أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد سعد - حرب ارهاب الدولة المنظم على لبنان















المزيد.....

حرب ارهاب الدولة المنظم على لبنان


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1616 - 2006 / 7 / 19 - 13:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ألحرب العدوانية على لبنان جزء عضوي من الاستراتيجية الامريكية – الاسرائيلية للهيمنة على المنطقة وتدجين أنظمتها وشعوبها
مضت خمسة ايام على الحرب التصعيدية العدوانية الاسرائيلية على لبنان. ويومًا بعد يوم يتضح اكثر الطابع الاستراتيجي لهذه الحرب واهدافها الاستراتيجية المحددة التي لا تخدم ابدا المصالح الحقيقية للشعب اللبناني ولتطور لبنان مستقبلا وحتى لمستقبل تطور جميع بلدان وشعوب المنطقة.
حسب رؤيتنا لحقيقة الصراع وابعاده السياسية فان الحرب التدميرية الهمجية التي تشنها العدوانية الاسرائيلية على لبنان تندرج في اطار الخطة الاستراتيجية العدوانية الامريكية – الاسرائيلية للهيمنة في المنطقة، والقضاء على جميع القوى والانظمة التي تعترض او تناهض هذه الخطة الاستعمارية الجديدة، وذلك بهدف تدجين بلدان وانظمة وشعوب المنطقة في حظيرة خدمة مصالح تحالف الشر الامريكي - الاسرائيلي ومصالح احتكاراتها متعددة الجنسيات وعابرة القارات. بعض المتواطئين مع المشروع العدواني الامريكي – الاسرائيلي يعملون على اختلاق التبريرات لشرعنة الحرب التدميرية العدوانية على لبنان من خلال اختزال اسبابها الحقيقية بأسر جنديين اسرائيليين على ايدي قوات المقاومة اللبنانية من مقاتلي حزب الله، وتحميل حزب الله المسؤولية عن اندلاع الحرب!! قد نناقش، وهذا من الشرعية والمنطق بمكان، حزب الله وقادته حول مدى الحكمة في العملية الجريئة التي ادت الى قتل واسر جنود اسرائيليين، مدى مصداقيتها في توقيت وظروف توازن قوى يرجح مؤقتا كفة ذئاب العدوان الذين يغرزون انيابهم السامة في اللحم الفلسطيني في غزة والمناطق المحتلة ويؤججون فتنة الصراع الطائفي المخضب بدماء الضحايا من السنّة والشيعة في العراق ويهددون بافتراس سوريا وايران. قد نناقش هذا الامر، ولكن الشيء الواضح للعيان ان العدوانية الاسرائيلية وبدعم وتنسيق مع حليفها الاستراتيجي الامريكي وبتواطؤ مع بعض القوى والانظمة اللبنانية والعربية استغلت اسر الجنديين بأيدي حزب الله كذريعة لتنفيذ وتجسيد مخطط مبرمج ومبيّت ضد لبنان وبهدف بلورة نظام جديد في لبنان مدجن امريكيا واسرائيليا. وقد حاولت القوى الامبريالية، وخاصة الامريكية والفرنسية بالتواطؤ مع القوى اللبنانية العميلة لها استغلال اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري لتجسيد خطة التدجين والهيمنة في لبنان "سلميا" وعن طريق التدخل الامريكي الفظ في الشأن الداخلي اللبناني.
وشرعنوا هذا التدخل، والذي هدفه صياغة معادلة جديدة في لبنان توصل الى سدة الحكم نظاما يرقص في الحلبة الامريكية، شرعنوا هذا التدخل باصدار قرار 1559 في مجلس الامن الدولي تحت مكبس الضغط الامريكي – الفرنسي والاصابع الاسرائيلية غير المخفية. وتضمن قرار مجلس الامن الدولي ثلاثة بنود اساسية هي: اخراج القوات السورية من لبنان، تجريد حزب الله والمخيمات الفلسطينية من السلاح وانتشار قوات الجيش اللبناني لفرض سيادته على الحدود مع اسرائيل. واخرجت سوريا جميع قواتها ورجال مخابراتها من لبنان، اما تجريد المقاومة اللبنانية وخاصة حزب الله من السلاح، فقد لاقى معارضة شديدة من حزب الله وقوى لبنانية متعددة، واسباب المعارضة تعود الى حقيقة ان المقاومة اللبنانية التي في مركزها حزب الله ليست مجرد ميليشيا مسلحة بل حركة مقاومة وطنية تدافع عن وطن لا تزال بعض اراضيه في الجنوب، في مزارع شبعا تحت الاحتلال الاسرائيلي، وجرى الاتفاق بين مختلف المحاور والاطراف اللبنانية ان تبقى قضية سلاح المقاومة على اجندة الحوار الوطني اللبناني – اللبناني. وهذا الاتفاق الوطني اللبناني حول عدم المس بسلاح المقاومة في المرحلة الراهنة وبقاء هذا الموضوع مفتوحا على اجندة الحوار الوطني لم يعجبا بعض القوى اللبنانية التي تتنفس من الرئة الامريكية والمدجنة امريكيا، فهي واسيادها ترى في تجريد المقاومة اللبنانية والمخيمات الفلسطينية من السلاح شرطا لا بد منه لترجيح كفة دواجن امريكا واسرائيل على ساحة الصراع في لبنان ولبلورة الطابع المدجن لهوية تطور لبنان المستقبل.
ان ما فشل المتآمرون من لبنانيين واسيادهم الامريكيين والاسرائيليين من تحقيقه "سلميا" يأملون اليوم ان يحققوه عن طريق الحرب التدميرية الهمجية الاسرائيلية. فحكومة الكوارث والاجرام الاولمرتية – البيرتسية تشن حرب ارهاب الدولة المنظم على لبنان لتحقيق ثلاثة اهداف مركزية، هي:
* اولا: القضاء على المقاومة اللبنانية وبنيتها العسكرية والمدنية وامتهان واذلال كرامة الشعب اللبناني الوطنية وتدمير بنيته التحتية. وهذا الهدف ينسجم مع بند تجريد المقاومة من السلاح الوارد في قرار مجلس الامن الدولي 1559! فخلال الخمسة ايام ارتكب الطيران الاسرائيلي جرائم حرب بقصفه المدنيين اللبنانيين في مختلف المدن والقرى اللبنانية . وبتدميره الجسور والطرق والموانئ ومحطات الكهرباء والمياه ومدرج مطار بيروت الدولي ووضع كل الدولة اللبنانية في معسكر اعتقال محاصر برا وبحرا وجوا. وتحظى اسرائيل العدوان بدعم مطلق لعدوانها من ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية. ويلجأ تحالف الشر الاسرائيلي – الامريكي الى تضليل الرأي العام العالمي بادعاء ان الحرب الاسرائيلية تجري ضد حزب الله الارهابي الذي يؤلف عامل عدم استقرار في المنطقة سوية مع حلفائه، النظامين الايراني والسوري وحركة حماس الفلسطينية. وحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت احرونوت" 17/7/2006 بانه وبالتنسيق مع الادارة الامريكية اقامت مصر والسعودية والاردن وقطر "جبهة نشاط ضد حزب الله" وان هذه الجبهة تنشط من وراء الستار لتفكيك حزب الله وتجريده من السلاح وطرد "المرشدين" الايرانيين من لبنان، وانه حسب رأي هذه الجبهة بان ما قام به حزب الله كان بمبادرة من ايران، وان هذه الجبهة تنسق نشاطها مع مسؤولين امريكيين رفيعي المستوى ومع سعد الحريري ابن رفيق الحريري الذي تربطه علاقات وطيدة مع النظام السعودي. فعمليا ما يرافق هذه الحرب العدوانية هو ان الصورة تتضح اكثر حول الفرز التقاطبي الحاصل، من ناحية قطب التحالف الاستراتيجي العدواني الامريكي – الاسرائيلي الذي يمارس البلطجة والعدوان بهدف الهيمنة في المنطقة وتدجين انظمتها وشعوبها في خدمة مصالحه، ويسحج في صف هذا التحالف ويتواطأ معه العديد من الانظمة العربية. مقابل هذا القطب تقف حركات المقاومة والقوى التقدمية والنظام السوري في المنطقة وبضمنها حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
* ثانيا: الاختفاء وراء فرض سيادة الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية بهدف التطهير العرقي للجنوب اللبناني وتهجير سكان قراه قسريا. فالعدوان الهمجي الاسرائيلي يرتكب جرائم حرب ضد اهالي قرى الجنوب اللبناني، ولا تقتصر هذه الجرائم بقصف يهدم البيوت ويرتكب المجازر بقصف اعمار المدنيين من الرجال والنساء والاطفال والشبان، بل يرافق ذلك اوامر الغزاة الاسرائيليين لسكان هذه القرى بالرحيل، بتهجيرهم الى الشمال، الى ما بعد نهر الليطاني. ولا يخفي المعتدي الاسرائيلي هدفه ونواياه باقامة منطقة عازلة في الجنوب اللبناني خالية من اللبنانيين وباعتبار ان اهالي الجنوب السند الاستراتيجي والعمق الاستراتيجي للمقاومة اللبنانية، فالمعتدي الاسرائيلي يريد الانتقام من اهالي الجنوب الذين دحروا المحتل من الجنوب، يريد الانتقام بارتكاب المجازر وبالتهجير.
* ثالثا: يطرح المحتل الغازي الاسرائيلي ضمن اهدافه اطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين الاسيرين في لبنان دون قيد او شروط.
ان هذه الاهداف الثلاثة بمثابة املاءات يعمل التحالف الاستراتيجي العدواني الاسرائيلي الامريكي المدعوم بتواطؤ عربي رسمي معيب ومهين يعني تجسيدها نجاح المخطط الاستراتيجي للدوس على سيادة وكرامة بلدان وشعوب المنطقة. والسؤال الذي يطرح نفسه هو، هل في الافق ما يبشر باحتمال قلب معادلة المعتدين رأسا على عقب وافشال مخططهم واهدافه السوداء؟ ليس لدينا الوهم بان تنظيم حزب الله بقوته العسكرية المحدودة سيحسم المعركة عسكريا ويهزم دولة ذات ترسانة عسكرية كاسرائيل تعتبر بمخزونها العسكري المتطور وباسلحتها الامريكية المدمرة دولة عسكرية عظمى، ولكننا على ثقة تامة بان العدوانية الاسرائيلية ومهما ارتكبت من مجازر وتدمير وتخريب في لبنان، فانها لن تستطيع حسم الصراع عسكريا وتجسيد اهدافها السياسية. فصمود الشعب اللبناني البطولي في مواجهة جرائم الطغاة المعتدين قد يحرك الضمير الانساني الميت، ويرفع درجة الحرارة لتحريك الدماء المتخثرة في الشرايين العربية، لتنطلق الى شوارع الكفاح وساحاته الالوف المؤلفة من المتظاهرين المطالبين، بكبح جماح ووقف الحرب الاستراتيجية العدوانية الاسرائيلية على لبنان وعلى المناطق الفلسطينية المحتلة. ان يؤدي هذا الصمود اللبناني والفلسطيني الى تحرك الاسرة الدولية وهيئة الشرعية الدولية لوقف العدوان الاسرائيلي، واجبار المعتدي الجلوس حول طاولة المفاوضات السياسية، بهدف التوصل الى الحلول العادلة لانهاء حمام دم الصراع.
ولا مخرج من دوامة الصراع الدامي الا بالكف عن سياسة العدوان الاسرائيلية – الامريكية والجنوح الى التفاوض لانجاز تسوية عادلة تحترم الحقوق الوطنية الشرعية لكل طرف.
ولا يسعني في هذا السياق الا تحية الوف المتظاهرين من قوى السلام الاسرائيلية، التي في هذا الظرف الموبوء والمعبأ بهستيريا جنون الحرب والغطرسة العسكرية العدوانية، في مثل هذه الظروف تظاهروا في مركز تل ابيب ضد الحرب على لبنان والمناطق الفلسطينية ومطالبين حكومة الكوارث والحرب والجرائم الاولمرتية – البيرتسية بوقف بلطجتها العدوانية والجنوح الى التفاوض والسلام.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاصي العرب يقاقون في القن الامريكي - الاسرائيلي
- منهجكم الشاروني المخضّب بدماء العدوان والمجازر مصيره الفشل ي ...
- تفعيل مكاب الضغط لا بديل للمفاوضات السياسية يا حكومة الحرب و ...
- في الذكرى السنوية الثانية لقرارات محكمة لاهاي الدولية: من لا ...
- نشّف الحليب وقلّت قيمة الراعي
- هل الدافع الحقيقي لاجتياح القطاع خطف الجندي يا حكومة المجرمي ...
- خدمة المصلحة الوطنية العليا المحك الاساس للوحدة الوطنية الكف ...
- على ضوء انعقاد منتدى قيسارية: هل يمكن الفصل بين محاربة الفقر ...
- ألوحدة الوطنية الفلسطينية الخيار المصيري لدحر العدوان ومخطّط ...
- مهام وتحديات أساسية على أجندة الحزب الشيوعي الاسرائيلي
- ما لكم سوى وحدة الصف الكفاحية إرحموا شعبكم من مغبة تصرفكم!
- بناء على معطيات تقرير -المعهد الاسرائيلي للدمقراطية-: النيول ...
- مقاومة المحتلين بدأت قبل الزرقاوي ولن تنتهي بعده! لسنا مع ال ...
- لن ينجح الدجالون اعداء الحزب الشيوعي في دق الاسافين بين الحز ...
- ماذا وراء لقاء مبارك – اولمرت في شرم الشيخ؟
- في الذكرى السنوية ال39 للحرب والاحتلال: اما لهذا الليل المدل ...
- العربوش عربوش حتى لو وصل اعلى العروش
- هل ما يبعث على التفاؤل من محادثات أولمرت- بوش في واشنطن؟
- ألم يحن الوقت لترتيب البيت الفلسطيني؟!
- على ضوء معطيات دائرة الاحصاء المركزية: هل تعيش اسرائيل فعلا ...


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد سعد - حرب ارهاب الدولة المنظم على لبنان