أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - من سخرية العداله














المزيد.....

من سخرية العداله


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 1564 - 2006 / 5 / 28 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يحضى مؤسس الجمهورية العراقية المرحوم عبد الكريم قاسم رغم شعبيته باكثر من 15 دقيقة مناكفة مع الانقلابيين البعثيين سميت "محاكمة" في التاسع من شباط 1963، اطلق عليه بعدها الرصاص في احدى قاعات مبنى الاذاعة.

الا ان صدام حسين، رفيق الانقلابيين، المتهم بجرائم ابادة عرقية قد اصيب بالضجر من جراء طول النفس في محاكمتة، واسفافها بالتفاصيل الساذجه، ورغم اجماع العراقيين، والعرب، والعالم على جرائمه المثيرة للدهشة من فرط ساديتها.

وفي محاكمة الـ 15 دقيقة اعدم برفقة الزعيم الراحل ثلاثة من رجاله بينهم العقيد فاضل عباس المهداوي رغم ان وجهه كان مهشما جراء الضرب، بينما نرى رفيق صدام، طارق عزيز يقبل بملابس المستشفى الامريكي ليقدم في الحلقة الاخيرة شكوى مثيرة للسخرية وهي الادعاء على الشعب بسبب محاولة اغتياله من قبل الشهيد سمير نور علي في 1 نيسان 1980، ومن ثم يدعوه الحاكم الى تقديم الطلب بعد الافاده.

من حق صدام حسين ان يوزع ابتساماته شبه مخبولا، فما يراه من ترف ودلال لا يكاد يصدقه العقل، اليس من الممكن ان يدعو الحاكم عوائل النصف مليون من الكورد الفيلية العراقيين الذين هجروا الى ايران بسبب ذلك الحادث ليمثلوا امام القضاء بتلك التهمة وتصبح العدالة الساخرة عونا للظالم على المظلوم؟

صار بامكان طارق عزيز ان يشتكي على الضحايا، وليس بامكان تلك العوائل، التي هجرت بسبب حادث المستنصرية ان يقدموا طلبا بمقاضاته، ليس بامكانها ذلك، لان الامر سيندرج ضمن اجندة المحكمة المكتضه، وهي اطول من ان تستوعب شكاويهم، فاذا كانت مناقشة قضية الدجيل، التي بدأت مع انطلاقة الجلسات في 19 اكتوبر 2005، لم تنتهي الى اليوم، فكم من الوقت تتطلبه القضايا التي تقف في الطابور مثل الانفال وقمع انتفاضة اذار والحرب على ايران، والاخرى على الكويت وهي اطول واعقد بما يشبه جمع الدقيق في البيت المأثور " ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه".

لسخرية صدام من طول امد المحاكمة، ولثقته بانها لن تترك ثمة مجال للعقوبة اعترف طواعية في احدى الحلقات بانه هو من اطلق النار على موكب الرئيس الاول، عبد الكريم قاسم بهدف اغتياله في المحاولة الفاشلة المعروفة في 7 اكتوبر 1959.

لا محكمة الـ 15 دقيقة عادلة، بسبب قصرها، ولا هذه التي تسترسل حسب خطة خمسية، بسبب طولها. فكلا المحكمتين تثيران المرارة في النفس، والاسى على مصير العدالة، في الاولى كان يجب ان يجلس المتهم على كرسي الحاكم، وان ينفذ حكم العدالة بتلك المجموعة العسكرية التي نفذت الانقلاب ودفعت العراق الغض انذاك من اعلى حافة الهاوية. اي كان الخطأ في الاماكن، بين من يحكم ومن يحكم عليه. واليوم في محاكمة الرئيس السابق صدام حسين، اذا ما استمرت المحكمة باسفافها الممل هذا يكاد يحدث الخلل نفسه مرة ثانية.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل الميليشيات، لماذا؟
- الجعفري، سنة اولى حكم
- حمار الحضارات مرة اخرى
- العراق والجوار، من يتدخل في شؤون من؟
- متى اصيب الله بالحول؟
- كفايه تكتسح الانتخابات المصريه
- كوردستان جزء من الوطن العربي؟
- لنعترف بوجود الطائفيه
- للنجف .. مطار ام مزرعة خشخاش
- خبر سيكذبه السيستاني
- دستور فارغ افضل، ام فراغ دستوري
- تورابورا، كهوف في القلب
- دستور يا اسيادنا
- للفرس العراقيين الحق في الوجود ايضا
- ما لهم اصابهم الســعار؟
- متى يحتسوا القهوه؟
- الجعفري وكاس البيره
- انتخابات ايران ... حكومه للجنه، وشعب للنار
- هل تريد الام السوريه عيدا للكراهيه؟
- هل المستوطنون هم فعلا من يعيق بناء العراق الجديد؟


المزيد.....




- رسالة لإسرائيل بأن الرد يمكن ألا يكون عسكريا.. عقوبات أمريكي ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: أمريكا وبريطانيا ...
- لبنان: جريمة قتل الصراف محمد سرور.. وزير الداخلية يشير إلى و ...
- صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام ...
- - استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر-.. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب ...
- نيبينزيا: روسيا ستعود لطرح فرض عقوبات ضد إسرائيل لعدم التزام ...
- انهيارات وأضرار بالمنازل.. زلزال بقوة 5.6 يضرب شمالي تركيا ( ...
- الجزائر تتصدى.. فيتو واشنطن ضد فلسطين وتحدي إسرائيل لإيران
- وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل أبناء وأحفاد إسماعيل هنية أثر عل ...
- الرئيس الكيني يعقد اجتماعا طارئا إثر تحطم مروحية على متنها و ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - من سخرية العداله