أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - حاخامات المنطقة الخضراء يسعون لجعل احياء بغدادغيتوات جديدة














المزيد.....

حاخامات المنطقة الخضراء يسعون لجعل احياء بغدادغيتوات جديدة


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1896 - 2007 / 4 / 25 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم ينضح الا القليل من الخطط الموضوعة لتقسيم بغداد وجعلها مجموعات غير متجانسة من الحارات والاحياء غير المترابطة ، والتي يسهل التحكم بمداخلها ومخارجها ، وبالتالي يسهل على المحتلين توجيه التصادمات والتراشقات ومشاعر التنازع التي جرى العمل على اشعالها وتغذيتها منذ اليوم الاول لاحتلال بغداد ، فالهدف من كل الذي يجري والمطلوب احتلاليا هو استهلاك وانهاك واشغال كحد ادنى اهالي بغداد عن اي تفكير بمقارعة المحتلين فما بالك بممارسة الفعل المقاوم ضدهم ، المحتل واعوانه يريدون من اهل مدينة الصدر مثلا ان لا يفكروا الا بكيفية حماية انفسهم من اهل المناطق الاخرى وخاصة تلك التي تقع على الطرق المؤدية لمراقد الائمة يريدوهم ان ينشغلوا بتوفير مستلزمات الحياة الشحيحة يريدوهم ان يتصارعوا على كل شيء حتى على من سيكون فتوة او أمام اومختار على مختلف مناطقها ـ الداخل او امريدي او السفارة او النعيرية وغيرها ـ وهكذا فهم يجب ان ينشغلوا من الان بمواكب الزيارة القادمة ومن سيقودها وتحت حماية من ! ؟
اهل مدينة الصدر الاصلاء هم من صلب كادحي بغداد وبينهم من هوفي مقدمة مبدعيها ومثقفيها ، كانت بغداد تتنفس بثورية طلابها وشعراؤها وكتابها ، وكانت تتعافى بانجازات رياضييها وفنانيها ، منذ الخمسينات اعطوا لبغداد زخما وحسا اندمج في نسغها بحيث صار جزءا عزيزا منها ومن مناخها ذا التنوع المذهل وهم وبحمية ابناء العراق كانوا في مقدمة المدافعين عن الحقوق الوطنية التي لا تميز بين ابن مدينة الحرية او الشعب او الصليخ او الفضل اوالاعظمية و الكاظمية !
هل يمكن ان يكونوا هؤلاء انفسهم وقودا للمجازر الطائفية او زادا للمشروع التقسيمي للعراق ، اعرف مدينة الثورة كما اعرف نفسي ، لا انها لا يمكن ان تنقلب على نفسها كما يريدوها ان تفعل ، الاغلبية ترفض وتمانع هذا المنحى القاتل للعراق واهله، ربما بصمت ، ربما تغطي على اصواتهم العراقية والبغدادية الاصيلة اصوات المنشزين ورجال فرق الموت وفرق الاحتلال وفرق الميليشيات الطائفية المتنفذة لكنهم هناك مرابطون وهم الاكثرية المطلقة وهم سيكونون ضمانة للمستقبل العابر للحواجز والابواب المقفلة والخنادق والاخاديد والاسوار التي تريد جعل احياء بغداد غيتوات مذهبية وعرقية متنازعة لا يستفيد من تعميمها الا اعوان الاحتلال والمعممون بالوراثة الذين لا يتورعوا عن ارتكاب المعاصي بحق اوطانهم ودينهم من اجل مصالحهم التي غالبا ما تلتقي مع مصالح المحتلين ومصاصي دماء الشعوب هؤلاء الاوغاد يريدون اشاعة الشلل بين البغداديين والى الابد ، ليمنعونهم من التواصل لمزاولة دورهم المتكامل في اغناء الحياة ورفعتها ودفع شرورها التي تتجسد الان بالاحتلال وافعاله وضمان مستقبل افضل لاجيالهم القادمة !
ما تسرب من المنطقة الخضراء او غيتو السلطة الفعلية في البلاد عن خططهم الامنية والسياسية التكتيكية منها والاستراتيجية قليل بمفرداته لكنه اكثر من الكثير بمعانيه ومجاله واحتمالاته واهدافه ، فقد قيل انهم عازمون على حفر خندق حول بغداد ييسر التحكم بمداخلها ومخارجها ! وقيل انهم قسموا بغداد الى تسعة اقسام جغرافية امنية مع جدولة بانتماءات سكانها ، وقيل اخيرا انهم يشرعون ببناء جدار عازل بطول 5 كيلو مترات ليحيط بالاعظمية من جهتها المعاكسة للنهر ! وقيل هناك خمسة احياء اخرى سيشملها هذا الاجراء الذي يقدم على انه اجراء لحماية هذه الاحياء وتحصينها امنيا ، الملفت ان اهالي الكثير من الاحياء يعانون من القذائف الصاروخية والمدفعية العشوائية والتي تستدعي حتما بناء درع صاروخي مضاد حولها فهل سيفعلوا ؟ ام ان الامر في كله ليس له علاقة بامن الاحياء السكنية وامن اهل بغداد ، وانما الامر كله هو تفنن بكيفية تقسيمها وتقطيعها وجعلها متنازعة دوما حتى يتفرغوا هم للمهم من المهمات دون ازعاجات او مقاومات او مشاغبات تجعل مهمتهم صعبة ومكلفة !

الاعظمية سماء لا يسورها حاجز :
الاعظمية لب بغداد ، راس الحواش ، النصة ، راس الجسر ، السفينة ، بحر من التداخل تعوم عليه كل احياء بغداد فهل يستطيعون قطع اوصالها ؟ مايفعلوه الان من تقطيع للممرات والجسور والطرق قد سبقه استباق ومازال قائم انه تقطيع حبال الوصل بين النفوس قبل المساكن والاماكن والازقة والحارات والاحياء والمواقع في الكرخ كانت او الرصافة ، لقد عرفوا ان الامر اسهل في الاطراف وعملوا اعمالهم فيها ، لكن اللب عصي ومازال عصي ، فالامام الاعظم والامام الكاظم هما العلة والعقدة التي يصعب معها جعل الرصافة كما كانت بيروت الشرقية وجعل الكرخ بيروتا غربية ، والحال ذاته كان مع مراقد الائمة في سامراء لذلك فجروها فهل سيفجرون الامامين الاعظم والكاظم لتكون الرصافة شيعية والكرخ سنية ؟
لا يستبعد المرء امرا وبغداد تحكم من حاخامات ظاهرين ومستورين ، ان في الامر سوء اسوء مما هو سيء الان !
لكن حتى حاخامات بني صهيون ومن يقلدهم من عراقيي الجنسية واربابهم ارباب الهيمنة الامبريالية العالمية سوف لن ينالوا المراد ، وما يفعلوه هو مؤشر لسياسة الارض المحروقة التي تعبر عن عجز اصحابها !
الكاظم والاعظم بطينان لقلب واحد لا يفترقا ، حتى لو هدموا بغداد كلها سينهض من تحت الرماد من بقى في عروقه نبض العراق ، سيرجع اهل العراق لعراقهم ، سيرجع العراق ، سيرجع المهاجرون والمهجرون والنازحون والمنزحون ليستعيدوا رفات ومراقد الكاظم والاعظم وبذات المواقع التي تشربت من رحيق رفاتهما ليرجع الخفقان من جديد لقلب بغداد العتيد ، فالاعظمي والكاظمي يعرفان سرا لا تفقه توريته كل عقول دهاقنتهم "شكو ماكو؟" سؤال يحتمل كل الاجابات لكن العراقي الاصيل يعرف الاجابة المناسبة !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 9 نيسان يوم كسوف شمس العراق
- تفجير كل جسور العراق لن يصرف ازمة الاحتلال !
- ليلة احتلال بغداد
- الحرب في العراق لم تنتهي بعد !
- قمة المطالب الامريكية !
- حصاد الاحتلال المر
- مراجع أم آلهة محنطة !
- بوش يسعى لحلف بغداد جديد
- تحجبوا وتنقبوا حتى لا يرى بعضكم بعضا !
- المرأة العراقية الاكثر تضررا من الاحتلال وتداعياته !
- كلمات في حجاب الفصل !
- دولة الله ودولة الناس
- استراتيجية بوش نفط ودماء واشياء اخرى !
- الفضح سلاح المقهورين !
- فساد نظرية الحسبة السلالية
- سفارات العراق خير من يمثل حكومة التزوير والتدمير!
- لايستقيم أمرالاعتدال مع واقع الاحتلال !
- شيزوفرينيا الديمقراطية !
- لجنة في القمة ولجنة في الحضيض !
- عندما يتحول الحزب الثوري الى اقل من جمعية خيرية !


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - حاخامات المنطقة الخضراء يسعون لجعل احياء بغدادغيتوات جديدة