أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - مصافحة، مصارحة، مصالحه














المزيد.....

مصافحة، مصارحة، مصالحه


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 02:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كم بدت محاولات تلك البعثات التبشيرية التي كان يرسلها النظام السابق ساذجة في دعوتها للمصالحة الوطنية، وكثيرا ما اثار وجه عبد الجبار الكبيسي النحيف، السخرية، بل اذكر ان فكيه صارا اذ يلوكان الوعود المعسولة من شاشة الجزيرة رمزا للتندر، والنكتة المره. اذ كيف تسنى لمخيلته ان تجمع سوية، بين الضحية التي ما تزال تنزف، والجلاد وهو يخفي خلفه المبضع، في غرفة التعذيب، كيف يصالح الدم والسكين على بلاط المسلخ! كيف يمكن لمرأة مغتصبة في السجن مثلا ان تصالح غاصبها وهو ما يزال يعمل في ذات المهنة، او مهجر يصفح عن مغتصب الدار دون ان يتنازل الاخير و يخليها؟

لم يفشل النظام في مسعاه فحسب، فحتى القوى الوطنية، التي اطلقت دعوة المصالحة في مؤتمر لندن (كانون اول 2002) على اساس استقطاب البعثيين من ذوي "الايدي النظيفة" لم تستطع ان تبعد عن ذهنية العراقيين شبح الوجوه المدلهمة من ذوي "القلوب الوسخة". و الشرط الاول كان، كما بدى انذاك هو لا مصالحة في ظل حكومة البعث.

جاءت الدعوة الاولى، والاكثر اهمية بعد سقوط النظام، من اربيل، فعقد مؤتمرا (25/3/2004) حضرته شخصيات عرفت بـ"الاكثر اعتدالا" مثل الرئيس الاسبق عبد الرحمن عارف، وقائد الجيش ابراهيم فيصل الانصاري وغيرهم.
ثم عرفت بعد ذلك دعوة السيد علي السيستاني، كما جاء على لسان الامين العام لجامعة الدول العربيه عمرو موسى في 22 اكتوبر 2005 عند تنقلاته بين النجف وبغداد واربيل.
وقد سمعنا عن مؤتمر في القاهره لم يؤتي اكله، واخر مع وقف التنفيذ في عمان ودعوات صريحة من دول الجوار....
ولكن المحاولات كلها تلك لم تفلح في تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، ليس لان الشعب العراقي لا يريدها، ولكن لانها، اي المصالحة بذاتها، اكبر بكثير من ان يضمها لقاء او ان يمكن حل عقدها المستعصية في مجرد مؤتمر، وهذا ما يبدو ان سياسيينا لم يتفهموه بعد.
والمصالحة هي المرحلة الاخيرة من مراحل التطبيع بين القوى والمكونات المتناحرة، يجب ان تسبقها سنوات من التمهيد المدروس، يبدأ بتعويض المتضررين، ثم تقديم الجناة للمحاكم كبادرة لحسن النوايا، بعدها التأسيس لهيكيلة سياسية جديدة تؤمن الاستقرار والفرص المتساويه لمكونات المجتمع، ثم تبرهن كل هذه الخطوات بعد ذلك مصداقيتها بعد اخضاعها للمحك و للتجربة الميدانية. اي ان المصالحة عبارة عن عملية معقدة ومكلفة وتتطلب وقتا وصبرا وثقة متبادلة، والنظر من غير تلك الزاوية انما يعد من ضروب السذاجة السياسية.

من دعوة السيد المالكي، التي تنوء بماض ثقيل كهذا، لا يبدو بانه قد درس التجارب تلك، وفهم زيغ المصطلحات، فبين الدعوة للمصافحة، كفاتحة خير في ظل احتدام الصراع الحالي، او التمهيد لجلسات مصارحة تتعرف الاطراف على مطاليب بعضها البعض، اختار المصالحة في الشوط الاول مع التسليم بعظمتها، كونها مشروع حضاري يؤرخ لعراق جديد تماما، يختلف في جوهره عن عراق(1921 - 2006 ).

واذا كانت الدعوة التي اطلقها السيد رئيس الوزراء لحل الميليشيات قد تراخت كونها "غير عملية"، فان الدعوة للمصالحة اذا ما اثبتت لاجدواها، لا يمكن ان تمر من دون نتائج كارثيه، لان الفشل فيها يهيؤ الاذهان بلا شك لتقبل فكرة في غاية الخطورة، والجحود وهي ان لا مصالحة ممكنة بين مكونات الشعب العراقي اساسا.
اتمنى ان يخفف المالكي من حدة السرعة ويجعل فحوى دعوته الراهنة جلسات مصارحة، كي تؤسس لاسلوب تفاهم خال من العنف والارهاب، او ان يضغط اقوى على الفرامل بقلب ثابت فيسميها مصافحة، والسرعة في هذه المنعطفات قد تؤدي الى كوارث غير محسوبه.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ابواب كأس العالم، موت الفريق السعودي
- راضع من صدر عجمية و اعدام الطاغية عبد الكريم قاسم
- من سخرية العداله
- حل الميليشيات، لماذا؟
- الجعفري، سنة اولى حكم
- حمار الحضارات مرة اخرى
- العراق والجوار، من يتدخل في شؤون من؟
- متى اصيب الله بالحول؟
- كفايه تكتسح الانتخابات المصريه
- كوردستان جزء من الوطن العربي؟
- لنعترف بوجود الطائفيه
- للنجف .. مطار ام مزرعة خشخاش
- خبر سيكذبه السيستاني
- دستور فارغ افضل، ام فراغ دستوري
- تورابورا، كهوف في القلب
- دستور يا اسيادنا
- للفرس العراقيين الحق في الوجود ايضا
- ما لهم اصابهم الســعار؟
- متى يحتسوا القهوه؟
- الجعفري وكاس البيره


المزيد.....




- أسير إسرائيلي لدى حماس يوجه رسالة لحكومة نتنياهو وهو يبكي وي ...
- بسبب منع نشاطات مؤيدة لفلسطين.. طلاب أمريكيون يرفعون دعوى قض ...
- بلينكن يزور السعودية لمناقشة الوضع في غزة مع شركاء إقليميين ...
- العراق.. جريمة بشعة تهز محافظة نينوى والداخلية تكشف التفاصيل ...
- البرلمان العراقي يصوت على قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي ...
- مصر.. شهادات تكشف تفاصيل صادمة عن حياة مواطن ارتكب جريمة هزت ...
- المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تثير جدلا بما ذكرته حول ت ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو روسيا إلى التراجع عن قرار نقل إدارة شر ...
- وزير الزراعة المصري يبحث برفقة سفير بيلاروس لدى القاهرة ملفا ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب مناهضة للحكومة ومطالبة بانتخابات مب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - مصافحة، مصارحة، مصالحه