أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - العربوش عربوش حتى لو وصل اعلى العروش














المزيد.....

العربوش عربوش حتى لو وصل اعلى العروش


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1565 - 2006 / 5 / 29 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهما يجابر ويكابد الواحد بتظل الخسارة الله يلعن فاطسها، صعبة وبتعمي القمار والبصار، والشطارة كيف بسرعة تسترد انفاس العافية ولا ينقطع نفسك، قال ابو فاتن النهراوي وتابع، امام شعبنا وجماهيرنا قضايا وتحديات اهم بكثير من خسارة جولة انتخابية، العنصرية صارت ضاربة طنابها في بلادنا، بطل العربي آمن لا ان راح على شاطئ البحر او الى حديقة عامة او الى مسرحية مسائية او الى لعبة كرة قدم، ينقض عليه العنصريون مثل كلاب عرعش المسعورة، كأن العربي قاتل ابوهم او متعدي على عرض امهاتهم، ولكن هل يمكن لسياسة رسمية تمارس العنصرية ان تخلف غير بناديق العنصرية واقزام الفاشية!!
ضحكت، فقطب ابو فاتن جبينه وقال: هل ما قلته موجب للضحك؟ ذهبت بعيدا يا ابا فاتن، كل ما قلت عين الصواب وابصم عليه بالعشرة، حديثك عن العنصرية ذكرني بزميل سابق لي على مقاعد المدرسة الثانوية قرر بعد تخرجه ان يكون من ذباب المزبلة. ففي المدرسة كان من انصارنا ولا يحلف الا بالله وبمبادئ لينين، انهى دراسته بشهادة ساقط، وبعد ان انتقل الى قريته الجليلية انقطعت اخباره عنا، عليم الله انني لم ار صورة وجهه منذ اكثر من ثلاثين سنة. كنت اتلقط اخباره من رفاقي في بلده. علمت انه صار يكره الشيوعية على الريحة، فالعداء للشيوعية كان تذكرة المرور لضمان وظيفة ممهورة بختم قلم المخابرات. اراد ان يكون معلما، قال له اسياده انت غير ملائم، معك شهادة حمار، قبلوه جنديا في جيش القمع والاحتلال، تقمص ثوب الحضارة الى درجة انه غير اسمه العربوشي واصبح بقدرة المدنية اسمه "ايلي"، طلق اللغة العربية واعتاد لسانه على التكلم بلغة "المخيخمة". تدرج في المناصب بسرعة، من جندي الى شاويش حتى اصبح ضابطا، الظاهر انه اجاد في اتقان اسلوب هولاكو في التعامل مع ابناء شعبه الذي تخلى عن هوية الانتساب اليهم. قبل حوالي سنة وانا اتصفح جريدة "يديعوت احرونوت" بصعوبة تعرفت على صورة العربوش ايلي، وما حرّر انه اخذ زوجته وابناءه الى بركة السباحة في تل ابيب، وفيما كان ايلي ينعم بمياه البركة الراكدة انقض عليه خمسة من الشباب اليهودي العنصري، اشبعوه ضربا، صار وجهه مثل خارطة بلدنا، طلوع ونزول ومنفخ مثل كردوش الطابون، لم يشفع له ترديده انه ضابط ويختلف عن باقي امة العربوشيم، كانوا يضربونه ومع كل لكمة يرددون "انت عربوش قذر جاي تلصلص على لحم نسوان اليهود"! ورقد المحترم في المستشفى للعلاج عدة ايام. قبل شهر شاركت فرح احد المعارف بزواج ابنه في قرية العربوش ايلي. جاهدني العرق في صف "الحوالوم" خرجت من الصف واسترحت على كرسي، رأيت ايلي، تجاهلته، توجه نحوي، عبطني وهات بوس لحى، قرفت، شعر ببروده استقبالي له، جلس بقربي، وانفتح في الحديث، قال "انا بعرف اني صرت مثل الكلب الاجرب، معزول بين اهلي، بستاهل مليون صرماي على خلقتي، اسأت لشعبي ولنفسي ويا ريت طلعت ببياض الوجه مع العنصريين الذين خدمتهم، رجعت قبل اسبوعين مع زوجتي من قبرص، تصور انا الضابط زلبطوني وبهدلوني في المطار انا وزوجتي، قالوا لي اوامر الامن تفتيش كل عربي، حلفت يمين ان اخلع البدلة واترك الجيش وشلحتها واستقلت من الجيش. انا عارف بَطّل الي مكان بين اهلي وشعبي، بعت السيارة والبيت واخذت تعويضاتي من الجيش، سأهاجر مطلع الشهر القادم الى كندا، رتبت اموري، آمل ان تساعدني الغربة على التكفير عن اعمالي السودة، واطلب المغفرة من شعبي ومن رب العباد".
فيا عزيزي ابو فاتن تعودنا ان يكون نفسنا طويلا دائما، سنصبر هنا في وطنا حتى يعجز الصبر عن صبرنا، ونعزز صبرنا بمواصلة حمل الراية النضالية في معركتنا ضد السياسة العنصرية ودرنها السرطاني المنتشر. ففي نظر السياسة العنصرية كلنا عرب وبغض النظر عن هوية الانتماء او المركز الوظيفي، فالعربوش في نظر العنصريين يظل عربوشا حتى لو وصل الى اعلى العروش.
ولا خيار امامنا سوى وحدة الصف الكفاحية العربية- العربية والعربية- اليهودية لمواجهة وتكسير انياب العنصرية والفاشية.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ما يبعث على التفاؤل من محادثات أولمرت- بوش في واشنطن؟
- ألم يحن الوقت لترتيب البيت الفلسطيني؟!
- على ضوء معطيات دائرة الاحصاء المركزية: هل تعيش اسرائيل فعلا ...
- زيتون المثلث الذي غرسته يا عبد الحميد ابو عيطة سيبقى أخضر مو ...
- في الذكرى السنوية ال 61 للنصر على النازية: لتوحيد قوى الكفاح ...
- على ضوء طرح الميزانية للقراءة الاولى: هل ستتأرجح هذه الحكومة ...
- حنين مقاتل قديم
- ألمدلول السياسي للتغيّرات التقدمية العاصفة في بوليفيا وأمريك ...
- ستبقى أعلام الطبقة العاملة والتضامن والكفاح الحمراء خفّاقة
- ألعودة حق ولا عودة عنه !
- ألمدلول الحقيقي للشراكة الاستراتيجية بين حزبي كديما والعمل!
- لا مكان لذكر الشيطان الطائفي بيننا
- لا مفرّ من الوحدة يا شعبنا لمواجهة الذئاب المفترسة للحقوق
- لن نتخلّى عن هُوية حزبنا وجبهتنا الامميّة المميّزة يا غازي أ ...
- لمواجهة الخطة الاستراتيجية الكارثية لحكومة كديما الشارونية
- ألجبهة عزّزت من مكانتها جماهيريًا ومن تمثيلها برلمانيًا ألمد ...
- ليكنْ قرار الضمير نعم للجبهة، وألف لا للاحزاب الصهيونية
- وتبقى الجبهة هي الاصل
- تحدٍّ لسياسة الاقتلاع الصهيونية- لِرفع نسبة التصويت بين جماه ...
- لن تضيع لحانا بين حانا -العمل- ومانا -كديما- و -الليكود


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - العربوش عربوش حتى لو وصل اعلى العروش