أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين القطبي - دستور فارغ افضل، ام فراغ دستوري














المزيد.....

دستور فارغ افضل، ام فراغ دستوري


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 1287 - 2005 / 8 / 15 - 11:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سلط بعض الكتاب العراقيين، المغيبين عن عملية كتابة الدستور، الضوء على حقيقة أن هذا المشروع الضخم، والذي يستحق الوصف بـ "التاريخي" كونه سيشكل الارضيه لبناء العراق المستقبلي، يتم على عجاله وبسرعه ضوئيه، شبهها احدهم بعملية سلق البيض.
واذا كانت هذه العجاله، كونه خير البر، ستترك فراغات، او حفر مستقبليه بحاجة الى ردم، فان الزمن لم يعد يحتمل الفراغ الدستوري ايضا على الجانب الاخر من المعادله، اي ان المفترق هو بين دستور غير مسلوق، في اليد، ودوله بقوانين هلاميه وفراغ دستوري، على امل طبخه في مستقبل غير منظور على الشجره، فاي الاتجاهين نختار؟ بقرار لم يعد يحتمل التفكير اكثر من 24 ساعه!
غياب المثقفين العراقيين عن لجنة كتابة الدستور، والاكتفاء بالممثلين للتيارات السياسيه ترك فراغا شاسعا، ربما بدت علاماته في احتدام الاراء حول التسميات والاولويات، التي كان من الممكن لممثلي النخب السياسيه، فيما لو كانت حاضره كاعضاء في اللجنه ان توفر البدائل العلميه و تغني عن الكثير من النقاشات، وتختصر الزمن.
وربما غياب هذه النخب سيترك اثارا مستقبليه، ففي بلد لم يتعلم السياسي فيه اليه التداول السلمي للسلطه بعد، ولا يعرف المواطن ابسط الممارسات الديمقراطيه بدءا من تنظيم الحملات الانتخابيه، تعد النخب السياسيه الفائزه في اول دوره انتخابيه الدستور الدائم بذات الطريقه التي يداهم فيها امتحان البكالوريا طلبة غير منضبطين في اخر السنه، لن تكون النتائج بالتاكيد مفرحه.
الندوات المفتوحه، التي كان يعول عليها قبل اشهر، وهي الهامش الضيق الذي ترك للجمهور وللنخب المثقفه للمشاركه، فتتها ريح التجاذبات بين المكونات الاساسيه الثلاث، وصار التوافق والقرار يتحمر في مطبخ بلا نوافذ، ثم يبث الى الجماهير، بدلا من ان تكون هي التي تختار مقوماته.
ولكن، وبالرغم من هذه الفراغات، والحفر التي ستلازم الدستور مستقبلا، هل كان بامكان العراقي، في حالة تاجيل كتابة الدستور ان يلتزم بالانضباط اكثر، لزمن مفتوح النهايات، جله في عالم الغيب، على امل ان تتشكل في سنة ما دوله دستوريه، يوافق الجميع على تسميتها بالشرعيه، ليطالبها بحل المشاكل، والتي تتراوح بين تلك العالقه منذ تشكيل الدوله العراقيه؟ ونزولا لتوفير الخدمات اليوميه الاساسيه.
المعضله الكورديه في الشمال، وصلت لحد ينذر بالانفجار، سواء على صعيد تشكليل الدوله الفيدراليه المتكامله شبه المستقله، او على صعيد كركوك وباقي الاراضي الكردستانيه التي كانت تحت سلطة النظام السابق؟
الفراغ الامني والاداري الذي تعيشه محافظات الجنوب، والذي نتج عنه قناعه جماهيريه باستقلاليه مشروطه كالفيدراليه، على وشك ان تتطور للمطالبه بالاستقلال التام اذا استمرت هذه العوامل بالتاثير اكثر.
غياب الخدمات العامه الناتج عن الفراغ الحكومي، بالاضافه الى الفقر والانفلات الامني يكاد ينذر بكوارث اجتماعيه.
وهذا اذا اضفنا التكالب الاقليمي ودوره السلبي، والنفخ المتواصل في "وجاغ" الارهاب يجعل من الدستور مرتكزا لعبور هذه المرحله نحو التأسيس للدوله "المشروعه" التي من سماتها انها ستجابه المعضلات، هذا بالاضافه الى حقيقة المخاطر التي سيسببها التاجيل، وقد تفتح فتقا قد لايمكن رتقه في المستقبل المنظور.
دستور لايعكس شكل العراق المستقبلي، المزدهر الامن، اذ سينظم القوانين المدنيه بما فيها قضايا جوهريه كالمرأه والبيئه والمواطنه وفق المنظور المتشنج السائد اليوم، هو فارغ انذاك، لانه يعكس فترة صياغته الحرجه "الان" فحسب، هذا بكفه.
وبكفة اخرى، تعادلها، حالة الترقب واللاحول التي ما تزال انسجة المجتمع العراقي تتمزق على نصلها الان، هي سمة التوازن، الذي سيفض خلال 24 ساعه.
فماذا تفضل النخب المثقفه التي استبعدت عن لجنة الصياغه، والان، هذا الدستور الفارغ، ام دولة بفراغ دستوري؟



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تورابورا، كهوف في القلب
- دستور يا اسيادنا
- للفرس العراقيين الحق في الوجود ايضا
- ما لهم اصابهم الســعار؟
- متى يحتسوا القهوه؟
- الجعفري وكاس البيره
- انتخابات ايران ... حكومه للجنه، وشعب للنار
- هل تريد الام السوريه عيدا للكراهيه؟
- هل المستوطنون هم فعلا من يعيق بناء العراق الجديد؟
- قطه في بيروت واسد في القامشلي
- نصف متعلمة اخطر
- فلسطين وكردستان والحل الذي لابد منه
- منافسه في البرلمان، كم هي طبيعيه؟
- مفارقات انتخابيه
- الكورد الفيليه، درس في الانتخابات
- هذيان بالتركي .. حول الانتخابات
- الكورد الفيليين والقائمه الكوردستانيه
- من تنتخب؟.... ورطه
- روح الطالقاني في جسد اياد جمال الدين
- اكتشاف اسمه الديموقراطيه


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين القطبي - دستور فارغ افضل، ام فراغ دستوري