وبعد كشف الجذور الواقعية ذات المستوى المعرفي ، إن العمل الفني للبؤة الجريحة كان لابد أن يبدو للناس ، بصفة القيمة المثيرة للصياد وهو يضرب بسهامه وكأنه تمكن من السيطرة على مواطن الضعف فيها هذا الأمر في اعتقادي إن هناك اجتياز استطاع الفنان أن يقوم بها من خلال ، تحويل حالة السيطرة على الحيوانات وممارسة أفعال القسوة هي بالتأكيد لوحدها كانت ، أمر مهم في أن يتيح إدراك الهموم للحيوان عندما يدرك ، ماهو موهوم للقوة والإثارة والعنف وإعطائها ، قيمة روحية خفية تمثلت ، باللبؤة الجريحة .
لقد ظهر العمل في بدايات الفن الآشوري ، بوصفها استمرارا مباشرا لتأثيرات هذا المجتمع السلطوي ولكي نميل الآن إلى فهم العمل الفني فهما جماليا بعد أن تمكنا من دراسته بصورته الواقعية
نراه يلعب دورا عمليا في تجسيد الصورة التجسيمية للحيوان وكانت السهام ، وكأنها تجذب قوى الأرواح لمساعدة الصياد في الدفاع عن نفسه، هذه أراها نوع من العلاقات التي غدت متعة للقادة الآشوريين في إبراز السيطرة من خلال الإثارة والعنف الذي يولد المعارك ، وهذا كان واحدا من مجمل تبدلات عرضها الفنان الآشوري لمن سبقه من الفنون البابلية ، ربما حالة إسقاط كبيرة للنظم الاجتماعية التي جاء بها البابليون من خلال سيطرة ملوكهم ، واليوم نأخذ العمل الفني صاحب الأهمية الحاسمة ، بالنسبة لتكوين الفنون الآشورية بمعناها الدقيق ولذلك نرى العمل مؤثرا جدا في قوى الطبيعة والوحوش والحيوانات والأرواح وصولا إلى عوامل استرضاء الالهه ، أي على القوة الموجودة خارج الإنسانية ولكي نبلغ نتيجة مباشرة للبؤة الجريحة لابد من الدخول إلى أعماق العمل لإيقاظ ، لون من ألوان المعانات التي يعانيها من ضرب السهام ، بالمقابل هو عملية لشل إرادة الأسود وما تهدف إلى عوامل خراب من خلال إثارتها وقوتها ، لاتهدف إلى التأثير على العدو والانتصار عليه ولكن هناك الجانب التقني والأدائي في أن يبلغ النتيجة بحالتها الجمالية وبمستواها الفكري والفني المتمثل بتقنية العمل .
هذا النتاج الفني يكتسب استقلال نسبي وحركة ذاتية ويتخذ وظيفة أكثر سمو وواقعية إذ يصبح هو الوعي الذاتي للمجتمع الآشوري والمعبر عن طبيعته من خلال تمتعه بالجبروت الطاغي .
محمد العبيدي



#محمد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشكال المثلث الهندسي العنصر البصري المهيمن في فنون بلاد الرا ...
- مفردات أور ..... قبل الميلاد
- أور نمو .... زقورة .... بلاد الرافدين
- محمود حمد يعرض عشتار في سوق الغنائم مغلولة
- النشيد الوطني ( السومري )
- مقاماتي مع مدني صالح
- الصورة الفنية…تولد اللحظة الجمالية
- فن البناء المعماري .... سلطنة عمان
- الرسوم الجدارية الرافدينية
- هديل .... صوت الحمام ... في عشه
- صلاح القصب ......فنان دائم البحث
- نواعير الفرات ....... تراث مفقود
- هندسية الأشكال الفخارية في بلاد وادي الرافدين
- القيثارة سو/ مر / يه ... أوتار حضارة
- الجنائن المعلقة .... علقت ؟
- بوابة عشتار ..... شارع الموكب
- ايشنونا
- ملك أور يضع الحجر الأساس
- مالك ألمطلبي ( فن الخزف آخر القائمة )
- تقسيم العراق ... هدف أمريكي صهيوني مسبق التحضير


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - اللبؤة الجريحة ... مشهد صيد الأسود