أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين القطبي - ألو.. ناصرية..؟














المزيد.....

ألو.. ناصرية..؟


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2137 - 2007 / 12 / 22 - 11:48
المحور: كتابات ساخرة
    


في ساعة متأخرة من الليل اتصل بي صديق ضريف من الناصرية، ويبدو انه كان ثملا منتشيا، فكانت تهاني العيد اشبه بنكات سريعة، وملغمة بمطبات كلامية على الطريقة العراقية الدارجة. ولما كنت اشاكسه عن حقيقة "الشجرة الخبيثة"، او الصورة النمطية التي راجت عن المدينة في نكت هذه الايام، فقد اسرني بخبر مقتضب عن اعتصام المعلمين السلمي امام مبنى المحافظة، والمطالبة بمساواة اجور العمل اسوة باقرانهم في اقليم كوردستان، قلت وما العيب في ذلك، انا مع كل شريحة تطالب بحقوق اجتماعية بصورة سلمية وحضارية، ثم ان كل محافظة او اقليم في العراق اذا ما استطاع ان يوفر ظروفا ايسر للمواطن العراقي سيكون قدوة لباقي المحافظات والاقاليم. فسألني، هل تعرف ماذا كان شرط المعلمين الوحيد في الناصرية؟ قلت لا. قال انهم يريدون المساواة في الاجور ولكن بشرط ان لا ترفع اجورهم هم، بل ان تخفض اجور المعلمين في اقليم كوردستان.
بالتاكيد كانت هذه قصة مختلقة في مخيلة صديقي المنتشي بالخمرة المغشوشة، فلا يمكن لمعلم، ينقل لاجيال اغلى ما في العالم في عصر التكنولوجيا وهو العلم، ان يفكر بمثل هذه الطريقة. ولم اكن لاصدق ان ثمة انسان يحمل في وجدانه نزرا من المشاعر الانسانية ان يحض الاخرين على التعسف لولا اني قرأت مقالة على موقع الحوار المتمدن يشكو فيها فيها كاتبها من فارق المرتبات، ولكنه يحث الحكومة العراقية على التضييق ماديا على اقليم كردستان من اجل ان لا ترتفع الاجور هناك دون ان يدعو الى زيادتها في الجنوب.
قبل خمس سنوات فقط كانت تحكمنا ديكتاتورية فاشية، بنت عقيدتها على اسس نازية و شوفينية معادية لكل قيم البشر، كان دأبها خلال العقود الطويلة من حكمها هو نشر وتعميم فكرها العنصري والتثقيف لقتل الاخر من اجل تحويل الشاب العراقي المسكين الى الة دمار يستغلها في حروبه العبثية، الخارجية والداخليه عن طريق حشو دماغه بالسوداوية والضغينة.
وليس لي ان اتوقع بان خمس سنوات ستكون كافية لتطهير النفوس، والعقول لآجيال ولدت ونشأت وتربت وشبت وكبرت في ظل معسكر تثقيفي نازي كانت توجهه الدولة الابارتايدية ايام البعث.
الا ان ثقافة المحبة ستنتصر، وان ثقافة الضغينة هذه ستزول، فهي مرحلة مرة مرت بها اكثر شعوب الارض بما فيها الدول الاوربية التي رفعت الحاجة لجواز السفر في تنقلات مواطنيها ابتداءا من الامس(24 دولة). الفرق هو اننا ما نزال نعيش مرحلة بدائية من مراحل التحضر وحسب.
تذكرت معلمي الناصرية المساكين وانا اقرأ تلك المقالة، فقد استغلها الكاتب ليعترض على تدني اجور المعلمين والقضاة واعضاء المجالس وعمال البلدية وغيرهم في البصرة والعمارة، ولكن ليس عن طريق مساءلة الحكومة عن سر اعادة الوزارات العراقية لنسبة عالية من ميزانية عام 2007 الى الدولة لانها لم تنفق، مما يعني قصور هذه الوزارات وعدم اهلية وزرائها، ولا مساءلة الحكومة لتقليص الهوة بين رواتب المسؤولين من اعضاء البرلمان والوزراء ونوابهم وبين رواتب الموظفين الخدميين، ولا مطالبة الدولة بتنشيط الرقابة في مجال النزاهة ومكافحة تسرب المال العام الى جيوب المتنفعين، ولكن على طريقة صديقي الضريف الثمل بالخمرة المغشوشة في الناصرية، في التضييق على كردستان التي تأكل من جود ارض العمارة والبصرة، وليس من ارضها. ثم تعداه بالتهديد، بان تقوم العشائر في الجنوب باحتلال ابار النفط في مجنون والرميلة اذا لم تستجيب الحكومة لمطلبه المشروع.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=119126
اتصلت بصديقي لكي اخبره ما وجدت على الانترنيت.
الو ..ناصرية ..؟.
لكن الشخص على الجانب الاخر من الخط كان منطفئا تماما.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تحرقوا كركوك
- الشهرستاني يسوق النفط الكردستاني
- مجانين تركيا وارهاب نوري المالكي
- واتفق العرب واسرائيل... حول الاكراد
- وللأنثى مثل حظ الذكرين
- حكومة كوردستان مطالبة ب
- شيعة سنة، خلاف انتهى منذ الف عام
- صدام مشافش حاجه
- شبح امرأة في البرلمان الكويتي
- مصافحة، مصارحة، مصالحه
- على ابواب كأس العالم، موت الفريق السعودي
- راضع من صدر عجمية و اعدام الطاغية عبد الكريم قاسم
- من سخرية العداله
- حل الميليشيات، لماذا؟
- الجعفري، سنة اولى حكم
- حمار الحضارات مرة اخرى
- العراق والجوار، من يتدخل في شؤون من؟
- متى اصيب الله بالحول؟
- كفايه تكتسح الانتخابات المصريه
- كوردستان جزء من الوطن العربي؟


المزيد.....




- تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين القطبي - ألو.. ناصرية..؟