أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمال محمد تقي - فساد نظرية الحسبة السلالية















المزيد.....

فساد نظرية الحسبة السلالية


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1815 - 2007 / 2 / 3 - 11:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



في ذات الفترة التي ولدت بها مقولة اللغات الهندو اوروبية ومن ثم عنصرة رسها الى اصل سلالي ـ الاري ـ بحسب الجدول اللغوي والحضاري الذي اخترعته ، انطلقت نظرية التفوق الاوربي بالتزامن مع حركة الاكتشافات الجغرافية لاغراض الاستعمار والاستثمار، وكانت القناعة متزايدة باحقية اوروبا وحدها بهذه المكانة التي استقتها من وحي نزعة الاستئثار الذي تعكز على مركزيتة الفكرية التي اعتمدت خريطة جينية للاقوام والسلالات واللغات ليس لاوروبا وحسب وانما للعالم كله ، وهنا ازدادت خطورتها من محاولة عولمتها دون مسوغات علمية ، والتي جسدت المركزية والاحلالية والانتقائية غير البريئة وغير المبررة لا علميا ولا منطقيا ولا موضوعيا بل كانت جهد تبشيري عنصري مغرض بخريطة مشوهة وارادوية بعيدة كل البعد عن التاريخية الفعلية والناطقة بها اثار اللغة والتاريخ والجغرافية واطلالها، وحاضنة بل قاعدة للتنابز والتعنصر البشري المصطنع والتي طوعها هتلر وتابعه غوبلز فيما بعد لخدمة نظريته حول التفوق الاري بشكل عام ، وتفوق العنصر الجيرماني بشكل خاص وصاغ خريطة العالم السلالية بنفس المنظور الذي صيغت به القاعدة الاولى ، الهندو اوروبية والسامية ، واذا كانت مقاطع الكلام والمزيدات والاصوات ثم اسماء الحيوانات واجزاء الجسم و المترادفات والمتقابلات في اللغات ومقاراناتها ادوات استخدمت لتحديد الانتماء اللغوي واصله مع الاخذ بنظر الاعتبار للعلاقات الانتقائية في علوم الاثار والجغرافية والتاريخ ، جميعا استخدمت بتصرف لتحديد الحالة الارية فان السامية كانت قد حددت بطريقة مختلفة لا تخلو من التحايل العلمي غيرالظاهر فهي اعتمدت على معطيات التوراة كمصدر ثابت ومقدس وفي ذلك غزل واضح لليهودية الغربية لان كتابات الاقوام ـ السامية ـ سابقة عليه باكثر من الفي سنة وهذا ما جسدته الاختام الاسطوانية والالواح السومرية ، ثم المساهمات الفينيقية في الكتابة الابجدية اضافة الى مفارقة كانت قد مررت دون مراجعة علمية موضوعية ، وهي التعايش السومري العبري والاستعارات التي لاتقبل الدجل والواضحة وضوح الشمس من الادب السومري وملاحمه ( الخليقة ، الطوفان ، كلكامش ) في كتابهم ثم هجرة العبرانيين من اور السومرية بعد استبعادهم عنها وهم منها وليسوا طارئين عليها ثم عبورهم الفرات باتجاه الشام ، الا يدلل ذلك علىعلاقة في النسب بين الاثنين وذات الشيء ينطبق على الاقتران والتذاوب بين الاكاديين والبابليين اضافة لنمط الكتابة السومرية الذي ساد في الدول التي قامت على انقاض دول السومريين والصفات الانثوغرافية التي تجمعهم تؤكد ان السومريون اقوام ـ سامية ـ استوطنت جنوب العراق مابين 8 ـ 10الاف سنة قبل الميلاد بعد هجرتها من جنوب الجزيرة العربية نتيجة تغيرات مناخية ضاغطة ، وهنا ينفرد الدكتورالمؤرخ جواد علي في تاكيده على دقة مقولة الاقوام العربية القديمة بديلا عن السامية ، بما فيهم العبرانيون فهم شعب عربي قديم اشترك مع الاقوام العربية الاخرى بذات الصفات وطرق الهجرات والانتشار ، واذا جارينا النسب التوراتي فان ابراهيم هو زعيم ونبي عبراني ومن نسله خرج اسماعيل ومن نسله جاءت العرب العاربة اذن فالعرب حسب تسلسل الانساب التوراتية عبرانيون ، وهذا امر ليس بالدقيق ولا يستقيم فالعرب متواجدون وتم ذكرهم بالاسم بالكتابات الاشورية وايضا لان هناك عرب الجنوب اصحاب واحدة من اعرق حضارات شعوب العرب القديمة حضارة مازالت مطمورة تمتد من عمان حتى باب المندب في اليمن التي عرفت الكتابة والابجدية بخطها الشبيه بالمسمارية ( الخط المسند ) عبر هجراتها المتتالية من والى الشمال ـ الهلال الخصيب ـ وكانها رحلات الصيف والشتاء تحددها ملامح الطقس وظروف المعاش ، لقد اكدت بعض البحوث الاثارية لبعثة سوفياتية في الثمانينات من القرن الماضي والتي كانت تنقب في شمال حضرموت وعلى تخوم الربع الخالي على مذهبنا هذا حيث توصلت في عملها الذي لم ينجز ان كل المؤشرات والملامح تزكي تغيرات عظيمة في مناخ وطبيعة تضاريس هذه المنطقة فبعد ان كانت ارض زرع وحياة ووفرة مياه واستيطان بشري مستقر تحولت الى ارض جدب وقفر وانحسار للحياة وهذا التحول حدث في حدود 10 ـ 15 الف سنة قبل الميلاد ، وحكاية سد مأرب القريبة في زمنها من الالف الاولى قبل الميلاد ، اضافة لشكل السيول السريعة والمدمرة التي تعيشها تلك المناطق ماهي الا عينات من جنس ما حدث فهو التحول ذا التاثير المتوالي في تبعاته لمناطق شاسعة في جنوب الجزيرة العربية والذي يعطي دافعا وحافزا للهجرات المتعاقبة نحو الشمال ولو حصل العكس فهذا سيكون عامل طبيعي للهجرة السالكة نحو الجنوب، ومن ذلك نستنتج ان التحريف التوراتي هو تلبيس ايديولوجي تم تحميله ما لا يحتمل ، واذا كان الساميون هم ابناء سام ابن نوح (ع ) والاقوام الاخرى هم من نسل ابناءه الاخرين فعلام هذا الافتراق اللذي يؤكد ان الاريين لا يتفقون معه بدليل عدم ايمانهم بوحدة السلالة واصلها الواحد بل بتفوق سلالتهم على سلالة سام الاقرب الى نوح من غيره، واذا استعنا بما يقوله الساميون من ابناء اسحاق ومقولتهم بتفوقهم وانتخابيتهم واختياريتهم على كل الشعوب الاخرى فان الصورة ستكون متموجة وتعكس تطابق احتوائي بينهما ، رغم ان اصحاب الارية يستخدمون اصحاب التفوق السامي ويعيدون صياغتهم وتغريبهم بشكل منافق ولا انساني ، وبكلا الحالتين فان العرب بشموليتهم بما فيهم العبرانيون انفسهم انهم اصحاب هذه الدائرة الحضارية انهم خارج هذه الحسبة التي تستخدم لتكريس هيمنة تاريخية بالضد من المعطى الحقيقي ، اذن لماذا نجاريها وهي تفتقد للصدقية العلمية اولا وتجردنا من مساهمتنا الانطلاقية ثانيا ؟، وما حصل لدى اغلب علماء التاريخ القديم في الغرب من المتعصبين واصحاب النعرات وهم كثرانهم تعملوا مع الماضي القديم بعقلية الحروب الصليبية ، وتناسوا كعادتهم ان الديانة المسيحية هي ديانة عربية بفرعها العبري وانها نتاج حضارة ارضية كانت مستعدة للتعامل مع رسائل السماء وهي ابنت اليهودية ، والاسلام حفيدهما الذي ختمهما بختم عربي محقق ، انهم سطوا عليها وغربوها بل اصبحت مسيحيتهم عنوانا للاستعباد وليس للانعتاق كما ارادها السيد المسيح ( ع ) وهي بذلك انفصلت عن جذورها التي مازالت تتمسك بها كنائس الشرق العربية ، انهم يعتبرون الاسلام ثقافة تذكرهم بالذي كان ، تذكرهم بالاصول الشرقية لمعتقدهم الذي يعيدوا انتاجه غربيا مشوها ويصدروه الينا بضاعة مسخ تريد الاخرين ان يدمنوا عليها بفساد الربا واستغلال واستعباد المديون وهذا اشد ما بغضه ابن مريم ومن اجله صلب لانه يهددهم بالصميم ، ان المتعصبين في الغرب يعيدوا صلب المسيح كل يوم من ايام بورصتهم هذا المعبد البديل للالهة الجديدة الهة راس المال . يقول البروفسور يوستس غليتس في كتابه "الحضارة الايجية" : " مع ان الساميين رجال اعمال ناجحون ، الا انهم لم يكونوا شعبا ذا قدرة على الاختراع . . " ، نعم اذا كان حتى السيد المسيح اختراع غربي اذن ماذا بقي للساميين او العرب حتى يخترعوه !؟ .
ان موضوعة معاداة السامية هي واحدة من تلك الدلائل على احتقار ما هو ليس اوروبي وبذات الوقت الظهور بمظهر المدافع عن السامية التي يضطهدها الاخرون
وعندما نكتشف ان ـ الاخرون ـ هو كائن وهمي يغطي الاحتقار الحقيقي الذي يكنه اصحاب الارية وفلاسفتها لما يسمونه السامية والتي يختزلوها باليهودية ، وعندما يقول ـ الاخرون ـ ان رفضهم لابتزاز الصهاينة المدفوع مركزيا لا يعني عدائهم للسامية فهم ايضا ساميون ، فلا يرد عليهم لانهم يريدون تصوير المشكلة وكانها بين الساميون انفسهم اما الاريين فهم فاعل خير صحيح قد قتلوا منهم الملايين لا لشيء سوى لانهم يهود وانهم يحاولون حل عقدة الذنب ان وجدت ، ولكنه سيكون ايضا على حساب الساميين انفسهم فاي نفاق لاسامي هذا ؟

الشرق والغرب والشمال والجنوب تكامل دونه الخراب :

قال الشاعر البريطاني رديارد كيلنغ : " الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا " ،
وقوله هذا ينضح بمافيه من تفرقة لشمل واحد هو شمل الانسانية التي يكمل بعضها البعض ، ايها الشاعر اهل الغرب بما فيهم اجدادك العظام كانوا شرقيون وتغربوا وكانوا جنوبيون وارتحلوا الى الشمال فاجدادك الشرقيون ابدعوا في شرقهم بالزراعة واختراع العجلة والعربة والكتابة وفي الموسيقى والادب الرفيع وفي كافة المجالات كان لهم باع واجدادك بعد ان تغربوا واصلوا مسيرة الابداع بما حققوه بجهودهم وما تعلموه من اقرانهم فالافكار والمعارف والابتكار ليس لها حدود او قيود لا جغرافية ولا سلالية ان الفكرة الجميلة تطير من صاحبها ليتلقفها الاخرون وهنا فقط يتحقق جمالها ، فلا فضل لاحد على احد الا بمقدار فائدته للانسانية جمعاء وهذا الفضل ليس راس مال يتداور ليستغل في استعباد الاخرين وانما هو اخذ وعطاء وحافز انساني للعمل الخلاق .
يقول الاستاذ علي الشوك في كتابه ملامح من التلاقح الحضاري بين الشرق والغرب الصادرعام 1996 : " ولعل مفهوم الشرق والغرب بفوارقه الحضارية نشأ في اوروبا في عصرنا الحديث اما في العصور القديمة فلم يكن له مثل هذا المغزى بهذا المفهوم المطلق ، لان التلاقح الحضاري بين الشعوب لم يكن يخضع لبعد جغرافي ، وحتى في عصرنا الراهن نرى ان تقدم اليابان ـ مثلا ـ ينقض مفهوم المركزية الاوروبية للغرب والشرق . . " .
ليس للجشع الامبريالي اخلاق هكذا وصف العديد من مفكري علوم الاجتماع والنفس السياسي فالمهيمن يعتاد على نفسية الاحتواء والاستحواذ ويستكثر على المهيمن عليه
نديته التي قد تتجلى في تاريخه او حتى في احلامه ، وهذا السلوك ليس فقط كونه دوني في بعده الانساني وانما خالي من احكام العقل او المنطق فهل يجيز محاكمة الماضي والانتقام منه لسبب نديته بتفوق الحاضر وبأثر رجعي ، ان هذا مسلك مريض يضمر كل شرور العنصرية السوداء .
ويحضرني هنا حوار ظريف كنت قد قرأته في مجلة قديمة بين رجل هندي متعلم وأحد المستشارين الانكليز اللذين يشرفون على عمل وزارة التعليم الهندية وكان عسكريا ، قال الهندي : مستر لماذا تعقدون وجدوكم بيننا في عدم السماح لنا في كتابة مناهج التاريخ الهندي كما نراه نحن وكما نعرفه ؟
فرد عليه المستشار الانكليزي قائلا : نعم للفيلة تاريخ ولكن تاريخ الذي يحركها والذي يربيها هو الجدير بالتعلم !
فقال له الهندي المثقف : لكن تاريخنا يقول ان افيالنا هي من حملتكم الى حدود غربكم لانكم من اصول اسيوية ابتداءا .
فرد عليه المستشار الانكليزي بوقاحة : ولكننا عدنا اليكم نحكمكم ونعلمكم دون الحاجة لافيالكم .
فقال الهندي الثائر : ياهذا اعطيناكم في الماضي عصارة فكرنا ونسلنا ونحن ممتنون
واليوم تحتلوننا وتاخذون ارزاقنا وتترفهون على حساب فقرنا وجوعنا فماذا سنتعلم منكم ؟
فرد عليه المستشار : معنى هذا اننا ارقى منكم لاننا استطعنا تطوير ما اخذناه لنكون الاقوى والاقدر على التحكم بالنتائج والشاطرمن ينتصر في النهاية .
فرد عليه الهندي الصاع صاعين حينما قال : من قال لك انها النهاية ؟ ثم الظروف التي تهيأت لكم اعطتكم قوة كبيرة لا يستطيع احدا انكارها بذات الوقت الذي بخلت به علينا بما عندها ، ولكن علمتنا حكمة الافيال ان المتهور يحفر قبره بنفسه .
وانتهى الحوار نهاية سائبة .
واذا كان القتل والسلب والغزو والابادة وكل الاعمال الطفولية والمراهقة التي اتصفت بها عهود البشرية القديمة تكون منسجمة مع مستوى نضجها ووعيها ومعارفها ، فان ذات الصفات تمارس اليوم وبشكل اكبر واكثر قدرة على القتل والتدمير ، والفرق انها تجري تحت تسميات لم تعرفها سلفها القديمة ، ابادة شعوب باكملها في العالم غير الجديد وصمة عارلا تغسلها مياه المحيطات في جبين من يدعون انفسهم صناع المدنية ، ملايين من حروب اوروبية اوروبية فجرها اريون اصلاء تحت شعارات مزيفة في التفوق والهيمنة ، ان امثلة لا عد لها تؤكد وحشية الدعوات القائلة بمركزية اوروبا ونسلها الجديد في امريكا واستراليا لكل الشرق والغرب حيث يحسبون العالم سلعة يشاطرون عليها في سوق العرض والطلب .
واليوم وبتوحد الاخيار في الشرق والغرب لتعديل ميزان التوازن الانساني المختل داخل الغرب والشرق معا وفيما بينهما ، لازالة العوائق المصطنعة في طريق التطور المشروع لكل شعوب العالم دون تمييز ومن اجل انهاء البربرية الراسمالية الاحتكارية ببناء عالم التكامل والتكافل الانساني العادل والديمقراطي بمعانيه الحقيقية لا المزيفة .
اللغة العربية مفتاح اللغات العربية القديمة ـ السامية ـ :
يقول العلامة الاستاذ بندلي صليبا الجوزي في كتابه دراسات في اللغة والتاريخ الاقتصادي والاجتماعي عند العرب ، الصادر عن دار الطليعة بيروت في ص 261 : " اجد من الانسب التبرأ من فكرة الباحث الموقرالاب انسطاس الكرملي القائلة ان العربية مفتاح اللغات الاوروبية ، ويعلم الله انه لو حاول ان يبرهن على
ان اللغة العربية مفتاح اللغات السامية لما جادلناه في ذلك ولأمنا بعلمه وصدقنا ونحن نعلم علم اليقين ان لغتنا حقيقة اغنى واقدم سائر اللغات السامية وفيها من المميزات كحالات الاعراب الثلاث واختلاف الاصوات ، ء ، ع ، غ ، ح ، خ ، ص ، ض ، ط ، ظ ، والمزيدات ما لا يوجد في غيرها من اخواتها او يوجد بعض منه ، اما ان تكون العربية مفتاح اللغات على الاطلاق فهذا فكر لا يتفق مع العلم الحقيقي ودوره ومستواه في الوقت الحاضر . . " .
وهذه تزكية اخرى لان تكون العربية عنوانا بديلا عن مقولة السامية بعد ان اشرنا الى خطل استعمالها ومعانيه فلا يعقل ان تكون لغة ما هي مفتاح عائلتها ولا يشار لها كونها عنوانا جامعا لها . واذا تمعنا النظر في النص المستعار فاننا نجد نمطا من النقد موضوعيا محايدا في تناول البحوث واهواءها فهو لا يجامل مع ان المنقود هو علم جليل من اعلام بحوث التراث اللغوي والتاريخي الحديث ، فهو يعيب على من ياخذ المفردات والالفاظ الارية او العربية ويحاكمها على ما هي عليه ، وانما يريدها ان تنزع عنها كل الصدأ والكلس والقشور المستعارة يريدها عارية كما هي وعندها فقط تتم المقارنات والمقاربات ومقابلة اطوار نمو كلا منها .
وفي نص اخر يقول الجوزي : " من الاوهام التي لاتزال راسخة في عقول بعض علماء اللغة هواعتقادهم ان لا قرابة بين اللغات السامية واللغات الارية وان كل محاولة ترمي الى رد هذه اللغات الى اصل واحد هو من قبيل اضاعة الوقت ولهؤلاء العلماء ادلة وحجج اكثرها سقط وتهاوى وما بقي منها آئل ولا شك للسقوط ، ويكفي هنا ان نذكر ان شيخ المستشرقين في اوروبا الاستاذ نولديكة ، والمستشرق الانكليزي وفريجت، وغيرهم من متخصصي فلسفة اللغة قد توصلوا الى قناعة علمية بوجود القرابة بين اللغات السامية والارية بل بينها وبين المصرية القديمة والكوشية ايضا ، وهذا يؤكد ان السامية كانت تستخدم اللواحق والسوابق والمقحمات في ادوار نموها الطبيعي وقبل ان تصبح اكثر مفرداتها ذات ثلاث مقاطع . . "
فالاوهام والخرافات في التمييز التفوقي والتنابزي بين ايديولوجيي الارية من علماء فلسفة اللغة والتاريخ والتوظيف المتسق مع النوازع الاستعمارية وفكرتها، بمنظريها وسياسييها لا تصمد امام حقائق العلم والمعرفة مهما طال الانتظار .
وفي الختام يستنتج الجوزي ما يتفق مع مذهبنا في انه لا فوارق فسلجية او سايكولوجية بين الشعوب والامم وانها تتواصل ويكمل بعضها البعض والاسبقيات لا تجيز نبرة التفوق او ازدراء الاخرين قطعا .
يقول الجوزي في الختام : " نستنتج اخيرا انه لا فرق بين نفسية الامم السامية والارية والكوشية ، ولا غرابة في ذلك لان جميع هذه الامم كانت تؤلف في العصور الغابرة امة واحدة تلغو لغوا واحدا فاذا صح ذلك ـ ونحن لا نشك في صحته ـ سقطت تلك الاسوار الصينية التي يحاول ان يقيمها بعض من اعمته العصبية القومية او الدينية او تفوقه الوقتي في الحضارة والعلم . . " .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفارات العراق خير من يمثل حكومة التزوير والتدمير!
- لايستقيم أمرالاعتدال مع واقع الاحتلال !
- شيزوفرينيا الديمقراطية !
- لجنة في القمة ولجنة في الحضيض !
- عندما يتحول الحزب الثوري الى اقل من جمعية خيرية !
- مابعد الشيوعي الاول ومابعد الشيوعي الاخير
- ايحاءات اللقطات الاخيرة من تصوير اعدام صدام !
- ذباب الفطائس
- العيد النائم
- المنطق الايدلوجي يناقض منطق الحياة !
- احتراق العراق بفعل فاعل !
- الحرية مدينتي
- الاستخدام المزدوج لوسائل الاعلام
- نجيب محفوظ قبل وبعد النوبل
- دواء العقارب
- الجزيرة اكثر من سلطة رابعة !
- جذور لاتموت
- الحياة في اجازة والعيد جنازة !
- العقل العراقي عصي على الاحتلال
- ثلاثة اذا ذكروا ذهب العراقيون لقضاء حاجتهم !


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمال محمد تقي - فساد نظرية الحسبة السلالية