أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - لنعترف بوجود الطائفيه














المزيد.....

لنعترف بوجود الطائفيه


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 1306 - 2005 / 9 / 3 - 08:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد كل حادث طائفي في العراق، يتبارى الكتاب العرب لنفي تهمة الطائفيه، البعض منهم يعتقد ان الاعتراف بالحقيقه يثير فتنه، والاخر يريد ان يبعد الشبهه عن نفسه كونه يحس بطائفيته، وهنالك من يرى نفسه على درجه من الثقافه اذا رفض الاقرار بالحقيقه ثم يتبجح بنرجسيه، وكلهم يعرفون في قرارة نفوسهم بانهم مخطئون، بل كاذبون، واذا لم يكونوا كذلك فهم عاجزون على الاقل عن ادراك الحقيقه.
اذا كانت النخب السياسيه والثقافيه والدينيه لا تعترف بوجودها فكيف تعالج هذه الافه. والى متى ستظل الطائفيه المستتره تحرق ما تبقى من مشاعر نبيله، وبصمت دون ان يكون لاحد حق بالاعتراض.
اذا لم يعترفوا بوجودها فلن يستطيعوا تشخيصها، ولا معرفة حقيقة سلبياتها، ولا يمكن محاربتها واستئصالها.

نعم هنالك من يقتل الناس على الهويه، ويحاول اللعب على حبال الكلمات المعسوله مثل الوحده والحريه والاسلاميه، فقط من اجل البقاء قريبا من دفء ابار النفط، وهذه الحقيقه لاينكر وجودها سوى المجامل، وهو ضعيف لا يصلح للحكم، او الكاذب وهو مساهم في تغذيه المشاعر الطائفيه، او مصاب بالعمى السياسي.
وفي المقابل هنالك طوائف تدافع عن سلامتها وتفكر بكيان خاص لحماية ابناءها، بعد ان تعرضت لاضطهاد مدروس و مبرمج وعلى اساس طائفي.
وطالما كانت النخب تنكر هذه الحقيقه الساطعه طوال العقود الماضيه، فقد ظلت تنخر الاحاسيس الوطنيه حتى طفت الى السطح مشاعر نفور بين الكثير من فئات الشعب، وطالما ظلت النخب تلك تنكر، وتمارس النفاق السياسي الذي اعتادته، فان المزيد من المجازر في الطريق، ستباغتنا بفجائعها، منها ما هو على وزن عمليات المدائن في نيسان الماضي، اوتفجير الكنائس في 1/8/2004، أو واقعة كراج النهضه(17/8/2005) او مجزرة جسر الائمه، تلك التي تشبه عمليات التطهير الجماعي، او على وزن جريمه متواصله استمرت لاكثر من 30 سنه من عهد البعث. ولكن الاعتراف بحد ذاته يحتاج الى شجاعه كبيره كما يبدو، وهذا ما نفتقده في نخبنا اليوم.

كل اضطهاد، ذلك المستند على اساس طائفي، او عرقي او وطني، يجب ان ينتهي، والطائفيه داء اخطر بكثير مما تتخيله النخب تلك. اذ تستعر نارها في حالة الحفاظ على وحدة العراق ونظامه المركزي، وتفرز مجازرا لاترتكبها حتى الوحوش المفترسه في الغابات، وفي حال انفراط عقد الدوله العراقيه فانها لا تفرز سوى مشاريع التقسيم، واقصد بالتقسيم هو التشظي المنفلت من الضوابط وليس اقرار حقوق المكونات الاجتماعيه المبرمج.
والطائفيه تعجل التقسيم، ذلك الذي لا يراعي الحدود الحقيقيه، المرتكزه على اساس التنوع الاثنوغرافي او المذهبي، بل تداخل مبني على اساس القسر والاخضاع، وما تتركه اجواء كهذه من احقاد وكراهيه تشكل بؤر حروب مستقبليه بين الدول الوليده او على الاقل اجواء توتر وتشنج دائم و علاقات سوء جوار دائمه.

نجحت البلدان التي تضع اياديها على الجروح، سواء في غرب اوربا او في شرق اسيا، من تجاوز مخلفات حروب ضروس حصدت الملايين من الارواح، لا باخفاء الرؤوس تحت الرمال مثلنا، وانما بالتشخيص الواقعي العلمي لمكامن الداء.
وفشلت البلدان العربيه والاسلاميه في وقف التدهور ومنع التداعي ومسلسل الكوارث الاجتماعيه لانها تصر على عدم وجود مشاكل، مع انها، كلها تقريبا، تكاد تكون منخوره من الداخل.

الطائفيه التي بهذه الخطوره يجب ان تستأصل مثل اي غده سرطانيه في جسد المجتمع، والخطوة الاولى في هذه العمليه التحوليه في تاريخنا هي الاعتراف بوجودها من اجل تشخيص مكامنها، من اين تنبع وكيف يتم السيطره على غلوائها ثم نشر الوعي الانساني التضامني وتعزيز الانتماء للانسانيه كقيمه اعلى من الانتماء الطائفي والعرقي.
اما انكار وجودها والتحجج من ان الحقائق تثير فتنه، فهو اشبه بترك المريض يموت بحجة ان الدواء مر. وهذه ليست نظريات الطبيب الماهر. فلنعترف بوجود مرض عضال في تركيبة المجتمعات الشرق اوسطية، ونبدأ العلاج فدائما هنالك امام النخب ثمة وقت للشجاعه.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للنجف .. مطار ام مزرعة خشخاش
- خبر سيكذبه السيستاني
- دستور فارغ افضل، ام فراغ دستوري
- تورابورا، كهوف في القلب
- دستور يا اسيادنا
- للفرس العراقيين الحق في الوجود ايضا
- ما لهم اصابهم الســعار؟
- متى يحتسوا القهوه؟
- الجعفري وكاس البيره
- انتخابات ايران ... حكومه للجنه، وشعب للنار
- هل تريد الام السوريه عيدا للكراهيه؟
- هل المستوطنون هم فعلا من يعيق بناء العراق الجديد؟
- قطه في بيروت واسد في القامشلي
- نصف متعلمة اخطر
- فلسطين وكردستان والحل الذي لابد منه
- منافسه في البرلمان، كم هي طبيعيه؟
- مفارقات انتخابيه
- الكورد الفيليه، درس في الانتخابات
- هذيان بالتركي .. حول الانتخابات
- الكورد الفيليين والقائمه الكوردستانيه


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - لنعترف بوجود الطائفيه