أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال محمد تقي - المرأة العراقية الاكثر تضررا من الاحتلال وتداعياته !















المزيد.....

المرأة العراقية الاكثر تضررا من الاحتلال وتداعياته !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1832 - 2007 / 2 / 20 - 13:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



مقاييس الضرر متعددة واهمها هو مقدار تأثر الوظائف الاساسية للمتضرر وشكل الضرر ، مؤقت او دائم ، وتبعاته ، فاذا تم قياس نسب التلوث الاشعاعي والكيميائي مثلا على التربة العراقية ومياهها وبالتالي كل عناصرها ومنتجاتها وحسبنا اضرارها المستدامة والمؤقتة فاننا سنصل الى نتيجة كارثية فحواها يصرح بان بعض هذه الاضرار لا خلاص منها مهما كانت المعالجات وان هناك اضرار يمكن تلافيها بمعالجات طويلة ومتشعبة ومكلفة !
من نافل القول ان كل شيء في العراق قد تأثر سلبا وباعماق مختلفة ، فالحرب على العراق لم تكن تقليدية ، والاسلحة كذلك والتداعيات ايضا ولكن من الصحيح ايضا ان هناك اشياء تضررت باعماق يمكن اللحاق بها ، وهناك اشياء تضررت هامشيا او مؤقتا بحساب الزمن كاعتماد العراق اساسا على النفط في تلبية احتياجاته الاساسية من مواد غذائية ودوائية ومواد استهلاكية اخرى صحيح ان حتى هذا الميدان قد تاثر سلبا لان الانتاج المحلي للمواد الزراعية والاستهلاكية كان يغطي حيزا من الاستيراد وقد حرم هذا الحيز وتآكل وان الصناعة النفطية ذاتها قد استهلكت وتبعثرت بتدابير الشركات المحتلة لكن يبقى عمق هذا الاثر السلبي مرتبط بالتطورات الاحقة حيث يمكن التعافي منه لو تم طرد المحتلين واعوانهم وتمت اقامة حكومة وطنية حقيقية تصلح ما خرب وتستعيد القدرة الانتاجية المحلية زراعيا وصناعيا وثقافيا ، ومثال اخر هو عضوية العراق بالمنظمات الدولية والاقليمية والمتخصصة فانها كعضوية لم تتاثر ولكن الذي تأثر هو مضمون فاعلية هذه العضوية وهنا يمكن حساب هذا الضرر هامشيا وسطحيا لامكانية تلافيه فور تحرير العراق واقامة الحكومة الوطنية !
لكن هل يمكن للحكومة الوطنية القادمة بعد تحرير العراق من ازالة اثار الاشعاعات التي انتتشرت في كل عناصر التربة والبيئة العراقية ، وحتى لو قدم العالم كله الدعم لها فانها ستكون عاجزة عن اصلاح هذا الضرر لانه من النوع الذي اذا انكسر لا يتم اصلاحه ، يمكن المساعدة على تطبيب اثاره ولكن لا يمكن ازالته !
وهذا النوع من الاثار سيصيب المرأة الحامل اولا وسيؤدي الى انتشار انواع من التشوهات الجنينية والسرطانية غير المألوفة عراقيا ، هذا ما يحصل بالفعل الان وباعداد متزايدة !
علاوة على معدلات الاجهاض المرتفعة بسبب من الاضطرابات النفسية وسوء التغذية والعناية الصحية!
صحيح ان الرجل ايضا يعاني من اثار هذه التداعيات ولكن المرأة تبقى هي الحاضن البيولوجي للاجنة فهي من يعاني الامرين من الحالة مرة لنفسها ولزوجها وعائلتها ومرة لجنينها المرتبط بصحتها هي وما يغذيها مباشرة ، ان هذا النوع من الاضرار سيكون عميقا وسيكون له اثار مستقبلية بعيدة !

الضرر المزدوج :

الاحتلال وباء كاسح اصاب بشر وحجرالعراق بالاذى والتبعثر ، والاسرة العراقية كاصغر وحدة اجتماعية في البناء الاجتماعي كانت في مقدمة المتضررين لقد انهكت واصيبت ومن كل الاتجاهات بما من نشأنه ان يزعزع استقرارها ونموها وتطورها ، من البطالة التي وصلت معدلاتها بين الرجال الى 65 ـ 70 % وبين النساء من 80 الى 85 % واذا عرفنا ان نسبة النساء تفوق نسبة الرجال في المجتمع العراقي حاليا بحوال 5 ـ 8% فاننا نستطيع تخيل حجم الكارثة الاقتصادية والاجتماعية التي تتلوى فيها العائلة العراقية نتيجة فقدانها المعيل واضطرار المرأة للعمل غير المضمون في ظل ظروف لا ضمان للحياة فيها ومن الترف التفكير بحصولها على عمل يناسبها ،فالشروط لعمل انساني ملائم غير متوفرة ، الخدمة او ممارسة الاعمال اليديوية المنزلية وبيع التجزئة في الاسواق هي الامكانية الوحيدة المتوفرة ، وهذا يعني ايضا ان حرمان الاطفال من الدراسة امرا مسلما به ليعملوا ويساعدوا العائلة على اعالة نفسها وهذه الاخيرة ظاهرة شاملة في معظم المناطق الشعبية المكتظة بالسكان تحديدا!


ان مخاطر الابادة والتمزق والقنوط والتآكل هي حالات صارت تعيشها نسب عالية من الاسر العراقية بفعل التاثر المباشر بتداعيات عسكرة المجتمع المدني نتيجة غياب مؤسسات الدولة المركزية وضعفها الشديد ونتيجة لحالة الفلتان الامني الذي غذاه المحتلون منذ احتلالهم لبغداد بحل الجيش العراقي وكل
المؤسسات الامنية الاخرى من شرطة وحرس حدود واستمروا بتغذيته بتكوين اجهزة جديدة على اسس لا وطنية وانما طائفية وعرقية كانت غطاءا للتفصص وانتشار ميليشيات الطوائف والحارات والمناطق التي تخندقت بغطاء عملية الفتنة السياسية التي اثارها الجوهر التحاصصي لما يسمى بالعملية السياسية التي يقودها المحتلون في العراق !
هناك من العوائل من يخاطر بالمسنات او الشباب الصغار من افرادها ليتركوا الوطن باتجاه سوريا والاردن ليعملوا فيها لمدة من الزمن بانتظار الفرج الذي لا ياتي غالبا وليكونوا نواة لهجرة المتبقين من افراد العائلة ذاتها!
انتشار اعمال الجريمة المنظمة انعكست بشكل هائل على قدرة النساء على الحركة ، فلم تكن اعمال السرقة والسلب والنهب وحدها ما يطغي على اعمالها بل ان اعمال الاغتصاب والمتاجرة بالمخطوفات صارت امرا يقصد منه النساء تحديدا مما ضاعف من احترازها واعتزالها البيت وبالتالي حجم من فاعلية دورها ، فاذا كان كل افراد الاسرة يعاني من الحجر على حركته لاسباب الفوضى فان المرأة قد اصبحت اسيرة لبيتها لا تبارحه الا للشديد القوي وبحماية رجال اسرتها !
كم عدد الطبيبات او المهندسات او المحاميات او الصحفيات او المدرسات او الصيدلانيات او العاملات او الفنانات او الرياضيات اللواتي مازلن يمارسن اعمالهن ؟ الجواب بسيط اذا كان اغلب اصحاب هذه المهن والمشتغلين بها من الرجال قد تركوهوها وهاجروا الى الخارج فماذا نتوقع ؟
اذا اغتيل المئات من اصحاب الكفاءات ماذا نتوقع ان تكون النتيجة بالتاكيد ستكون مضاعفة على الكفاءات النسوية .
اما في الارياف فان الحالة تاخذ ابعاد اخرى ، فالمدارس مغلقة وقانون التعليم الالزامي لم يجد من ينفذه او يوفر له مسلتزمات التنفيذ ومن المؤكد هنا ان الاطفال سوف لايتعلمون القراءة والكتابة وخاصة البنات ، وبالتاكيد ان تزويجهن مبكرا سيكون امرا سائدا بعد ان تراجع دور الدولة لصالح دور القبيلة والمعممين من ملالي وممثلي المراجع لطائفية الصغيرة والكبيرة ، لقد انحدر الريف العراقي وخاصة الجنوبي انحدارا شديدا نحو الظلامية والشعذوة مما اعاد الى الاذهان الاعراف القديمة التي اختفت ومنها ان للرجل حق قتل المرأة تحت يافطة غسل العار او ان يتم تزويج البنت وهي قاصر وغيرها من العادات القبلية التي تضعف كلما كانت الدولة قوية وتستعيد قوتها كلما ضعفت الدولة ، والدولة هنا عنوان للتمدن والتحديث ومركزة روابط المجتمع ليكمل بعضها بعضا دون انعزال وتخلف !
هذا علاوة على انعدام الرعاية الصحية وغياب الوعي الصحي وانتشار الاوبئة البشرية والحيوانية والزراعية التي تزيد من معاناة الاسر الريفية وانعدام الخدمات الاساسية كالكهرباء والماء الصالح للشرب ، مضافا الى كل ذالك تلوث البيئة النوعي ، ان حجم الكارثة شامل وشديد الوطئة وما تعانيه المرأة لا يوصف في الريف والمدينة وعلى حد سواء ، فهي بدون حول وقوة ، فكيف ستدبر شؤون اسرتها وباي ثمن ؟

اذا المرأة بخير فان المجتمع بخير والعكس صحيح :

المراة العراقية اليوم باسوء حالاتها ووضعها يعكس حالة المجتمع كله الذي انقلب حاله وارتد الى درك التشوه والانحطاط ، يريدونها سبية وخانعة وجاهلة ومطيعة ، وهذا ما لم يحصلوا عليه ابدا ، فالمرأة العراقية هي حادية الثورات والانتفاضات انها سليلة اسرة عشتار وتموز وفدعة ثورة العشرين ابنت الرافدين عصية على الاحتلال لا تروض وهي مروضة للجبال !
يكفي ان نقول ان عدد الارامل في بغداد وحدها ومنذ الاحتلال وحتى الان يزيد عن 150 الف ارملة !
المرأة العراقية تتعرض لابشع انواع العذاب والمرارة والتشوه ، مما دفع بالكثيرمنهن للانتحار ، والكثير منهن يحرمن حتى من حق الصراخ لانهن لا يردن الافصاح عما تعرضن له من اغتصاب على ايدي جنود الاحتلال واعوانهم من الساقطين !
انها تقاوم وراء السجون والمعتقلات وتقاوم في البيوت وفي ميادين القتال ايضا ، تقاوم لحماية اولادها وتعليمهم تقاوم من اجل لقمة عيش كريمة لها ولاسرتها ، ومن اجل صحية اطفالها واحفادها تقاوم من اجل اسرتها الكبيرة عراقها الغالي .
ان كل الذي عرفناه من فضائح ومذابح في سجن ابو غريب وفي المعتقلات السرية وفي الشوارع كلها تكشف مقدار عطائها وتضحياتها وماحصل للشابة عبير واسرتها ، ولبسمة وامها ولاطواربهجت وكل ضحايا الاحتلال واعوانه يؤكد ان المرأة العراقية في لب معمعة مقاومة هذا الخراب الشامل .
كيف تكون المرأة بخير والهجرة والتهجير يقض مضاجع الاسرة العراقية في الصميم ، اكثر من مليوني لاجيء عراقي يجوبون البلدان طلبا للامان والحماية ، ومليون ونصف مهجر داخل العراق في بغداد والجنوب وكركوك والموصل وبعقوبة وهم بلا حماية او رعاية !
والذي يزيد الطين بلة غزوات الميليشيات المتكررة على الاحياء السكنية والمرافق العامة ، اضافة الى البطش العشوائي للقوات المحتلة وطائفية مايسمى بالجيش العراقي الجديد !
اما الفقر والعازة وفقدان مصادر الرزق فحدث ولا حرج !
في دولة حكم قرقوش و"دولة حارة كلمن ايدو الو" لا مكان للامان او عيشة الانسان أمرأة اورجلا كان لذلك لا حل الا بالتغيير الجذري الذي يريده الشعب ممثلا بمقاومته الوطنية الباسلة .
وحادثة الشابة صابرين الجنابي التي اختطفت من قبل قوات الامن العراقية الطائفية التابعة للعلوج الامريكان وجرى اغتصابها عدة مرات ، الا دليل اخر على شريعة الغاب التي تحكم العراق !
الشنق كل الشنق لحكومة الدمى الطائفية واللمحتلين وكل اعوانهم اصحاب القرون .
لنناضل من اجل ايقاف تنفيذ حكم الاعدام الجائر بحق فتياة ونساء العراق المعتقلات لاسباب سياسية ومنهن : وسن طالب وزينب فاضل ولقاء عمر المسجونات في سجن الكاظمية ، نطالب باطلاق سراحهن مع اطفالهن ، ليس لهن اي جرم جنائي وانما جريمتهن انهن قمن بالاضرار بقوات الاحتلال ومعاونيه ، لنناضل من اجل حملة عالمية لايقاف الاغتصاب والتعذيب في سجون العراق لنناضل من اجل اطلاق سراح السجينات في العراق لنناضل من اجل ايقاف حفلات الاعدام التي تقيمها حكومة الاحتلال بالسر والعلن لنناضل من اجل تحرير العراق .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات في حجاب الفصل !
- دولة الله ودولة الناس
- استراتيجية بوش نفط ودماء واشياء اخرى !
- الفضح سلاح المقهورين !
- فساد نظرية الحسبة السلالية
- سفارات العراق خير من يمثل حكومة التزوير والتدمير!
- لايستقيم أمرالاعتدال مع واقع الاحتلال !
- شيزوفرينيا الديمقراطية !
- لجنة في القمة ولجنة في الحضيض !
- عندما يتحول الحزب الثوري الى اقل من جمعية خيرية !
- مابعد الشيوعي الاول ومابعد الشيوعي الاخير
- ايحاءات اللقطات الاخيرة من تصوير اعدام صدام !
- ذباب الفطائس
- العيد النائم
- المنطق الايدلوجي يناقض منطق الحياة !
- احتراق العراق بفعل فاعل !
- الحرية مدينتي
- الاستخدام المزدوج لوسائل الاعلام
- نجيب محفوظ قبل وبعد النوبل
- دواء العقارب


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال محمد تقي - المرأة العراقية الاكثر تضررا من الاحتلال وتداعياته !