أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - لا تشيني ديك ولا العراق دجاجة تبيض ذهبا اسود !














المزيد.....

لا تشيني ديك ولا العراق دجاجة تبيض ذهبا اسود !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1914 - 2007 / 5 / 13 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعيش السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء هذه الايام على صفيح اكثر من ساخن ، تتقافز عليه عناصرها في محاولة للتسابق مع الزمن لتنفيذ ما هو مطلوب منها وعلى وجه السرعة وبالتحديد انجاز مايساعد ادارة البيت الابيض لمواجهة الضغوط المتصاعدة شعبيا ورسميا من قبل الديمقراطيين واغلبيتهم النيابية في الكونغرس ، والعازمة على اجبار بوش لوضع جدول زمني لانسحاب قواته من العراق ، السفارة والقيادة العسكرية الامريكية في العراق يحاولان عبر موجة شد الخيوط المحاكة منذ ان ارسى بريمر اسس الحكم الامريكي فيه ، وبمزيد من الشد من خلال الزيارات الميدانية وعلى كل المستويات لبرم ما تم غزله من الخيوط طويلة التيلة والاخرى القصيرة ، حيث تحوك الطويلة مواصلة حياكة عراق جديد لا يملك الا ان ينخ لما يشرعه البيت الابيض من مشاريع ثابتة ومتحركة تحتوي العراق وتنطلق منه لبلع كلي لمنطقة الشرق الاوسط الكبير بنفطه وموقعه ومقاومته ، وحتى يعاد استخدام الخام العراقي ضمن هذا النسيج الشيطاني ، ومن اجل تقليل تكلفة المشروع لابد من تفكيك النسيج الاصيل للعراق واعادة غزله بعزله عن بعضه البعض بخيوط غريبة وخطوط مصنعة ومختلقة فيها الوان الدم الطائفي والعرقي والمرتزق فيها كل ما فيها الا العراق الحر والمستقل والموحد والقوي.

يريدون قواعد عسكرية تحمي ابار النفط التي وضعوا اياديهم عليها ، يريدون واجهة عراقية ضعيفة ومتنازعة لا تستطيع اتخاذ اي قرار لا ترتضيه امريكا ، يريدون انهاء اي تفكير بجيش عراقي حقيقي قوي وندي يستطيع الدفاع عن الوطن وحماية امن المواطن ، يريدون عراقا يطبع من تحت وفوق مع اسرائيل ، ويريدون فتح العراق على مصراعيه لتغلغلها ، اما الخطوط والخيوط قصيرة التيلة فهي تحاك بالقطعة لتمرير قانون النفط والغاز الجديد المعد امريكيا لفترة اقصاها نهاية الصيف الحالي لذلك كان السفير الامريكي حريص على ان يتنازل مايسمى بالبرلمان العراقي عن اجازته الصيفية وهذا ما أمر به بوش ايضا كي يتسنى له اقرار مشروع القانون الجديد ، علما ان اعضاء المجلس يريدون الاجازة هربا من حرارة المقاومة التي لا يفيد معها اكبر مكيفات الهواء الامريكية المستخدمة لتخفيف اثر حرارة صيف بغداد الصاهر والقاهر ، على المحتلين وعملائهم في المنطقة الخضراء !
ان المحتلين وخدمهم يسعون لاستدراج المقاومة لفخ السلطة ، اوعلى اقل تقدير كبح جماحها وتجفيف منابعها بتكريس اسوار العزل المناطقي والطائفي والعرقي ، وحتى يتم لهم ذلك وبسلاسة تجهض مراد الضغوط الداخلية الامريكية وتمتص نقمة دول المنطقة الممتعضة من فوضى الوجود الاحتلالي المخل بمعادلات التوازن الاقليمي ، اضافة الى ارباك الخندق العراقي المقاوم ، واعطاء نوع من الزخم لواجهاتهم العراقية ، فانهم يفكرون باعلان نوع من خارطة طريق للانسحاب من العراق ، يجهضون بها المحتوى الحقيقي لمطلب جدولة الانسحاب ودون شروط ولمدة زمنية محددة وليست مفتوحة كما يريدون ! انهم يفكرون بجدولة تصل من خمسة الى عشرة سنوات تسحب خلالها القوات بالتدريج ثم يتم استبقاء قوات نوعية محدودة تتواجد بقواعد ثابتة يستكمل بناء اغلبها حاليا ، وتعقد اتفاقات ومعاهدات بموجبها تعلن الحكومة العراقية على موافقتها على اعارة الحكومة الامريكية قواعد عسكرية ثابتة لها في العراق بعد الانسحاب المزعوم بعقد ايجار طويل الامد ومتوازي مع عقود النفط المفتوحة !

اولويات زيارة تشيني :

جدول اعمال الزيارة متداخل فيه مفردات النفط وايران وترتيبات الامن واعادة تقاسم السلطة غير المستقلة في العراق ، ويستطيل هذا الجدول بزيارات لدول المنطقة ليدعوها لمزيد من التشدد بوجه التمدد الايراني والتساهل بوجه الحليف الاسرائيلي !
ورغم ان الزيارة تاتي بعد زيارات رايس وبعد مؤتمر شرم الشيخ الذي لم يؤسس لشيء سوى بسط بساط التفاهم مع ايران التي تريده ايران تفاهما بالجملة وعلى عكسها تريده امريكا بالتجزئة ، حتى يحين وقت الحل الوسط او الحل الحاسم ، فان الادارة الامريكية تجد من الاجدى حاليا التفاهم مع ايران بشأن العراق على اقل تقدير وايران تريد امتصاص الفورة الامريكية ، فاطلقت ايران سراح البحارة الانكليز ، وبعدها بفترة اطلقت امريكا سراح دبلوماسيي ايران المحتجزين لديها في العراق ، التفاهمات يمكن ان تؤسس لترحيب ايراني بالخطة الامريكية بالانسحاب التدريجي مع ابقاء قواعد باتفاقات معلنة مقابل تخفيف حدة العقوبات المقترحة على ايران بتفاهمات الامر الواقع !
الزائر الامريكي الذي لم يغادر السفارة الامريكية خلال زيارته لبغداد وخلافا لكل الاعراف زاره حكام العراق وليس العكس ، كان متضايقا من تأخر اقرار قانون النفط اكثر من تضايقه من بدلة الوقاية من الرصاص التي ارتداها حال نزوله على ارض مطار بغداد .
هذا الزائر يعرف ان ادارته قد خسرت معركتها لكنه يعتقد ان وضع اليد على النفط كفيل باصلاح ما افسدته الحرب ! انه يدرك تماما ان ادارته فقدت زمام المبادرة وعلى اغلب الجبهات التي تتواجه بها ، من افغانستان الى لبنان الى العراق الى ايران الى الكونغرس الى الراي العام الامريكي والعالمي ، وعليه فقد قرر هذا الديك المريض ان يستبقي لنفسه مكسبا قمسيوني فلكي من ارباح شركات النفط يعوضه مقدما عما قد يتعرض له من متاعب بعد تركه للمنصب وتقاعده غير المضمون !
تشيني سيموت بالسكتة القلبية عندما يعلم بعد حين ان اقرار قانونه للنفط العراقي كان احد اهم اسباب صدور قانون جديد لتاميم النفط ستفرضه قوى الشعب المقاومة والتي لا تخشى بالحق لومة لائم .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس على شرم الشيخ حرج
- حاخامات المنطقة الخضراء يسعون لجعل احياء بغدادغيتوات جديدة
- 9 نيسان يوم كسوف شمس العراق
- تفجير كل جسور العراق لن يصرف ازمة الاحتلال !
- ليلة احتلال بغداد
- الحرب في العراق لم تنتهي بعد !
- قمة المطالب الامريكية !
- حصاد الاحتلال المر
- مراجع أم آلهة محنطة !
- بوش يسعى لحلف بغداد جديد
- تحجبوا وتنقبوا حتى لا يرى بعضكم بعضا !
- المرأة العراقية الاكثر تضررا من الاحتلال وتداعياته !
- كلمات في حجاب الفصل !
- دولة الله ودولة الناس
- استراتيجية بوش نفط ودماء واشياء اخرى !
- الفضح سلاح المقهورين !
- فساد نظرية الحسبة السلالية
- سفارات العراق خير من يمثل حكومة التزوير والتدمير!
- لايستقيم أمرالاعتدال مع واقع الاحتلال !
- شيزوفرينيا الديمقراطية !


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - لا تشيني ديك ولا العراق دجاجة تبيض ذهبا اسود !