أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - نحات في إيقاع مميز .....















المزيد.....

نحات في إيقاع مميز .....


محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2110 - 2007 / 11 / 25 - 09:01
المحور: الادب والفن
    


إذا ندخل إلى احد فنون التشكيل ، وبالتحديد فن النحت ربما ندخل في عتمة اللغة الفنية ، ولكن أنيرت هذه العتمة بشموع الإبداع من فنون النحت الرافد يني القديم ، ولتكن هذه الشموع طاقة في عالم الرؤية التي أعطت أهمية لتلك النتاجات الفنية ، ولذلك فنون الرافدين كانت لغة قبل اختراع الكتابة وليكن فن النحت ، ماهو إلا لغة مكتنزة وأداة ليس للتعبير عن الواقع ، أو تشكيل مفاهيم أو أفكار وإنما حدد من خلال الوظائف الذي يؤديها مع الفنون الأخرى .
وليكن المرجع ، والذاكرة التاريخية ، والوظيفة البلاغية . هي بدايات للنظر إلى أعمال النحات عدي إسماعيل الذي بدا بخطوات يشكل من أعماله ، بدايات إلى التقارب من الخطاب الجديد إلى الفنون التشكيلية ، وفق رؤية وقدرة تقنية على أن يولج عالم الفنون التشكيلية ، ويعطي لإعماله ونتاجا ته خطابا بلاغيا مستندا إلى الثراء الدلالي والرؤى التي ، تؤهله للدخول في العالم المشكل لفضاء، التأويل .
كان لنا معه هذا اللقاء :
__ يبقى اتصال الفنان في الطبيعة ، شرطا أساسيا ذلك إن الفنان هو إنسان ، وطبيعة،وجزء من الطبيعة ، من خلل الفضاء الطبيعي. ( بول كلي)..
أريد من بدايات الفنان عدي النشأة، التأثير الأثر الفاعل في حياتك ؟
ولادتي ونشأتي كانت في الجنوب في مدينة ألعماره تحديدا, بعد رحيل جد جدي إليها مع عائلته من نواحي كركوك لظروف عائلية آنذاك ربما قبل 150 سنه من الزمن , نشأت في أسره متعلمة وأكاديمية التوجه حيث أن والدي رحمه الله كان مهندس مساح في دائرة ري العمارة ووالدتي كانت مديرة مدرسه ..وبقية الأعمام والعمات بنفس التوجه الوظيفي.....
النشأة تعطي للعملية الإبداعية ، تساؤلات كون البشر يحاكي الطبيعة ويتعلم من الأشجار من النهر من مفردات الطبيعة ككل .عدي أين يتعلم ؟
سنة 1972 في بغداد في حي الحرية حين كنت في الصف الثاني الابتدائي
منذ البداية كانت عندي ميولي الفنية بالرسم وكنت ارسم ما يعلق بذاكرة الطفولة وشخصيات الكارتون كما أن الفن لم يكن بعيد عن الأسرة حيث أن والدتي كانت تصمم وتخيط ملابس الأسرة والأقارب بإتقان بارع مدهش وكنت أحاول أن أساعدها فيه وفعلا تعلمت الكثير منها على الرغم من عملها كمديرة مدرسه كذلك والدي رحمه الله كان يشجعني علي الرسم ويحرص على إظهار رسوماتي للضيوف والأصدقاء كذلك عمي سعدون العبيدي حفظه الله فهو فنان تشكيلي بارع إضافة لكونه مخرج مسرحي مبدع كان يشجعني وكنت أرى أعماله الفنية بشغف وهو مع عمي الآخر علمني كيف ارسم الخيول حيث كنت احرص أن يشاهدا ما ارسم ويرشداني بملاحظاتهم...

ونرى التأثير واضح ومركب حيث أفلام الكارتون وتصميم الملابس ، والإلقاء المسرحي كلها إبداعات كانت أمامك ، وجدت فيها من مفردات الطبيعة ما يؤهلك لان تكون حساس نوعا ما وهذا رايته في الكثير من أعمالك النحتية ؟أما بيت خالتي فكان محرابي الفني حيث كان به اثنين من الفنانين المبدعين ( مازن سامي و ليث سامي ) وهما خريجا معهد الفنون الجميلة آنذاك وكنت أقف ساعات طويلة أتمتع بالنظر إلى لوحات مازن سامي الزيتية الواقعية والتعبيرية أو التجريدية المبدعة وتخطيطات ليث المدهشة وأعمال الكرافيك والكولاج. هنا بدأت افهم جوهر البهجة الجمالية ، هو القدرة على أن يكون العمل الفني ، هو عملية تحفيز المشاعر والانفعالات المشابهة داخل نفسي جعلتني قادرا على الاتصال مع العمل الفني ومن خلاله الاتصال مع فنانين آخرين مثلما كان اتصالي ، مع عمي وأخوالي ولهذا ، كانت الطبيعة لي بالتأكيد هي اتصال جوهري لتحفيز القوى الجمالية .

أنت الآن نحات ولديك العيد من النتاجات ، في دار الغربة حتم عليك الأمر أن تترك بلدك ، العراق بلاد الرافدين ، ارض سومر وآشور وبابل وأكد الم يكن ، هذا له تأثير مضاف على أعمالك النحتية ؟

لاحظ إدراك العالم المرئي اعتقد يبدءمن بوابات عديد كي يكون مضيء ، لابد أن تكون هناك انتباهات بلاد الرافدين هي احد البوابات التي دخلت عليها ، وجعلت عندي العديد من الانتباهات سواء في التشكيل أو الرسم ألجداري في الفخار في النحت في فنون العمارة ، كلها في نهاية الأمر ولادة الفنون ، بحكم أن الكتابة لم تخترع لحد تلك الفترة ولذلك كانت الفنون أسيرة تكوينها الواقعي المنبثق من الحياة الاجتماعية ، ذات النظام ألطقوسي والشعائري ، دخولها في دائرة المعتقد كان له الاثرفي أن يكون الفن الرافد يني حفيد الطبيعة ، وأنا اليوم بكل نتاجي بهواجسي ومشاعري وأفكاري وانفعالاتي حفيد لبلاد الرافدين ، للنهرين ، لبابل لآشور ، للسهل للجبل للهور ، للسمك للمشحوف ، للفالة ، للقصب للبردي ، إلى بغداد الصوبين ، إلى شارعها بداء من المتنبي إلى الرشيد إلى الرصافي ، إلى أبو جعفر المنصور .
ولان الطبيعة تتحمل كل مفرداتها الفن يتحمل أفكاره ولكن بتقسيماته الأساسية ، هنا في الغربة اتيحت لي فرصة في أن اظهر إحساس غريب ، هو أنت تتعامل مع نظريات الفنون وفقا لعوامل التقدم التي تعزز مسيرة البلد بأكمله .

نحن جميعا نقر بهذا الموقف ، ولكن نحن شعب لنا حضارة وتاريخ ، نحن أول من بنى التاريخ وتبناه ، ياأخي لم تكن هناك مع زملاؤك في الغربة بان تكون من خلال النتاج سفيرا لأفكار وثراء الثقافة المميزة لبلاد سومر وأكد وبابل وآشور .؟

ربما اختلف معاك في هذا المجال ، لان بلاد الرافدين معروفة ومعلومة للجميع من خلال ، ماموجود في متاحف العالم ككل ، اللوفر وبرلين وبريطانيا وشيكاغو ، التي توجد بها اغلب الآثار العراقية ولكن ؟ هناك عدد لا حصر له من الفنانين في الغربة إذا في الرسم والنحت والتصميم والخزف والشعر والموسيقى ، يؤمنون وأنا معهم بقوة ، في أن الأفكار الرافدينية هي ليست وليدة اليوم وإنما يمتد عمرها إلى آلاف السنين قبل الميلاد .هذا موجود ولم يكن بعيدا ، عن الميادين المباشرة للفنون مثل ما اخذ احتلال العراق حيز كبير في سياسة العراق ، تؤخذ فنونه مدى أوسع من ذلك بكثير ..

اعتقد أنت لديك مشاعر حبيسة في العراق ، قبل مجيئك هنا ولم تلقى مجال واسع لعملية الإفراز حتم عليك أن تترك العراق ألا من عودة إلى مدرستك الابتدائية،عمك، إلى والدتك ، إلى الطبيعة المؤثرة فيك ؟
بالطبع أنا خرجت من العراق للبحث عن بيئة آمنة، بيئة أريد أن أحيط بها طفولتي وردود الفعل في مانجزته وأنا طالب في كلية الفنون الجميلة ، كان التعامل مع هؤلاء بتجرد من كل الأفكار ، لابد أن تقدم نتاجك محكوم بثقافة الحاكم ، صحيح كان الفن محكوم منذ القدم بالتبجيل للحاكم والالهه وغيرها ، ولكن هنا أصبح الناس مثل القطيع ينقادون إلى ماهو مطلوب منك ، وفق رؤاهم وليس ضمن رؤيتك ، ولكن الآن أصاب بلدي مالم يكن في الحسبان ، من ناس خارجين لايفهمون تفاعل الإنسان لا مع الطبيعة ولا مع مجتمعه ،ولاشك أن هنا الطبيعة ومناخها وقسوتها ، وفصولها تلعب عندي دورا كبيرا ، في مصاهرة أفكاري مع نتاجاتي النحتية لأكون من العائدين بعد أن أعطي ، إلى نفسي اعتباراتي الإبداعية التي لابد أن تكون أنموذجا ، في المفهوم الفني .

من الحقائق التي لايمكن تجاهلها ، هو أن كل امة تعتز بنفسها ، وبوجودها لابد أن تعتز بفنها وثقافتها ، وهذا يحتم على الآخرين من زملاؤكم الفنانين ، لذلك إن أبشع أنواع السيطرة هي السيطرة على الأفكار ومصادرة مشاعرهم ومصادرة فنهم ونتاجاتهم هل يقول لي النحات عدي هل الغربة فيها مثل هكذا نوع من هذا
الأمر الآن؟


الامرهنا يبدو مختلفا تماما ، الحرية الشخصية والفكرية موجودة ، التجريد والتنصل من الامر الواقعي غير مرغوب فيه أنا اعرض نتاجاتي النحتية بمعارض فنية ، ويأتيك الناس من مختلف الجنسيات ومختلف الثقافات اعتقد هناك نو ع من التلاقح الفكري الذي ينجب بالتالي ثقافات متنوعة ، في أطيافها ولكن المرجع ولهوية تبقى متأصلة بالرغم من كل الذي يطرأ من تغيير ،
الفكر هنا يتباين بالأهداف كلا يقوم على ذاته من دون سائر المؤثرات الأخرى.

حقيقة الامر ونحن نستعرض أعمالك أخي العزيز وجدت من المناسب أن اختم لقائي معكم بهذه الأبيات الشعرية :

ذهب الأمس والطفولة واعتظت
بحسي الرهيف عن لهو أمسي
كل مافي الوجود يؤلمني الآن
وهذه الحياة تجرح نفسي

أجرى الحوار: محمد العبيدي



#محمد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثوابت الأساسية لإعداد الشكل في فخار بلاد الرافدين
- الأختام الاسطوانية ابتكار في تاريخ
- الفخاريات السومرية
- اللبؤة الجريحة ... مشهد صيد الأسود
- أشكال المثلث الهندسي العنصر البصري المهيمن في فنون بلاد الرا ...
- مفردات أور ..... قبل الميلاد
- أور نمو .... زقورة .... بلاد الرافدين
- محمود حمد يعرض عشتار في سوق الغنائم مغلولة
- النشيد الوطني ( السومري )
- مقاماتي مع مدني صالح
- الصورة الفنية…تولد اللحظة الجمالية
- فن البناء المعماري .... سلطنة عمان
- الرسوم الجدارية الرافدينية
- هديل .... صوت الحمام ... في عشه
- صلاح القصب ......فنان دائم البحث
- نواعير الفرات ....... تراث مفقود
- هندسية الأشكال الفخارية في بلاد وادي الرافدين
- القيثارة سو/ مر / يه ... أوتار حضارة
- الجنائن المعلقة .... علقت ؟
- بوابة عشتار ..... شارع الموكب


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - نحات في إيقاع مميز .....