ويبقى السَّلبود نكرة مرذولة!

احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 10:40
المحور: الصحافة والاعلام
    

ألذهب الصافي لا يطاله الصدأ ابدا، ولا يفقد لمعانه الأخّاذ مهما طال الزمن وتراكمت سنوات العمر. وصحيفة "الاتحاد" يا ابني لم تكن يوما ذهبًا مغشوشا على الساحة الوطنية، انا لست عضوا في الحزب الشيوعي، ولكنني من المدمنين على قراءة "الاتحاد" منذ السنوات الاولى بعد نكبة شعبنا، تجاوزعمري الثمانين سنة وشهادة لوجه الله تعالى ان "الاتحاد" لم تغير يوما هويتها المميزة، كانت ولا تزال تحتضن صدق الموقف، مبدئية في طروحاتها، جريئة وشجاعة ومقاتلة في الدفاع عن الحق ومواجهة الظلم والظالمين، قلقت وحزنت جدا عندما سمعت خبر ان صاروخا اعمى اصاب كبد البناية التاريخية لـ "الاتحاد" التي تختزن مساماتها ارشيف تاريخ تطور شعبنا وجماهيرنا في شتى المجالات وتخرّج من جامعتها كوكبة لامعة من القادة السياسيين والادباء من الكتاب والشعراء والباحثين الذين نعتز بهم، وشهرتهم وصلت الى مختلف البلدان العربية والاجنبية. اتصلت يا ابني لاطمئن عليكم ولاقول قلبي معكم، مش مهم اسمي، سجل واحد من جنود "الاتحاد". من صوته قدرت انه من منطقة قرى البطوف، تأثرنا كثيرا من هذا الحب الجارف والتقدير الذي لا يقدر بثمن الذي يكنه شعبنا وجماهيرنا لمنبره الكفاحي، حادي مسيرته الحضارية الكفاحية الانسانية عبر عشرات السنين. قصفَنا الاهل، من رفاق واصدقاء وقراء ومن مختلف التيارات السياسية، بمكالمات التضامن الهاتفية التي تعبر بصدق عن مدى التقدير لصحيفة "الاتحاد" ولدورها التاريخي المشرف على ساحة التطور السياسي والاجتماعي والثقافي. لم يبق أي فصيل مقاومة فلسطيني من قادته وكتابه وصحفييه، من فتح الى حزب الشعب الى الجبهتين الدمقراطية والشعبية، الا واتصلوا متضامنين ومحيين ومقدرين الدور الكفاحي لصحيفة "الاتحاد" والحزب الشيوعي.
حتى وسائل الاعلام العبرية المرئية والمقروءة والمسموعة لم تستطع تجاهل الحدث واهتمت بنقل الصورة عن تاريخ اعرق صحيفة عربية يسارية مقاتلة في اسرائيل، عمرها اكبر من عمر الدولة والنكبة. وكما في الواقع توجد القاعدة، توجد ايضا الشواذ عن القاعدة. وارذل الشاذين عن القاعدة هم السلابيد، والسلبود هو الانسان الانتهازي الذي يتحيّن الفرص السانحة للاصطياد في المياه العكرة خدمة لمصلحته الانانية الشخصية.
وارذل السلابيد هو السلبود الذي يبوّل في الصحن الذي يتبلعس منه. فأحد هؤلاء السلابيد كان غارقا في صنّة الصحف الصهيونية فانقذته "الاتحاد" واخواتها من المستنقع ونظفته وفتحت له صدرها، لمّعته اكثر مما يستاهل، ولكن "وإن انت اكرمت اللئيم تمردا"، لم يكن نظيف اليد وخان الامانة وخرج متلبسا بجريمة وساخة اليد. وانتهازيته جعلته ينطنط مثل الجندب من مكان الى آخر ركضا وراء المنفعة الشخصية. وفي هذا الوقت العصيب الذي تحظى فيه "الاتحاد" بتضامن من جميع الشرفاء يأبى السلبود الا ان يبقى نكرة شاذة مرذولة. في هذا الوقت بالذات لا يجد ناكر الجميل ما يصف به صحيفة "الاتحاد" سوى انها "صحيفة بائسة" فاذا كانت "الاتحاد" صحيفة حقيرة وبائسة فلماذا تحاول وتدافش بين حين وآخر ان تنشر لك بعض كتاباتك؟ فماذا يكون اذن من ينشر في صحيفة بائسة وحقيرة يا هذا؟ نحن نترفع عن قول الشق الاول من المثل انطلاقا من احترامنا للانسان، ونكتفي بالشق الثاني، "...والقافلة تسير"، ونحن نستعد مع كل محبي "الاتحاد" للاحتفال باضاءة الشمعة الخامسة والستين من عمر "الاتحاد" المتجدد في العام الفين وتسعة. ونطمئن من اصابهم القلق على مصير ارشيف شعبهم في "الاتحاد" ان الارشيف بخير وقيد الصيانة قريبا.

#احمد_سعد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات