أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - احمد سعد - بمناسبة المؤتمر ال 25 للحزب الشيوعي الاسرائيلي: لشحن هوية الحزب وتصليبها تنظيميًّا وفكريًّا















المزيد.....

بمناسبة المؤتمر ال 25 للحزب الشيوعي الاسرائيلي: لشحن هوية الحزب وتصليبها تنظيميًّا وفكريًّا


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1931 - 2007 / 5 / 30 - 12:02
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


على شرف المؤتمر الخامس والعشرين للحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي يصادف في نهاية هذا الاسبوع، لم يسعدني ويسعفني الحظ هذه المرة، ولاسباب موضوعية، ان اشارك هيئات الحزب المركزية وكوادر الحزب القاعدية في صياغة ومناقشة موضوعات هذا المؤتمر. لقد قرأت الموضوعات وتابعت اخبار التحضيرات في الفروع والمناطق ومناقشات وتحليلات الحزب للاوضاع العالمية والمنطقية والاسرائيلية، والمهام التي يطرحها الحزب على اجندته. ويستطيع كل انسان مستقيم وموضوعي ان يعتز بمصداقية وصحة النهج السياسي والاجتماعي للحزب الشيوعي الذي انعكس في صحة الموقف من القضايا المفصلية، ان كان ذلك في المواجهة المثابرة لسياسة القهر القومي الممارسة ضد الاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل، او جرائم سياسة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية ضد الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه القومية، او سياسة الافقار وتنامي وتصاعد مخاطر الفاشية العنصرية المعادية للعرب وللدمقراطية في ظل المنهج النيوليبرالي الهمجي، او فضح الهجمة الاستراتيجية للامبريالية الامريكية في المنطقة ومخططاتها العدوانية للهيمنة المباشرة ونهب خيرات شعوب الشرق الاوسط والاقصى وثرواتها الطبيعية.
انطلاقا من مسؤوليته التاريخية المبدئية يطرح الحزب امام المؤتمر الخامس والعشرين العديد من المهام الاساسية، بعضها للمباشرة في مواجهتها في الافق الاستراتيجي القريب، وبعضها للمباشرة في محاولة بناء قواعد مواجهتها وتنفيذها في الافق الاستراتيجي بعيد المدى. فقضية بلورة آليات لتنفيذ هذه المهام ليست قضية سهلة او تتعلق فقط برغبة ذاتية لدى الحزب او قيادته المركزية، بل تحتاج الى دراسة معمقة للواقع المحيط بمعطياته الموضوعية ودرجة جاهزية العوامل الذاتية ودرجة الوعي الجماهيري لجوهر ومدلول هذه المهام، فمهام مواجهة الاحتلال الاستيطاني وانجاز السلام العادل بانصاف الشعب الفلسطيني بحقه في الدولة والقدس والعودة، مواجهة الظلم والقهر والتمييز السلطوي ضد جماهيرنا العربية، مواجهة الفاشية العنصرية الداشعة في بلادنا. مواجهة المخاطر البيئية وبالطبع مواجهة المخطط الاستراتيجي العدواني الامبريالي الامريكي ومخاطر الطابع الوحشي للعولمة الرأسمالية، هذه المهام وغيرها تحتاج الى تنظيم آليات كفاحية تجتذب الى المعترك الكفاحي المشترك اليهودي – العربي اوسع الجماهير اليهودية والعربية.
للقيام بهذه المهام وغيرها اكد الحزب في موضوعات المؤتمر الخامس والعشرين امرين اساسيين الاول، تقوية الحزب، والثاني توسيع وزيادة دائرة نفوذه الجماهيري بالعمل على توسيع اطار جبهة الكفاح بجذب قوى سلام ومساواة وتقدم اجتماعي يهودية وعربية الى النضال المنظم. بتأكيده هذا وضع الحزب، وبشكل صحيح، يده على الجرح، ولكن ما اود التطرق اليه في سياق هذه المعالجة المتواضعة هو ابداء بعض الملاحظات حول طابع الحزب الذي بمقدوره القيام ومواجهة القضايا والمهام المذكورة، فبرأينا ما يميز الحزب الشيوعي الاسرائيلي على شرف مؤتمره الخامس والعشرين انه يوجد اجماع في هيئاته المركزية وفي كوادره المنطقية والقاعدية ولا يوجد أي نقاش او أي نوع من الانتقاد حول سياسة الحزب من مختلف القضايا المفصلية وغير المفصلية. وحتى انه من القوى السياسية المنافسة والمعادية للحزب لم تجد ما تقوله او تكتبه ضد المواقف السياسية للحزب. وهذه الحقيقة شهادة فخر واعتزاز لحزب يثبت مصداقية منهجه ونهجه السياسي. وهذه الحقيقة الساطعة تفرض على الشيوعيين وقفة جريئة مع الذات لفحص حالة البيت الجماعي ومدى قدرته على مواجهة اية عاصفة او هزة دخيلة والانطلاق بقوة اكبر لمواجهة المهام والتحديات المختلفة. فما يميز الحزب الشيوعي، أي حزب شيوعي ماركسي – لينيني، في وضعه الصحي، هو وحدة وتماسك هذا الحزب تنظيميا وفكريا وسياسيا. فالوحدة السياسية لا غبار عليها، كما ذكرنا، ولكن حسب رأيي، هنالك بواطن ضعف في المجالين التنظيمي والفكري يمكن التغلب عليهما ولا مفر من ذلك حتى ينطلق الحزب في تجسيد مهماته النضالية. وبالرغم من العلاقة الجدلية بين مجالات وحدة الحزب الثلاثة المذكورة فانني سأفصل بين التنظيم والفكر بهدف وضع الاصبع على مواطن الضعف، او بهدف ايلاء هذه القضية او تلك اهتماما اكبر من ناحية قادة الحزب.


* في المجال التنظيمي:لا احد يستطيع انكار حقيقة انه خلال الفترة بين المؤتمرين الرابع والعشرين والخامس والعشرين جرى تزييت العجلة التنظيمية اذ طرأ تحسن على الوضع التنظيمي وبرز الحزب على واجهة النضالات السياسية بأعلامه ورموزه، ولكن رغم ذلك بقيت بعض النواقص وبرزت ظواهر سلبية مسيئة للحزب ومناقضة لمبادئه ولاصوله التنظيمية اللينينية. واهم النواقص والظواهر:
اولا: لم يجر تغيير نوعي جذري في الحالة التنظيمية لعدد من الفروع لا يستهان به. ففي بعض الفروع يوجد شيوعيون، يهبون مثل الاسود في المعارك السياسية، ولكن اجتماع الفروع يكون على التساهيل وبشكل غير منظم احيانا، لا يعقد اجتماع خلال شهر او سنة، والسؤال هو، اذا لا يجتمع الفرع بشكل منظم فكيف سيعالجون قضايا اهالي بلدهم او مناقشة مواقف الحزب المختلفة. وفي بعض الفروع جرى دمج اجتماعات الحزب والجبهة، "خلط ملط" تنظيميا، ولهذا فان تقوية الحزب تستدعي تقوية تنظيماته القاعدية بتعزيز روابط العلاقة بين الهيئات المنطقية والمركزية من جهة والتنظيمات القاعدية من ناحية اخرى.
ثانيا: في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي جرى التأكيد على اهمية محاربة ظاهرة "البوسيزم" السلبية والمضرة للحزب، فالبوسيزم شكل من اشكال الخصخصة الحزبية، فهذا المسؤول او ذاك يتصرف وكأنه الحاكم الآمر والمسؤول عن عزبته يضرب عرض الحائط بالمبدأ التنظيمي الاساسي "المركزية الدمقراطية"، مستهترا بالاطر التنظيمية للحزب، ينشط على هواه مستخفا بالمرجعية الحزبية وبجماعية العمل واتخاذ القرار.
ثالثا: تسريب قرارات الهيئات الحزبية الى الخارج والى الرفاق "المقربين" من هذا "البوس" او ذاك، ما يؤدي الى الثرثرة والشوشرة والى صرف انظار الرفاق عن قضايا الكفاح الاساسية، والاخطر من ذلك ان تسريب الاخبار الداخلية يساعد على بروز "شخصنة" الصراع وكأنه لا يوجد في الحزب أي صراع فكري ايديولوجي، بل صراع ثيران بين هذا الزعيم وذاك، ظاهرة اذا ما جرى محاربتها والقضاء عليها قد تكون بذرة تكتل قد تؤدي الى انقسام لا يخدم ابدا مصلحة الحزب ومواجهته لقضايا الكفاح.
رابعا: عدم المساءلة والمحاسبة وفقا لدستور الحزب يقود الى الميوعة التنظيمية والى التطاول على الحزب ومبادئه التنظيمية، يجب ان لا يكون هنالك "فرفور ذنبه مغفور" يجب مساءلة الجميع من اعلى الهرم التنظيمي الى جنود القاعدة.
خامسا: لا يمكن اخراج صحيفة "الاتحاد" من المجال التنظيمي، فبمدى تجنّد رفاق اكثر لزيادة اشتراكات "الاتحاد" فانه يساهم اكثر في دفع عجلة الصحيفة الى الامام، ومن المخجل بمكان ان رفاقا في الحزب غير مشتركين في "الاتحاد".


* ألمجال الفكري:إن تنظيم التثقيف الايديولوجي على مختلف المستويات من القضايا المركزية، الاساسية المطروحة امام المؤتمر الخامس والعشرين وما بعده، اذا استثنينا بعض الشطحات الفكرية التي تبرز احيانا في صحيفة "الاتحاد" وبعض المحاضرات النظرية في بعض الفروع، فانه للاسف ينقص تنظيم برنامج منهجي للتثقيف. فمن الاهمية بمكان لمواصلة الطابع المميز للحزب كحزب ثوري وطبقي مكافح رفع درجة الوعي الفكري للرفاق. فنحن نعيش في بلاد تزخر بالتيارات الفكرية المتعددة، تيارات الصهيونية المختلفة، التيارات الاسلامية الاصولية والعربية القومجية وما تجسده هذه الاحزاب والتيارات من برامج سياسية واجتماعية تستدعي مواجهتها. واذا لم تكن كوادرنا الحزبية وهيئاتها القيادية مصقولة فكريا فانها لن تصمد في المواجهات وتنزلق الى مواقف سياسية خاطئة، وتغرق في لجة متاهات لا اول لها ولا آخر. لو كان الكادر وقسم من القادة معبّأ فكريا لما سمعنا بعض الاصوات، تارة بالخفاء وتارة جهارا، تتحدث "مخمس مردود" عن تحويل الحزب الى جبهة او الجبهة الى حزب، ولا تدرك الفوارق الجوهرية بين تنظيم تحالفات سياسية مع الحزب الشيوعي حول برنامج سياسي – اجتماعي وبين حزب طبقي ثوري تنير طريقه ايديولوجية تقدمية تناضل من اجل مجتمع آخر، مجتمع العدالة الاجتماعية والمساواة حيث ينعم الانسان في ظل نظام لا يعرف أي شكل من اشكال الاضطهاد والتمييز. من الاهمية بمكان تعميق التثقيف الاممي بروح الوطنية الصادقة واخوّة الشعوب الحقيقية.
ان حزبا يطرح بجرأة مواطن الضعف والنواقص دلالة على قوته واصراره على المواجهة والتغلب على المشاكل، بهدف الانطلاق الى الامام بقوة وبعزيمة الثوار.





#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الشبل من ذاك الأسد!-
- كل يوم ارض وشعبنا بخير... خواطر بين الألم والأمل
- نحو دراسة جدية لواقع ودور أقليّتنا القومية الكفاحي
- في إطار الحراك السياسي المكثف لبنان يطرح مثلا يحتذى للوحدة ا ...
- شتان ما بين الكوسموبوليتية والاممية الثورية في مدلول الموقف ...
- في الذكرى السنوية ال 50 لمجزرة كفرقاسم: باقون كالصبار نتحدى ...
- لن يكون الشرق الأوسط مزرعة دواجن أمريكية – إسرائيلية
- شوفوا الاعتدال والدمقراطية في العراق مثلا.. ألأهداف الحقيقية ...
- في الذكرى السنوية السادسة لمجزرة القدس والاقصى وهبّة جماهيرن ...
- مع افتتاح الدورة ال 61 للجمعية العمومية: هل من جديد يَختمر د ...
- كي نجعل الشمس تشرق مجددا... قمّة هافانا لحركة دول عدم الانحي ...
- في الذكرى السنوية الخامسة ل 11 سبتمبر: ممارسة عولمة ارهاب ال ...
- على هامش المهرجان الاحتفالي بتأسيس الحزب الشيوعي البرتغالي و ...
- من معالم تعمّق أزمة حكومة اولمرت- بيرتس: إقامة لجان فحص حكوم ...
- ألبرنامج النووي الايراني في أرجوحة التطوّر والصراع
- ألمدلولات السياسية لقرار مجلس الامن الدولي بوقف النار
- هل ينجح تحالف العدوان الإسرائيلي – الأمريكي بتحقيق أهدافه ال ...
- ويبقى السَّلبود نكرة مرذولة!
- صيانة وتعزيز الوحدة الوطنية اللبنانية المحكّ الاساسي لإفشال ...
- أعداء الانسانية يرتكبون مجزرة قانا الوحشية كوسيلة لفرض الامل ...


المزيد.....




- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - احمد سعد - بمناسبة المؤتمر ال 25 للحزب الشيوعي الاسرائيلي: لشحن هوية الحزب وتصليبها تنظيميًّا وفكريًّا