أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسين القطبي - شبح امرأة في البرلمان الكويتي














المزيد.....

شبح امرأة في البرلمان الكويتي


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 1602 - 2006 / 7 / 5 - 10:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


وظلت قاعة البرلمان خالية من عطر امرأه. بينما زحمة الوجوه الملتفعة بالكوفيات والهمهمة الخشنة توحي بان لا نساء في مجتمع الكويت، كانه بلد احادي الجنس، او هذا ما اسرتنا به نتائج الانتخابات الاخيرة.

بلا شك عدها الاسلاميون نصرا، سواء حملة اللحى الغزيرة والتقاطيع المصفرة من فرط حدتها، او اولئك الذين يرسمون على محياهم السماحة والنظرات الذابله، فكلاهما لا يطيق الى جانبه، على كراسي البرلمان، عطر امرأه.
ونصر الاسلاميين في الكويت لا يختلف كثيرا عن الفوز الذي حققته حماس في الانتخابات الفلسطينية، فالمسؤلية فيها كما يقول المثل الانكليزي كالبطاطس الساخنة، لا يمكن الامساك بها طويلا. اذ لم ينزل هذا النصر هزيمة تذكر بالقوى الليبرالية ودعاة حقوق الانسان لانه تكرار لمسرحيات سابقة، بل حقق الاسلاميون فيه النصر على انفسهم، اي انهم ايضا في معسكر الهزيمة. فلو نظرنا الى كل البرلمانات القريبة، الاكثر اسلامية لوجدنا حضورا دائميا لمجموعة من المحجبات يساهمن في صياغة القرارات الاكثر اجحافا ببنات جلدتهن، وبمصداقية يصعب التشكيك بها، بينما حرم انتصار الرجل الكويتي الساحق البرلمان الجديد من فرصة كانت قيمة لكسب المصداقية، وادعاء صيغة الحكم بالديموقراطية.

من الواضح ان قرار السماح للنساء الكويتيات بالاشتراك، سواء بالتصويت او بالترشيح، الذي صوبه مجلس الامة في (16 مايس 2005) لم يأتي اصلا كثمرة طبيعية لنضال المراة في هذا البلد، ولا تدشينا لمرحلة جديدة من مراحل تطور اجتماعي، كما انه ليس انعكاسا للواقع الثقافي بقدر ما كان قرارا فوقيا، دوليا، من اجل تاهيل هذا المجتمع لثقافة عولمية قادمة قسرا.
وقد اثبتت التجارب في البلدان المجاورة ان محاولات تأهيل المرأة قسرا افرزت نتائج عكسية، وادت الى تنامي التيارات المحافظة واتخاذ الحرية الشخصية للمرأة كطريقة اللبس او النشاطات الفنية والرياضية ذريعة من اجل التقوقع داخل الاطر الدينية والعشائرية المتخلفه.
ولو تخيلنا لحظة بان احدى الناشطات الكويتيات قد نجحت في كسر شوكة الموروث، والعرف السياسي الثقيل، فانها لن تكون سوى رقما زائدا بين الجالسين وصورة لتلميع القرارات الجائرة والايحاء وكأن البلد يعيش الحالة الديموقراطية، كما هي معروفة في بقية البلدان في العالم، توحي وكأن المراة لا تتعرض للضغوط الذكورية ولا للقيم القبلية وانتشار السلفية كمرض يشل حركتها.
كما ان كل اعضاء البرلمان ، منذ اول تشكيل له، في يناير 1963 الى اليوم، هم من الرجال، فهل استطاع الرجل فيه فك القيود الفكرية الموروثة التي تأسره، وهل حرر نفسه من ثقافة القبيلة والدين وذهنية الملك والرعية. حتى تستطيع ناشطة تكافح ضد تسلط العائلة الحاكمة، ومزاعم الصحافة وعدوانية الاشاعات المغرضة، فيه من تحرير نفسها؟
وتظل قاعة البرلمان خالية من عطر امرأة، ولكن شبحها يبقى حاضرا، ما دام هنالك نساء في الكويت، هن نصف ذلك المجتمع، شبحها، يشكك في ديمقراطية الحياة السياسية، التي لا تعكس ابدا واقع البلاد السكاني.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصافحة، مصارحة، مصالحه
- على ابواب كأس العالم، موت الفريق السعودي
- راضع من صدر عجمية و اعدام الطاغية عبد الكريم قاسم
- من سخرية العداله
- حل الميليشيات، لماذا؟
- الجعفري، سنة اولى حكم
- حمار الحضارات مرة اخرى
- العراق والجوار، من يتدخل في شؤون من؟
- متى اصيب الله بالحول؟
- كفايه تكتسح الانتخابات المصريه
- كوردستان جزء من الوطن العربي؟
- لنعترف بوجود الطائفيه
- للنجف .. مطار ام مزرعة خشخاش
- خبر سيكذبه السيستاني
- دستور فارغ افضل، ام فراغ دستوري
- تورابورا، كهوف في القلب
- دستور يا اسيادنا
- للفرس العراقيين الحق في الوجود ايضا
- ما لهم اصابهم الســعار؟
- متى يحتسوا القهوه؟


المزيد.....




- لحظات تحبس الأنفاس لغرق سيارة تقودها امرأة في بحيرة مليئة با ...
- النيابة تطلب إحالة أشرف حكيمي إلى المحاكمة بتهمة الاغتصاب
- فرنسا.. النيابة تطالب بمحاكمة أشرف حكيمي بتهمة -الاغتصاب-
- المغربي أشرف حكيمي يواجه احتمال المثول أمام القضاء بتهمة الا ...
- المغربي أشرف حكيمي مهدد بالمحاكمة بتهمة الاغتصاب
- النيابة العامة تطلب إحالة حكيمي الى المحاكمة بتهمة الاغتصاب ...
- بيروت تخنق نساءها: نوع جديد من عنف غير مرئي
- الصين تكبح تراجع الإقبال على الزواج ومعدلات الإنجاب بالدعم ا ...
- للمرة الخامسة.. تحطيم تمثال المرأة العارية في الجزائر بعد تر ...
- وزيرة فلسطينية: قرار الأمم المتحدة بشأن المرأة الفلسطينية يم ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسين القطبي - شبح امرأة في البرلمان الكويتي