أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - جمال محمد تقي - الحرب في العراق لم تنتهي بعد !















المزيد.....

الحرب في العراق لم تنتهي بعد !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1880 - 2007 / 4 / 9 - 11:01
المحور: ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟
    


دخل الغزاة بغداد في 9 نيسان قبل اربعة اعوام ، ولما لم يستغرق الاجتياح البري للعراق اكثر من 21 يوما ولم يقتل لهم فيه اكثر من 128 قتيلا ، تصور الغزاة ان البلاد قد سقطت بين ايديهم ، وان ترددهم كان لا مبرر له ، وان التحذيرات والنصائح التي اسداها الاصدقاء الخائفين عليهم كانت كلها تضخيمات وقصور في معرفة حقيقة القوة الامريكية التي لا تقهر ، فالعراق واهله قد اخذوا عنوة وانتهى الامر، بالضربات القاضية ، ضربات الصدمة والترويع التي تفنن سلاح الجو والصواريخ بانزالها بهم نزول الصاعقة ، هكذا كان شعورهم الاول !
لقد كذبوا وصدقوا كذبتهم ، ولما لم يجدوا شيئا يمنتجوا به قفلة المشهد بما يوحي بالانتصار ، لم يجدوا ما يفعلوه غير الاتيان بالكمبارس لتصوير لقطة اسقاط تمثال صدام حسين الذي لم يكن انتزاعه سهلا من قاعدته الاسمنتية الصلدة ، وكان المشهد مرتبكا وركيكا رغم المهارة الهوليودية الواضحة من زوايا تصويره لكن المدقق يكتشف انهم لم يستطيعوا احضار اكثر من 50 كمبارسا من اعوانهم لانتاج هذه اللقطة غير العفوية !
لم يخرج الناس لمبايعتهم ، لم يفرح الناس ، ولم يسعدوا بهذا القادم الكريه والملطخ تاريخه وحاضره بابشع جرائم الابادة والقسوة والغطرسة ، كيف لا وهو المسؤول الاول عن كل مصائب الجوع والمرض والتشوه التي عاناها شعبنا لمدة 12 سنة من الحصار الجائر والمدمر، لا نبالغ اذا قلنا ان العراقيين لا يتخيلون فرقا حيويا بين امريكا واسرائيل ، تخيلوا ان يحتل بني اسرائيل العراق بزي امريكي !
لقد اقفلوا ابوابهم ليتدبروا الامر ، وعندما حل اليوم الثاني حلل الغزاة الفرهود امام الغوغاء وعصابات الجريمة المنظمة لتطغي صورها على سرقاتهم الكبرى لكل ما هو سيادي وما هو نفيس ، وعلى جرائم حرائقهم المتعمدة لكل ما هو غالي على الهوية الوطنية العراقية ، الارشيف المركزي ، البنك المركزي ، المتحف المركزي ، المكتبة المركزية ، الوزارات السيادية ، واولها النفط ، والتخطيط ، والدفاع ، والخارجية ، والقصورالرئاسية وكل حقول الشمال والجنوب .
في البدأ كانت الصدمة ، وفي البدأ كان الترويع ومن البداية حتى نهاية الاحتلال كانت وماتزال المقاومة فاعلة ومتصاعدة ، وهي من يملك زمام المبادرة اما جيش الاحتلال واذنابه فانهم متلقين وردود افعالهم عبارة عن خطط فاشلة ، فلا الصدمة نجحت ولا الترويع فلح في كسر شوكة شعب العراق ومقاومته الابية !
توابيت الجنود الامريكان تشحن يوميا من مطار بغداد حتى المانيا ثم تواصل من هناك رحلتها الى حيث مثواها الاخير ، اعداد الجنود الامريكان القتلى المعتمدين وحسب بيانات وزارة الدفاع ارتفع الى اكثر من 3300 اما المتطوعين كمرتزقة وعناصرشركات الحماية الخاصة من القتلى الامريكان فلا احصائيات حولهم ، واما الجرحى بالعاهات وبالعجز فان اعدادهم وصلت ارقام تفوق ارقام حرب فيتنام بالتناسب مع الفترة الزمنية ومعدلات ارتفاعها المتصاعدة 26 الف اصابة لا يصلح بعدها المصاب من العودة للخدمة ، وعلى صعيد الخسائر الميدانية بالنسبة للسلاح فانها مؤلمة حسب تصريحات الضباط الامريكان انفسهم وهي تتنوع بتنوع السلاح المستخدم في الميدان من دبابات ومدرعات وناقلات جنود ومخازن الاعتدة والطائرات المقاتلة التي بلغت اعدادها بالعشرات ، واما طائرات الاستطلاع بدون طيار فان اسقاطها بات اسهل من اسقاط طائرات الورق !

كذبوا ولم يصدقهم احد :

انكشفت حقيقة دواعي احتلال العراق كما شخصها العراقيون قبل الغزو وهي المصالح الحيوية الامريكية في الهيمنة على العالم من خلال الامساك بتلابيب مركز طاقته الفعالة ـ النفط ـ نعم انكشفت حتى للاخرين الذين كانوا لايريدون تصديق ان الامر بهذه البشاعة .
لا وجود لمخالفات دولية ، لا اسلحة دمار شامل ، ولا رعاية للارهاب القاعدي ! لا مبرر قانوني او اخلاقي ، ولا اجماع دولي ولا مبررات مقنعة !
بعد ان حدث ماحدث حاولوا الالتفاف على جريمتهم بمحاولة اظهار التداعيات وكانها محاسن وانجازات وهي حسب اعتقادهم كفيلة بامتصاص نقمة الناقمين واجبارهم على الاقرار بالامر الواقع ومن ثم سيسهل تطبيع الوضع الناتج عن الغزو محليا واقليميا ودوليا بحيث يخرج المحتلون كالشعرة من العجين العراقي بعد ان يكونوا قد خمروه وضمنوه لهم باستبقاء ـ ذيولهم ـ عملاؤهم من العراقيين لحكم عراق مقطع متنازع يسهل فرض الوصاية عليه دون حاجة لبقاء جحافلهم هناك وعندها يسهل الحجر على منابع الذهب الاسود في العراق لينتقلوا بعده الى كل المنابع الاخرى وخاصة في الشرق الاوسط الكبير . لقد كان للفعل الجبار للمقاومة العراقية وبكل فصائلها الوطنية القومية والاسلامية واليسارية الدور الحاسم في تعطيل المشروع الامريكي وجعله يتراجع ، وخير دليل على ذلك هو تزايد المعارضة للحرب على العراق في الداخل الامريكي ذاته بعد ان تكبدوا خسائر لم يكونوا يتوقعونها ، وبعد ان اصبح العراق فيتنام جديدة بالنسبة لهم ، بل عندهم ان مايحصل هو اخطر مما حصل للامريكان فيها لانه في حالة العراق يلامس اخطر مصلحة حيوية امريكية فهو ربما يؤدي لاشتعال حريق جحيمي يعم كل الشرق الاوسط بما فيه مصالح امريكا ، وحتما ستتضرر بتداعياته واشنطن وحلفاؤها !
لم يكن دور المقاومة العراقية مقتصرا على عرقلة تحقيق المشروع الامريكي في العراق والعمل على الانقضاض عليه وانما صار عملها محفزا ونموذجا يحتذى به لكل البلدان التي ما زالت تتردد في ممانعة
الضغوط الامريكية وابتزازها ناهيك عن التصدي لها .
ان صدى المقاومة اعطى روحا جديدة لثوار امريكا الاتينية ـ من كوبا الى فينزولا وبوليفيا ونيكاراغوا وغيرها ـ ناهيك عن شعوبنا العربية والاخص منها في فلسطين ولبنان .
بوش وحكومة الدمى في الجيب الاخضر يعانون من مأزق لا يحسدون عليه ، ولا مخرج حقيقي امامهم الا بالاستجابة لمطالب المقاومة بترك العراق لاهله وتعويضه والاعتذارمن لشعبه ، ماذا والا فان الخناق سيشتد ، وعندها ستكون خسائرالمحتلين واذنابهم اعظم واعظم .

تداعيات الاحتلال قبيحة مهما تجملت :

كيف يجملون مقتل اكثر من نصف مليون مدني في حربهم على العراق ؟ كيف يجملون هجرة اكثر من ثلاثة ملايين عراقي لخارج العراق ؟ كيف يجملون تفسيخ دولة العراق ومؤسساتها العريقة ؟ كيف يجملون النهب والسلب والفساد والاغتصاب والتعذيب المنظم ؟ كيف يجملون فقدان العمل والامل ؟ كيف يجملون انهيار انظمة التعليم والصحة والخدمات ؟ كيف يجملون نظام المحاصصة المتخلف طائفيا وعرقيا ؟ كيف يجملون قتل الخبرة والكفاءة العراقية او تهجيرها ليتحكم بمصائر العراق الجهلة والمتعصبين طائفيا وعرقيا ؟ كيف يجملون دستورا لا يصلح الا للدول المنقرضة ؟ كيف يجملون انتخابات الفتاوى والجنة والنار والرشوة والتزوير ؟ كيف يجملون برلمانا هو لا يحل اويربط انما حمام نسوان يتقاتل اعضاؤه على الامتيازات والغنائم ؟
كيف يجملون قوانين نهب القطاع العام تحت اسم الخصخصة وكيف سيجملون قانون خصخصة النفط عالميا وتحديدا للشركات الامريكية ؟ وكيف وكيف ؟
قبحهم الله بحيث لم يضعوا اياديهم على شيء الا وتقبح ، فاي جمال ينتظر من فاقدي الجمال ؟
اخر المتمة كانت خطة فرض القانون ! فاي قانون تنفذه هذه الخطة وباي ادوات ، انه قانون الانتقام والثأر والتصفية ، القانون تحاصصي وطائفي والادوات طائفية وعرقية وامريكية ، فماذا ستكون النتائج ؟ حتما ستكون مزيدا من الا قانون في عراق يريد الامريكان تحويله الى غابة يتطارد بها الناس اما قاتل او مقتول ! ان الذي حصل في تلعفر وشارع حيفا اكبر تزكية على لا قانونية ولاشرعية من خطط ونفذ خطة فرض القانون الفاشلة ! !
اما موضوع المصالحة وحل الميليشيات فانها مجرد لوازم تتردد لتغيير الموضوع الاصلي فاي مصالحة هذه ومع من ؟ وكيف يتصالح المحتل واذنابه مع المقاومين ؟ والميليشيات كيف تحل واذناب المحتلين لا يستطيعون الاستغناء عنها لانها ضمانتهم الوحيدة للبقاء ؟
لهذا كله واختصارا للوقت نقول من يريد حلا حقيقيا عليه الاعتراف بالحقائق كما هي اولا ، ثم يقر بان لاشرعية للاحتلال وما تبعه من تداعيات لانها حصلت برعايته ، وان الله حق والحق ان يطرد الاحتلال وتلغى عمليته السياسية لتحل محلها عملية وطنية خالصة تستنهض الهمم للبناء واعادة العراق الى وضعه الطبيعي .
الحرب مازالت على اشدها بين شعبنا ممثلا بمقاومته المبدعة واعداء شعبنا من محتلين واذناب ، والنصر ولاريب حليف الشعوب المقاومة والهزيمة والعار هي النتيجة الطبيعية التي ينالها كل محتل وخائن والذي يشك بهذا عليه ان يتابع مسيرة الاحتلال والمقاومة في العراق وعندها سيتعمد الشك باليقين !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة المطالب الامريكية !
- حصاد الاحتلال المر
- مراجع أم آلهة محنطة !
- بوش يسعى لحلف بغداد جديد
- تحجبوا وتنقبوا حتى لا يرى بعضكم بعضا !
- المرأة العراقية الاكثر تضررا من الاحتلال وتداعياته !
- كلمات في حجاب الفصل !
- دولة الله ودولة الناس
- استراتيجية بوش نفط ودماء واشياء اخرى !
- الفضح سلاح المقهورين !
- فساد نظرية الحسبة السلالية
- سفارات العراق خير من يمثل حكومة التزوير والتدمير!
- لايستقيم أمرالاعتدال مع واقع الاحتلال !
- شيزوفرينيا الديمقراطية !
- لجنة في القمة ولجنة في الحضيض !
- عندما يتحول الحزب الثوري الى اقل من جمعية خيرية !
- مابعد الشيوعي الاول ومابعد الشيوعي الاخير
- ايحاءات اللقطات الاخيرة من تصوير اعدام صدام !
- ذباب الفطائس
- العيد النائم


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - جمال محمد تقي - الحرب في العراق لم تنتهي بعد !