لكن.. من أجلي، من أجل الله، لا.. لا تصحو

مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)

الحوار المتمدن-العدد: 575 - 2003 / 8 / 29 - 02:53
المحور: الادب والفن
    

                        
رأسكَ

لا ترفعهُ..

لا ترعبهُ
وادخله قليلاً
في الحفرةْ

لا تسبل عينيكْ

لا تغضب منْ حالكْ

أنت المثل الماثل في الاصنامْ

أنت الصنم الباقي من أصنامٍ تتحرك كالرابوت

قدّمهُ لنحاتٍ أعمى

كي ينحت في الواح الطين بقايا حوت فاقد وعيهْ

اطلب من رسامٍ تجريدي،

أن يرسمهُ،

 صنماً ناطقْ، لا يفهمهُ أحداً

جرب ان تبعث أنفاسك في كلّ خلاياه

اجعلها دافئةً

لا تتصلبْ

بعد الصلب إلى وضعٍ قدسي

قدس سركْ

لا تبخل في التقديس

فالتقديس على كل قفا من شال

جربْ..... في التجريبْ

أقبضْ..... في الريح

افسخْ..... بعد التسليخ

لا تفلس من مكرمةٍ

لا تمضغ في الحفرة أسنانكْ

لا تصفح ان كنت تخاف الأوهام

ضع رأسك في طبق التطبيقْ

فوق الاسمنت الحار

لا تخلد للبردِ

لا تخلد للثلج

واشرب حتى الزقوم مياه النارْ

لا تصحو..

الصحوة موتْ

الصحوة صوت القادم من بهو فقاعات التعتيم

اشرب من موتك حتى تشبع

اشرب في تقديس الببغاوات

كي لا... لا تصحو

لا تنفق كالكلب المجرب

لا تفلس في التنفيس

لا تفطس كالقرد على الابواب

جرب أن تفهم

لا تصعد للاعلى

لا تغضب من حالك

لا تشغل فكرك بالتاريخ

في التاريخ عواهر من صحوة قاموا قوادين

قادة قوادين بلا أرحام

لا تشغل نفسك بالثورات

عهد الثورات على كل قفا من شال

لا تتبجح بالشعرِ

عهد الشعراء على من مال بلا قامةْ

لكنْ.. من أجلي،

        من أجل الله..

                   لا..  لا تخمدْ

فالحفرة قادمة في اللحظات

لا تخمد في صحوك

فلّي ما فيك من الآفاتْ
لا تنعش فيك الصحوة

فلّي حالكَ

فلّي رأسكَ

فلّي الكلْ

فلّي النخوةَ

فلّي البلوة

لكنْ.. رأسكَ

لا تحشوه بآفات القمل

لكنْ.. من أجلي، 

             من أجل الله..

                      لا.. لا تصحو

التاريخ  الصحوة كذب في قامات الألسنْ
والتاريخ استنساخْ
 

                                           20 / 8 / ‏2003‏‏

/////////////////////////////////////////////////////////////////

 

#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل