أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - هل سيبقى نظام المختارية في العراق ساري المفعول؟ اليس الافضل تقسم المناطق إلى بلديات لخدمة المواطنين واحتياجات المنطقة؟















المزيد.....

هل سيبقى نظام المختارية في العراق ساري المفعول؟ اليس الافضل تقسم المناطق إلى بلديات لخدمة المواطنين واحتياجات المنطقة؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 592 - 2003 / 9 / 15 - 04:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                      أخبرني أحدهم قائلاً كنت في زيارة لعائلة عمي المتوفى والذي لم أحضر وفاته بسبب اختفائي من الاجهزة الامنية في عهد البعث العراقي ، وكذلك بعد انقطاع لمدة 12 عاما عن زيارتهم بسبب خوفي عليهم وعلى ابنائهم وبناتهم، فقد كانت اجهزة المخابرات والامن والفرقة الحزبية ومختار المنطقة يراقبون بيتهم  بسببي وهذا ما عرفته من أحد الاقرباء الذين كانت لي معه صلة..

كان الحديث ذو شجون وذكريات امتدت إلى عمق تاريخ ولادتي، وكيف كنا وكيف أصبحنا، وبعد الغداء جلسنا لشرب الشاي العراقي الأصيل وعلى الرغم من تظاهرهم الطبيعي غير المتلكف لكنني أحسست أنهم مازالوا خائفين متوجسين يفزون لأي حركة أو صوت يصدر من خارج البيت، يرهفون السمع متطلعين بين فترة وأخرى إلى الباب الخارجي حتى لاحظت ان ابنة عمي الصغيرة كانت تتلصص مرات عديدة من

 النافذة المطلة على الشارع لتتأكد أن ليس هناك من أحداً قربه أو خطراً قادم إليهم.

وأثناء ما كنا نحن نتحدث ونشرب الشاي تناهى إلى أسماعنا طرقاً خفيفاً على الباب الخارجي فوجم الجميع وسكت عن الكلام  وعلتْ وجوههم علامة التسآل والحيرة والاستغراب الممزوج بالحذر والترقب فقلت لهم

ـــ ما بكم خائفين إلا ترون ان العهد القديم انتهى إلى غير رجعة ؟

فاجابت زوجة عمي بتردد وصوت خفيض

ــــ انهم مازالوا إلى حد هذه اللحظة يتابعون الناس.

لم افهم من قولها اي شيء ولكن ابنها شرح لي الموضوع بأن فلول النظام والبعثيين يسرحون ويمرحون في الليل وبأسلحتهم ويهددون الناس بطرق عديدة، ويتوعدوهم قائلين سيعود صدام حسين وسنعود معه، وحتى أنهم اطلقوا النار على عدداً من البيوت في الليل لأرهابهم.

قفزت الابنة الصغيرة نحو الباب الخارجي وتطلعت من فتحته الصغيرة وقالت وهي تتطلع نحونا.

ـــ انه المختار هل أفتح له؟

ـــ ماذا يريد؟

همست والدتها بقلق منظور.

 للعلم كان هذا المختار الدعي من أقرباء العائلة.

لم ادع الابنة ان تسأل عن سبب زيارته لهم  فقفزت نحو الباب وفتحته على مصرعيه وإذا بي أمام ذلك المختار الصفيق البعثي والسمسار للفرقة الحزبية الذي كان عوناً لهم، وعيناً ساهرة لمراقبة الحي وأهله وأخبار اجهزة المخابرات والامن والفرقة والحزبية بأدق التفاصيل، هذا المختار الذي عانيت شخصياً وعائلتي وعائلة عمي منه الكثير، تطلعت في وجهه الكالح الخبيث فإذا بي أرى غير ذلك الوجه الذئبي الذي يكشف عن انيابه لينهش لحمك في اية لحظة، وجه ذليل يتصنع المسكنة المقرفة والدونية الحقيرة ، تفاجأ بي واصفر وجهه وكأنه يريد بمذلته تقبيل حذائي قبل يدي، لككني صددته زاجراً

ـــ ماذا تريد ؟

اجاب متلعثماً قلقاً والجبن على محياه ظاهر

ـــ قلت ربما تحتاج العائلة إلى شيء

ـــ ومن أنت حتى تقدم لهم وبأي صفة

ازداد ارتباكه ووضياعه، اصبح كجرذ يريد الاختباء في أي جحر للتخلص مني

ـــ نحن أقرباء

قاطعته بقوة

ـــ لا أقرباء ولا بطيخ ، صار الدم تيزاب بيننا، هيا.. ولا تعد إلى هنا وانسى قضية القربى فمن العار ان تكون قريباً لنا، وإذا عدت مرة أخرى فسوف نتعامل معك بشكل آخر.

لم أكد ان أنهي حديثي حتى ولى هارباً من امامي لا يلوذ على شيء .

وعندما انتهى محدثي عن سرد هذه القصة اسهب بالحديث عن اعمال هذا المختار واستغلاله للمختارية لصالحه الشخصي. وكيف كان يتسابق في إذائهم ومحاربتهم بطرق لعينة وخبيثة وملتوية وإذا عاتبه أحداً على شيء يدعي انه العبد المأمور.

 سقت هذه الحادثة وثقتي عالية ان هناك عشرات الحوادث من هذا النوع قد حدثت ولكي اقول:

 والآن هل سيبقى نظام المختارية الانكليزي القديم عندنا، على الرغم من عودت الانكليز إلينا ثانية بفضل حسنات نظام صدام وحزبه العتيد.. أم يجب إلغاء هذه المختارية وعدم العودة لها؟..

الأ يفكر مجلس الحكم ومجلس الوزراء الجديد ولجنة صياغة الدستور بألغاء الكثير من القوانين القديمة وابدالها بقوانين جديدة حضارية تخدم الانسان لا أن تعاقبه..

ان نظام المختارية هو أقبح نظام عرفه تاريخ العراق، فانت المواطن العراقي تحتاج دائما إلى شخص يزكيك ويزكي عراقيتك أمام الناس وأمام مؤسسات الدولة، حتى لو كان هذا المختار تافهاً وذو أخلاق سيئة قذرة فأنك مطالب بشهادته في شهادة الجنسية مع العلم أن جنسيتك عراقية، ومطالب ان يشهد أنك حي ترزق، واثبات اقامتك ومحل سكناك والعشرات من القضايا التي لا تحتاج إلى هذا المختار الذي  يمثلك وهو لا يستطيع تمثيل نفسه لولا خدماته الجليلة التي يقدمها للدولة واجهزتها الامنية ، لقد كان أكثرية هؤلاء عملاء للأنظمة ووكلاء للأجهزة الامنية التي تضطهد الناس وتراقبهم من خلالها ومن خلال عيون المختار الذي  يستطيع الولوج إلى اي بيت بحجة وأخرى لمعرفة  اسراره واشخاصه.. والكثير منهم كان يسرق من المواطنين وبخاصة الكادحين والفقراء وذوي الدخل المتوسط، من خلال ما اسلفنا ذكرنا من المعاملات مع مؤسسات الدولة.

ان قانون المختارية وبعد عقود من تاريخ العراق يجب أن يكون من مخلفات الماضي الذي لم ولن ينفع العراقيين بشيء إذا لم اقل مضرتهم وملاحقتهم وتمثيلهم بالباطل، افضل شيء حضاري ان تسن قوانين جديدة تناط بمجالس البلدية ومنحها نوع من الاستقلالية النسبية والمسؤولية في مناطقها لكي تستطيع وضع اليد على ما تحتاجه هذه المناطق من خدمات صحية واجتماعية وغيرها من المتطلبات الضرورية، وبالتالي أن لا يكون التعين من قبل الدول لمجلس البلدية ورئيسها بل ان يقوم سكنة البلدية المعينة بانتخاب المجلس والرئيس بطريقة سرية وديمقراطية.

                                                                                13 / 9 / 2003

 



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدتي.. هذا الذي ترينهُ، معقول.....!
- اسس تشكيل الوزارات هل يجب ان يكون لكل طائفة او حزب أو عشيرة ...
- ليس الحل بمجيء قوات تركية أو غيرها ! العراقييون المخلصون هم ...
- الدولة والمجتمع المدني والديمقراطية
- الأخت بنت كركوك المحترمة والوزارة الجديدة
- بعض ملامح نشوء الحركة النقالبية العربية - سوريا
- الغاء الفتوى / ضرورة فصل الدين عن الدولة لايمكن الاستهانة بش ...
- الأزهر واصدار الفتاوي تحريض على الفتنة وعدم مدّ يد العون وال ...
- لكن.. من أجلي، من أجل الله، لا.. لا تصحو
- بعض ملامح نشوء الحركة النقابية العربية
- هل مقاومة المحتلين.. تخريب وتدمير ممتلكات الشعب..؟
- مالفرق بين موقف مجلس الأمن وقراره الأخير 1500 وموقف الجامعة ...
- كيف يمكن أن نكون واقعيين ومنطقيين في تحليلاتنا واستنتاجاتنا ...
- وجع الغابات المنسي
- صنمية ذاتية الحركة في الأصنام
- كيف يمكن النظر إلى قضية التضامن العربي...! يحتاج العراق وال ...
- رغد ابنة الرئيس صدام حسين كانت فرحانة متشمتة ومتشفية غير مفج ...
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية- اتحاد النقابات ا ...
- ما هي المشكلة مع الكرد العراقيين والقضية الكردية
- لحظات للمراقبة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - هل سيبقى نظام المختارية في العراق ساري المفعول؟ اليس الافضل تقسم المناطق إلى بلديات لخدمة المواطنين واحتياجات المنطقة؟