نواعير الفرات ....... تراث مفقود

محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2093 - 2007 / 11 / 8 - 07:56
المحور: الادب والفن
    

سر بنا حيثما يريد لنا المجهول
سر في هذا الوجود الحزين
لن تنال الحياة منا فقد ذقنا
أساها في عمرها المغبون
ورمتنا أحزانها فصبرنا
وغدا مغرب الأسى والشجون
وغدا تنضب الدموع وتفنى
ضجة الموج في عميق السكون
كان الوقت بعد منتصف الليل، وقد توارى القمر عن الأنظار
غير إن صوت الناعور يسير بنا ، إلى المجهول وكان الظلام شر يتوهج في المكان
ولابد من أن يكون اللمعان قد ظهر ، واقع سحري في وجود حزين، يتعاملا مع فعل دون قصد ، تخبطات في النهر ، والتزام بالمعنى من اجل الوصول إلى مبتغاه ولن تنال الحياة منا مادام الناعور فينا ، ولن نعطش ابداوهواء الظهيرة يداعب فينا، آه ياراوة وعانه والبغدادي وحديثه وأنت تعانقين الفرات مثلما تعانقها ، بابل ، وكربلاء والنجف والديوانية والسماوة.
أين ابتسامتك أيها الناعور وأنت ترمي الحزن فينا، وصبرنا على ضوء اخضر ننتظر حلم الورود ، قبل بضوء لايدركه احد ، مغسول بدمعتي ، قبل ماء النهر
مالم أراك بعد ولم أرى دورانك لأنك طالعا من صدفة الليل ، وجهك أمامي
لكتف النهر ، وشهقة الماء اسمعها ، قبل شهقة نفسي أراها، هذه لوحة ثمينة ارسمها في عميق السكون ، انطقها أنا وأنت ندور ، في غبش لا ينتهي انأ وأنت مع الريح لا بل أنت مع الجريان وأنا ادمع الدموع للمزيد . دمعتي تلمع وأنت تريد شيا من المطر ، ستبتل لوحتي وينزل المطر ، آه كم أنا سعيد وأنا المسعود بك لاغني وأقول ، دور دور سيخفق قلبي ، سأقول شيا عنك وعن مطر يربك عيني وعن قبلة منسية لك كما نساك اهلك والعشير ، لاتيبس أرجوك مادام النهر موجود ، وابقي في قبلة الغروب ، وانثر ماءك والزهور لتصل إلى مدنك السرور ، ضحكتك الحرير تبقى ، وأنا أول من يقول لك دور دور ولا تبالي فان السفن تغادر ولن يبقى صمتك الأسود ، ولن تبقى حزين ستغادر إلى شواطئ الوهم وأنت باقي بإذن الباري الحي العظيم . اعزف بدورانك وأنا اعزف بقيثارتي ، لحن الوفاء لك وليس لحن الخلود ، ابقي معلقا الآن ولن اصنع منك سوى لوحات ، حتى من خلال جسدي سأصنع منك نايا ، وانفخ فيه من روحي ........ دور دور دور...
محمد العبيدي

#محمد_العبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل